حزب الله يخاف من ظاهرة رجل الدين الذي يقول له : لاء
 

تختلف الفئات الشعبية والنخبوية التي تعارض سياسات حزب الله في داخل لبنان وخارجه وتتنوع توجهات هذه الفئات ما بين اليسار واليمين والمتدين إلخ، فهي فئات تعبر عن نفسها عبر إعتراضها المكفول في الدستور اللبناني بموجب المادة التي تكفل حرية الرأي والتعبير.
أيضا ، من الوجهة الدينية وبالأخص شيعيا فإن الشيعة  إمتازوا عبر التاريخ عن غيرهم من فرق الإسلام بمناداتهم بالإجتهاد أي تعدد الآراء في الفقه والدين وكل ما يدخل في باب الحلال والحرام ، لذلك إختزال الشيعة برأي واحد هو بدعة دخيلة على الفكر الشيعي لم يعتادوا عليها تاريخيا.
قد يقول قائل أن هذا الأمر محصور فقط بالأمور الدينية لا السياسية والرد على هؤلاء أنهم هم أنفسهم من يقولون أن الدين هو السياسة والسياسة هي الدين كما هم يفهمون الإسلام  وينادون بذلك وبناءا على فهمهم للإسلام كل ما يطبق من نظريات لإستنباط الأحكام الدينية هي نفسها في حقل السياسة وهم يقومون بذلك وبالتالي أصبح لزاما عليهم الإعتراف بأن التعددية مباحة في السياسة أيضا.
وإنطلاقا من هذا  التنظير الفكري ، يلحظ مراقبون أن حزب الله الملتزم بولاية الفقيه يعمل دائما على محاربة وتخوين وتكفير أي رأي آخر يخالفه سواء كان هذا الرأي صادر من  سياسي علماني أو سياسي متدين أو من داخل طائفته الشيعية.

إقرأ أيضا : متى التقيت بالحاج عماد مغنية؟
لكن أكثر ما يقلق حزب الله هو أن يعارضه رجل دين شيعي صاحب عمامة فهذا الشيء يستفزه ويحرجه.
لا نقول هذا الكلام من فراغ ، فمن يراقب تعليقات الناشطين التابعين للحزب وهم يعلقون على أخبار رجل دين ما معارض لسياسات حزب الله تراهم يقسون عليه بالكلام ويشتمونه ويكيلون له الإتهامات  بل يتفنون في السب واللعن وفبركة الخبريات عليه وكل ذلك لأنه رجل دين في بداية الأمر، وستجد المطالبة المشتركة بين هؤلاء هي دعوتهم لرجل الدين الفلاني إلى خلع عمامته.
هذا لا يأتي من فراغ طبعا ، هذا حصيلة تراكمات تربى عليها هذا الجمهور وتعبئة ضد المخالف لحزب الله لكن دائما رجل الدين يستفزهم.
يستفزهم لأنه يذكرهم بتاريخ ما قبل ولاية الفقيه حيث كان يسود بين الشيعة التعددية والغنى في الآراء ويحرجهم لأن الكلمة التي تصدر عن رجل الدين لها مصداقية في وعي الشعوب المتدينة أكثر من شخصيات أخرى وبالتالي يحاول حزب الله شيطنة صورة هذا الرجل كي يضعفه لاحقا ويمارس عليه حرب إعلامية لإرهابه كون رجل الدين المعارض  يشكل لحزب الله قلقا يهاب من تأثيراته على المجتمع.
ويدرك حزب الله أثر رجل الدين والعمامة في المجتمع الشيعي كونه حزب يقوده رجال دين ، وهذا لوحده عند الحزب كافي لكي يقلق دائما فهو قد يتحمل أي شيء إلا أن يعارضه رجل دين.