أولاً: الأغنية الرحبانية: راجعة بإذن الله...
في منتصف ثمانينيات القرن الماضي أطلق الفنان زياد الرحباني أغنية: راجعة بإذن الله بصوت الراحل جوزيف صقر، وهي عبارة تُكتب عادةً على الحافلات والناقلات كتعويذة إيمانية، إلاّ أنّ الرحباني أضفى عليها لمسات إبداعية كنحو: راجعة بإذن الله ،على أنحس بإذن الله..أو: كنّا اتّكلنا عليكم، عدنا اتّكلنا عالله.

إقرأ أيضًا: برّي - الحريري - جنبلاط ... واعتصموا بحبل الترويكا ولا تفرّقوا
ثانياً: الطبقة السياسية، راجعة بإذن الله...
لو نُظّمت الانتخابات النيابية غداً أو بعد غدٍ، أو بعد أسابيع أو شهور كما هو مُعيّن، لعادت هذه الزمرة السياسية الفاسدة إلى الندوة البرلمانية بثقةٍ جديدة، وعزمٍ أكيد على مواصلة الفساد، وذلك بحلّة جديدة مع معاونين جُدد، وأزلامٍ قُدامى مُتمرّسين في الفساد، راجعة على أنحس كما يقول الرحباني، وهنا يطيب للبعض أن يُحاكم الرّعية التي تُجدّد شباب هذه الطبقة، ولم تتمكّن من الرُّقي حتى الآن إلى مرتبة المواطنة ،والمقدرة على محاسبة المقصّرين والفاسدين، وهذا ممّا يُفاقم أوضاع المواطنين السياسية والاجتماعية والاقتصادية سوءاً على سوء.

إقرأ أيضًا: المضحك المبكي في فاتورة الرحلات الرئاسية
ثالثاً: الخروقات المنتظرة...
يأمل البعض أن يًتيح القانون الانتخابي النّسبي بعض الخروقات هنا وهناك، ممّا يسمح بوصول بعض الأصوات المعارضة والتي يُؤمل أن تحمل هموماً إصلاحية مناوئة للفساد، وهذا جيد ومطلوب، ويبقى إمكانية حصوله ومدى اتّساعه مُتوقّفاً على حجم المواطنين الأكفاء الذين يقومون بواجبهم الانتخابي على أكمل وجه، وعلى سلطة تحترم إرادة الناخبين وتُؤمّن انتخابات حُرّة ونزيهة قدر الإمكان، ومع تفاؤلٍ ملحوظٍ ومحسوب، إلاّ أنّ النّحس الذي بشّر به الرحباني سيبقى هو المسيطر على البرلمان العتيد، فالفساد مُستشرٍ في الرعية وإصلاحه بات مهمة صعبة تقارب المُحال.
قال أكثم بن صيفي (أحد حكماء العرب) في مجلس كسرى الفرس : إصلاحُ فساد الرعية خيرٌ من إصلاح فساد الراعي.                                                  ّ