لماذا بدل أن نضع صناديق مياه على الطرقات وطعامًا يكلف بالملايين، لا نلجأ إلى جمع المال وتوزيعها على المحتاجين لإنتشالهم من الحاجة بإسم الحسين؟
 

هنا في هذه الزاوية، تراكمت صناديق المياه يوم العاشر من محرّم، وهناك امرأة تحمل صندوقًا مليئًا بعلب الطعام التي توزّعه على محبة الإمام الحسين (ع)، وبكلماتها المليئة بعشق آل البيت تجبرك على أخذ الطعام..
طاولات ممتدة على الطرقات، عليها ما لذ وطاب من العصائر والفاكهة والطعام، يسارع من يشرف عليها بمد يده إليك حاملًا لك صحنًا يحتوي على عدة أصناف وربما قد يشعر البعض بالجشع فيأخذ أكثر ليضعهم في منزله، ففي النهاية "على حب الحسين"..

إقرأ أيضًا: عاشوراء.. ثروة للمعممين وتعبئة دينية تخالف ثورة الحسين ع!
انتهى العاشر من محرّم ومن شارك في المسيرات وفي المجالس العاشورائية أو من مرّ على الطريق شعر بحب الناس ورغبتهم في تلقي ثوب الحسين لكن هل تساءل أحد ممن قدم كل هذا الطعام من الأحق به؟ العائلات الفقيرة التي لا تجد من يطعمها كل السنة أم أن يتم توزيع المياه في المجالس ليكون مصيرها في الشوارع والنفايات؟

مشهد رأيناه جميعًا، بعد انتهاء المجالس العاشورائية، قناني مياه لم تنقص إلا القليل جدًا مرمية هنا وهناك، علب طعام على جوانب الطرقات ربما شبع صاحبها فارتأى في التخلص منها أو ربما لم يكن جائعًا من الأساس إلا أنها "على محبة الحسين".

إقرأ أيضًا: بنداء لبيك يا حسين.. جمهور النجمة يهين عاشوراء
هذا المشهد الذي لم يتكرر بعد العاشر، يدفعنا إلى فتح النقاش حول ما يريده الحسين (ع).. فمن استشهد عطشانا لا يريد للماء أن يرمى في الطرقات بل يريد للفقراء أن يشبعوا طول السنة على محبته، ومن استشهد لأجل العدل والمساواة، فهو لا يريد أن نأكل حتى التخمة وهناك عائلات قد يقتلها الجوع بين الحين والآخر، فما يحتاجه الحسين لترسيخ إسمه أن نشعر بالفقير وان لا نبذّر بإسمه.
وانطلاقًا من هنا فإن السؤال الذي يطرح لماذا بدل أن نضع صناديق مياه على الطرقات وطعامًا يكلف بالملايين، لا نلجأ إلى جمع المال وتوزيعها على المحتاجين لإنتشالهم من الحاجة بإسم الحسين؟