وإذا كانت هذه الجريدة تعتبر أن الشيعة هم مجموعة أغبياء فنقول لها وبالفم الملآن,,, فشرتوا
 

طالعتنا صحيفة الأخبار بعددها 3288 الصادر يوم الثلاثاء في 3 تشرين 2017، بمقالة تحت عنوان (بعلبك - الهرمل، طموح قواتي بخرق خزان المقاومة)، يتحدث المقال بالكثير من التفاصيل حول الإنتخابات القادمة ومجرياتها وتوقعاتها بالخصوص على الساحة الشيعية. 
بدءًا من العنوان وإلى أخر حرف بالمقال يتبين بوضوح مجاجة الشعارات القديمة الجديدة وسخافة الأدوات المهترأة التي تتمترس حولها الدعاية الإنتخابية للثنائية الشيعية وحزب الله بالخصوص كونه صاحب هذه الجريدة الفعلي. 
الطائفة الشيعية مقسمة إلى قسمين بنظر الجريدة، فإما مع الثنائي المصون المتربع منذ أكثر من نصف قرن على صدرها وأما آخرين هم حتمًا تبع للأعداء (ويجري الآن البحث عن هؤلاء الأعداء، فلو كتب هذا المقال منذ شهر مثلًا لكان الشيعة المعارضون هم أتباع لتركيا داعمة الإرهاب والأم الشرعية لداعش كما كان يسوق ولكن بعد التقارب الإيراني التركي لم تعد تجدي هذه التهمة). 

إقرأ أيضًا: هل بدأت الحرب الإسرائيلية على حزب الله من تدمر؟
ويستمر الأسلوب المضحك المبكي في الإختباء خلف عباءة "المقاومة"، ولا يعرف هؤلاء المساكين أن هذا الإستعمال الرخيص لم يعد ينطلي حتى على الأطفال، ولم تعد عباءة المقاومة تستر عوراتهم وفظائع أفعالهم وإنتهاكاتهم خدمة لمصالحهم الشخصية والحزبية، وإن استعمال إسم المقاومة لتبرير تقصير النواب في مناطقهم صار من الأكاذيب المفضوحة والمنكرة، حتى إن الشعور العام عند معظم المقاوميين الحقيقيين ومنهم الكثير الكثير في صفوف المعارضة والجمهور هو بوجوب إستنقاذ إسم "المقاومة" وتاريخها المشرق وتضحياتها الكبرى من براثن هذا الإستغلال المهين. 
وما يضحك الثكلى في طيات هذا المقال المقيت هو ما تفتقت عنه عقول كاتبيه (قيل وبحسب صاحبته أن المقال بقي لأيام قبل نشره في غرف التحرير السوداء وأضيف عليه فقرات وأسماء لا علاقة لها بها)، هو إعتبار أن أي مطالبة أو نقد حول التنمية والخدمات وواجبات الدولة بأبسط الخدمات وقيام النواب بأقل واجباتهم هو أيضًا إستهداف لسلاح المقاومة!!! بحيث يتحول رفع ملف تزفيت طريق صغير هو بمثابة الخيانة والعمالة للعدو الصهيوني الغاشم! وهذه القاعدة تسري حتى داخل صفوف الحزبيين أيضًا!! 

إقرأ أيضًا: المعارضة الشيعية: ضرورة وتحديات
أكثر ما يزعج بهذا المقال ليس هو رمي الإتهام والتخوين والتكفير لأي معارض (أسلوب داعش)، وليس هو تبرير التقصير وإعتبار نواب هذه المناطق هم "قديسون" ولا يجوز حتى التفكير بمحاسبتهم على إهمالهم وفسادهم وتقديم مصالحهم الشخصية والحزبية على مصالح من إنتخبهم ومن أوكلهم بحمل أمانة طموحاتهم ومطالبهم، ليس كل هذا هو المزعج وإنما المزعج هو إستمرار الدعاية الحزبية وفي مقدمها جريدة الأخبار بإعتبار أن الطائفة الشيعية وجمهورها هم مجموعة من السذج الأغبياء ويمكن الضحك عليهم بهذه البساطة. 
متناسية هذه الجريدة ومن يقف خلفها، أن الطائفة الشيعية اللبنانية كانت ولا تزال وعبر التاريخ هي الطائفة الأكثر إبداعًا والأكثر إنتاجًا لرجالات الفكر والعلم والصحافة والتحرر ورفض الظلم على أنواعه، ولأن جرت على الطائفة الدواهي في السنوات الأخيرة وأصبحت مرتهنة إلى المال الإيراني والسلاح الإيراني والنظام الإيراني الذي يعود فضل تشيعه أصلًا لشيعة لبنان وليس العكس، فإن هذا الواقع لن يدوم طويلًا، وإذا كانت هذه الجريدة تعتبر أن الشيعة هم مجموعة أغبياء فنقول لها وبالفم الملآن,,, فشرتوا.