وصحافةٌ صفرُ الضمير كأنّها في كلّ نادٍ تُباعُ وتُشترى وتُعارُ
 

أولاً: التّهم الجاهزة...
تستبق صحيفة "الأخبار" بداية السباق الانتخابي بحملة مُغرضة ضد بعض رموز المعارضة الشيعية، والتي حسبما اشتمّ محررها، يمكن أن تخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، والتُّهم جاهزة في جعبة الرفيق إبراهيم الأمين: شيعة السفارة ( والنكرة هنا للتّعريف بالسفارة الأميركية) ، أمّا التمويل فهو طبعاً سعودي (أموال خبيثة) ، أمّا النّوايا فهي خبيثة بالطبع، مُزاحمة الثنائية الشيعية على بعض المناصب البرلمانية، والتي أتاحها هذا القانون الانتخابي القائم على النسبية، وهو بذلك خبيثٌ منذ نشأته.
لذلك لا بُدّ لصحيفة الأخبار أن تتصدّى لذلك، فهي "منارة" الطائفة الشيعية هذه الأيام والتي تهديها سُبُل الرشاد بفضل التمويل "النظيف"، والبعيد كل البُعد عن الحرم المكّي.

إقرأ أيضًا: استدعاء عمر قصقص وطارق أبو صالح أمام مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية... إرشادات عامة
ثانياً: المعارضة تُغيّر تكتيكها حسب الأخبار...
يكمن "خُبثُ" المعارضة الشيعية، حسب صحيفة الأخبار، على مدى الأعوام الماضية على انتقاد سلاح المقاومة باعتباره سلاحاً غير شرعي بعد تحرير الأرض وخروج إسرائيل، وعلى التّدخل العسكري في سوريا، إلاّ أنّ ما لاحظته الصحيفة بالأمس أنّ "خُطّةً" أخبث تلجأ إليها المعارضة هذه الأيام، وهي عدم التّطرُّق للمسائل الحساسة المتعلقة بالسلاح ومقاومة إسرائيل ودماء الشهداء الزكية، فهذه ورقة خاسرة في المعركة الانتخابية القادمة، لذا وحسب الصحيفة، يلجأ رموز المعارضة الذين قد يخوضون الانتخابات، وقد أفصحت الصحيفة عن بعض الأسماء (الشيخ عباس الجوهري، أحمد اسماعيل وعماد قميحة) إلى إثارة قضايا الإنماء والخدمات والإهمال وتقصير الثنائية الشيعية في هذا المجال، ويبدو أنّ محرر الصحيفة قد نسي أو تغافل عن ملفٍ كامل صدر على صفحات الأخبار، يتناول سوء الخدمات التي تعانيها المناطق الشيعية المكتظّة من ماءٍ وكهرباء ونظافة، وفي هذا الملف حمّل الكُتّاب والمحررون المسؤولية للثنائية الشيعية، وذلك بالوقائع والمستندات والتحقيقات، أمّا حين يتطرق المعارضون لهذه المسائل الحياتية، فإنّ في الأمر سوءاً ونوايا خبيثة تتستّر وراء الخدمات لتنال من هيبة التيار المقاوم والممانع، أمّا ما يحلُّ للأخبار يحرُم على المعارضين الذين لا يُضمرون للطائفة إلاّ الشر، وحسب الصحيفة دائماً، مفارقة صارخة لم يتنبّه لها محرر الأخبار، وهي أنّ من حقّ أي مواطن أن يخوض معاركه الانتخابية على قاعدة توفير الخدمات ورفع الغُبن وإحقاق الحقّ للمواطنين الغافلين.
رحم الله الشاعر محمد مهدي الجواهري إذ يقول:
وصحافةٌ صفرُ الضمير كأنّها في 
كلّ نادٍ تُباعُ وتُشترى وتُعارُ.