جنبلاط رغبَ لقاء الحريري قبل أن يزور السعودية، ومعلومات عن إمكانية أن يتخذ هذا اللقاء بعد الزيارة إلى السعودية خيارات وخطوات، قد تدفعهما إلى التّخلي عن خيارات يتّخذانها حالياً، وهذه أسباب اللقاء
 

شكل اللقاء بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في بيت الوسط ليل أول من أمس، الحدث السياسيّ الأبرز على الساحة اللبنانية.
ويأتي هذا اللقاء في ضوء إستعداد الطرفان لزيارة المملكة العربية السعودية تلبيةً لدعوة قيادة المملكة في إطار دعوات وُجّهت إلى مجموعة من القيادات اللبنانية، وبعد زيارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ورئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل إلى السعودية الأسبوع الماضي.
ورجح مراقبون أن يكون وراء لقاء الحريري وجنبلاط أسباب عدة، إذا قرأ سياسيون حسب صحيفة "الجمهورية" هذا اللقاء، وما رشَح من معطيات حوله كالتالي:
- محاولة لتحسين شروط التّلاقي بين الطرفين، وخصوصاً من جانب جنبلاط، وبعد "النتوَعة" التي حصلت على مدى أشهر كما وصفتها الصحيفة، مع العلم أنّه في مرحلة من المراحل كادت هذه "النتوَعة" أن تُحدث أزمةً فعلية ومستحكمة بينهما.
- إمكانية حصول تحالف إنتخابي بين الطرفين في دائرة الشوف وعاليه، خلال الإنتخابات المقبلة، حيث سيكون أحد مرشّحي تيار "المستقبل" في هذه الدائرة.
- التّمهيد للزيارة السعودية، إذ أن الحريري يستأخر تلبيته الدعوة السعودية إلى ما بعد حصول لقاءات المدعوّين الآخرين في المملكة، وكذلك جنبلاط رغبَ في أن يلتقي الحريري قبل أن يزور السعودية، ورجح المراقبون إمكانية أن يتخذ هذا اللقاء بعد الزيارة إلى السعودية خيارات وخطوات، قد تدفعهما إلى التّخلي عن خيارات يتّخذانها حالياً.

-  خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله وتداعياته، والذي أعاد فيه "رسم خريطةِ الطريق للمرحلة المقبلة، وأكّد أنّ التّسوية التي جاءت بالعماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، والحريري إلى رئاسة الحكومة ما تزال تملك أسبابَ الحياة، وأنّ الحكومة باقية حتى اليوم الأخير من عمر المجلس النيابي، وذلك خلافاً لكلّ ما قيل في الأيام والأسابيع القليلة المنصرمة من أنّ هذه التّسوية انتهت، وأنّ الحكومة قد ترحَل بعد تحرير جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع من تنظيمَي النصرة وداعش".
- تفاقم الخلافات بين الحريري ورئيس التّيار الوطني الحر جبران باسيل، وأبرزها اللقاء الذي عَقده باسيل مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في نيويورك بعِلم رئيس الجمهورية الذي كان موجوداً هناك، ومن دون إعلام رئيس الحكومة مسبقاً بهذا اللقاء، وذلك في ظلّ الإنقسام السياسي والحكومي حول موضوع تطبيع العلاقة مع النظام السوري.

وعلى خلفية ما قاله وزير الثقافة غطاس خوري أمس الإثنين بعد لقاء بيت الوسط: "إنّ تغيير الإتفاق الذي تمّ لحظة تشكيل الحكومة أمرٌ غير وارد"، إذ لفتت الصحيفة "أن خوري أراد الإيحاء بهذا الكلام أنّ مناخ اللقاء بين الحريري وجنبلاط والتحالفَ بينهما مستمر، وهو مفتوح لإنضمام أفرقاء آخرين إليه"، تساءل بعض السياسيين المتابعين للعلاقات والتّحالفات بين القوى السياسية عن إحتمال عودة االتّحالف الثلاثي بين "تيار المستقبل"، و"حركة أمل"، و"الحزب التّقدمي الإشتراكي"، أو تحالف بين الحريري وجنبلاط وحزب "القوات اللبنانية"، على مستوى الشوف وعاليه وربّما في دوائر أخرى.