أطلق داعش ذئابه المنفردة في العالم فقتلوا وذبحوا بأقل كلفة لهم وبأكبر خسائر لعدوهم
 


يبدو أن تنظيم داعش الإرهابي مستمر في نشر الفزع والهلع والإرهاب في كل بقعة جغرافية في العالم.
فقد شهد هذا الأسبوع العديد من العمليات الإرهابية التي أعلن التنظيم تبنيه لها بدءا من كندا وفرنسا وصولا إلى أميركا وروسيا.
وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت بالتنظيم في سوريا والعراق جراء التحالف الدولي بقيادة أميركا من جهة والحملة التي تقودها روسيا من جهة أخرى ، إلا أن التنظيم لا يزال يشكل خطرا وتهديدا أمنيا على دول وشعوب العالم وبالأخص تلك الدول التي ساهمت في إضعافه.
وكان التنظيم المتطرف قد دعا  أتباعه في اللحظة التي بدأ يخسر فيها معاقله الأساسية داخل العراق وسوريا إلى شن هجمات بطريقة سماها " الذئاب المنفردة ".
وفي الآونة الأخيرة خصص التنظيم وجهة عملياته بأن تكون ضد دول التحالف الدولي التي تقوده أميركا.
و " الذئاب المنفردة " هي تسمية لعمليات فردية يقوم بها أنصار داعش داخل هذه الدول بطريقة سريعة ومؤذية.

إقرأ أيضا : في ذكرى 11 أيلول ... حمزة بن لادن يستعد للمهمة

الذئاب وأهدافهم :

ويرى المخططون في تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام " داعش " أن مرحلة ما بعد سقوط الخلافة قد بدأت ولا بد من العودة إلى العمل التقليدي القديم مع إضافة تحديثات عليه.
وهذه التحديثات هي من أجل إضفاء خصوصية لدى داعش لتمييزه وفصله عن عمل تنظيم " القاعدة " بسبب الخلافات الجوهرية الحاصلة بينهما بعد إعلان أبو بكر البغدادي الخلافة في الموصل وتمرده على إمرة أيمن الظواهري.
فداعش وجد نفسه اليوم أمام فشل نوعي وخطير لفكرة " الخلافة " وأدرك ولو لم يعترف بذلك ب " صوابية " القاعدة وفكرها التقليدي بعدم الإعلان عن دولة وخلافة بالوقت الراهن كي لا يحل الفشل على عمل وأهداف جبهة " الجهاد العالمي ضد أميركا وحلفائها ".

إقرأ أيضا : بعد الرقة والموصل...خطر داعش مستمر وحمزة بن لادن يعود
لكن تسرع داعش بإعلان الخلافة وفشله لاحقا أدى إلى تضعضع دعايته الإعلامية القائمة على فكرتين وهما : الخلافة ونشر الرعب والإرهاب لتمكينها .
وفي هذه الحالة سيجد مناصرو التنظيم أن القاعدة كانت على حق وسيعودون إليها خصوصا في ظل تنامي نجم حمزة بن لادن.
من هنا يهدف داعش إلى إستباق الأمور لتحقيق عدة أهداف في معركته ما بعد الخلافة وسيجد أن أعداءه ليسوا فقط في الغرب بل رفاق الدرب السابقين من تنظيم القاعدة ، فأطلق عملياته المتبعثرة في أوروبا والقارة الأميركية للقول أنه لازال هنا ولضخ دم جديد  لدعايته قاطعا الطريق أمام القاعدة.
ولفعل ذلك، إحتاج تنظيم داعش ولو لم يعلنها صراحة إلى العودة للعمليات الأمنية السابقة كما كانت القاعدة تفعل ذلك لكنه إبتكر تحديثات سيدفع ثمنها الأبرياء لاحقا.
داعش لم يتبع نهج القاعدة بالقيام بعمليات أمنية معقدة  كتفجير هنا أو تفخيخ هناك ولم يعمل على مشاريع وبرامج صعبة للتجنيد والتنفيذ بل جل ما قام به هو دعوة أنصاره عبر العالم إلى تنفيذ عمليات وترك لهم خيار فعل ذلك سواء بالدهس أو بإطلاق النار أو الذبح وكلها عمليات يمكن تأمين أدواتها بغاية السهولة ولم يفرض عليهم توقيتا معينا.

إقرأ أيضا : مجلة أميركية: من المبكر جداً الإحتفال بهزيمة داعش!
فالسكين والبندقية والشاحنة  ( أدوات منزلية وشخصية غير معقدة ) هي عدة عمل الذئاب المنفردة لداعش وبعض العمليات ينفذها أتباعه من دون إعلام القيادة المركزية بها ولذلك تعاني مخابرات العالم من رصد مسبق لهذه العمليات على الرغم من المراقبة والجهوزية الأمنية والإستنفار وحالات الطوارىء.
وبسبب هذه العمليات والتكتيك ، إستطاع التنظيم حتى الآن إلحاق أذى كبير بالأوروبيين والغربيين وأصبح بمقدوره الوصول إلى أي بقعة جغرافية يريدها.

 

وما حصل بالأمس في لاس فيغاس الأميركية أثار الريبة فالتنظيم أعلن تبنيه للعملية فيما الشرطة الأميركية نفت وجود علاقة بين منفذ الهجوم وداعش ، لكن من غير المستبعد أن تكون العملية من تنفيذ أحد الموالين لداعش من" الذئاب المنفردة " وقد تكتشف الأجهزة الأمنية الأميركية ذلك لاحقا لكنه يبقى إحتمالا قائما في ظل مواصفات عمليات ذئاب داعش المنفردة.
وأميركا هي أكثر أرض صالحة ومؤهلة لهكذا نوع من العمليات لسبب بسيط وهو أن السلاح منتشر بين أيدي المواطنين بوفرة ولوبي السلاح قوي في الكونجرس الأميركي وبالتالي لا يتطلب الأمر سوى شخص موالي للتنظيم الإرهابي لينفذ عمليته.
لكن يبقى هذا الأمر من باب الإحتمال ، فربما لأن عدد ضحايا العملية قد وصل إلى 58 قتيلا وهي من أكبر العمليات التي تحصل في أميركا ولأن المنفذ قد إنتحر وجد داعش في ذلك فرصة لتبني العملية وليكذب من أجل دعايته الإعلامية وهو إحتمال قوي.
مع هذا ، لفتت عمليات " الذئاب المنفردة " إنتباه حمزة بن لادن سابقا فمدحها وأشاد بها ودعا أنصاره لتنفيذها، لكن عند القاعدة هناك من يضبط التوقيت على عكس داعش.