الفئة المتشددة في السعودية رفضت القرار لأنها تريد للسعودية أن تبقى متخلفة ومعطلة وبعيدة عن التطور
 

وأخيرًا أصبح بإمكان المرأة السعودية قيادة السيارة دون الحاجة إلى محرم معها وبدون إذن من ولي أمرها وصار بإمكانها إستخراج رخصة القيادة دون أية محاذير قانونية أو موانع شرعية كانت تقف حائلًا أمامها دون الحصول عليها. 
وجاء القرار إثر أمر ملكي مفاجىء أصدره العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء الماضي يسمح بموجبه للمرأة السعودية بقيادة السيارة بمفردها ابتداءًا من شهر حزيران المقبل في خطوة إصلاحية نوعية تعتبر هي الأكبر التي تشهدها المملكة العربية السعودية منذ عقود وستشكل تحديًا كبيرًا لمسيرة الإصلاح على الصعيدين الإقتصادي والإجتماعي التي ينتهجها ولي العهد السعودي الأمير الشاب محمد بن سلمان والتي بدأها منذ اللحظة الأولى لتولي مسؤولياته في المملكة. 

إقرأ أيضًا: إعمار سوريا والرئيس الأسد
وبهذه الخطوة إستطاع أنصار الإصلاح في السعودية تسجيل نقطة لصالحهم وتحقيق إنجاز كبير نسبيًا في دولة محافظة حيث تلعب المؤسسة الدينية دورًا وازنا في التشريعات وإصدار القوانين سيما أنه لم يكن لمنع المرأة من المشاركة في الحياة العامة أي مبرر منطقي أو أسباب دينية بل لرغبة من فئة من المتشددين تريد صياغة المجتمع وفق أهوائها وموروثاتها الدفينة البالية. 
فهذه الفئة المتشددة التي أعاقت تقدم وتطور المجتمع السعودي وحالت دون إزدهار المملكة إجتماعيًا وإقتصاديًا بدأ تأثيرها يتراجع كثيرًا ولم يعد بإمكانها قيادة أمة بأكملها والتحكم بقرارات دولة فاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومن الواضح أن من كان يعارض هذا القرار التاريخي في السعودية فئتين:
الأولى تقليدية تريد المحافظة على التقاليد القديمة ودون أي خلفيات سياسية ورأيها غير ملزم وفئة ثانية مزجت الدين بالسياسة وتريد أن تقود المجتمع إنسجامًا مع حساباتها وأجندتها وهي فئة متشددة ومتطرفة وقد يكون لها إرتباطات خارجية مشبوهة وتحمل بذور نوايا خبيثة وسيئة وتعارض أي مشروع نهضوي وأي خطوة حضارية لأنها تريد للسعودية أن تبقى دولة متخلفة ومعطلة بعيدة عن الإزدهار ومواكبة العصر بتقنياته الحديثة والمعاصرة وخصوصياته التكنولوجية المتطورة، وهذه الفئة لا بد أنها قرأت هذه الخطوة الملكية بأنها رسالة موجهة لها بأنه لم يعد بإمكانها وضع العصي في الدواليب ولم يعد يسمح لأحد بإيقاف العجلة التي إنطلقت نحو الأمام، وكان لهذا المرسوم الملكي أصداء في الداخل السعودي وخارجه  فما أن تم الإعلان عنه حتى ظهرت تسجيلات مصورة على وسائل التواصل الإجتماعي لنساء سعوديات يقدن سيارات أثناء الليل. 

إقرأ أيضًا: لبنان بلد الفساد بإمتياز !
ووصفت هدى الحليسي وهي نائب بمجلس الشورى السعودي القرار بأنه "مهم وشجاع "وتوقعت أن يكون له" تأثير كبير في تعزيز دور المرأة في المجتمع السعودي إضافة إلى إنعكاساته الإقتصادية الإيجابية".
وقال الكاتب السعودي عماد المديفر أن "هذا القرار كان متوقعًا كونه لا يتعارض مع الثوابت الدينية والقيم الثقافية والتقاليد العربية".
أما خارجيًا فقد رحبت منظمة العفو الدولية بالمرسوم واعتبرته خطوة كبيرة تندرج ضمن مبادرات مهمة لتحديث المجتمع السعودي، فيما صدر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بيان جاء فيه أن "واشنطن تدعم هذه الخطوة الإيجابية التي تعني تعميم فرص وحقوق المرأة بالمملكة العربية السعودية".
لا شك أن هذا القرار يراكم الخطوات الإصلاحية في السعودية ويقطع الطريق على كل من دأب على مهاجمتها واتهمها بمصادرة حقوق المرأة وعدم مراعاة حقوق الإنسان وهذه الخطوة الملكية وإن جاءت متأخرة بعض الوقت لكنها خير من أن لا تأتي أبدًا.