في يومنا الوطني المجيد، حيث يحتفل الجميع بحاضر الوطن متطلعين لمستقبل واعد وبناء، ينبغي استحضار مراحل بناء الوطن طوال العقود الماضية والرموز الوطنية التي ساهمت في إقامة هذا البناء الشامخ.

يغيب عن الأذهان شخصيات قضت سني عمرها مساهمة في بناء الوطن في مجالات مختلفة، وبمجموع جهودها التراكمية وصلنا إلى ما نحن عليه، ولولا تلك الجهود الكبيرة لكنا لا نزال في وضع مختلف عن واقعنا الحالي. لست مؤرخا ولا أتمكن من تسطير أسماء بناة الوطن منذ قيامه لحد الآن، ولكن هناك مجالات عديدة عملت فيها كفاءات وطنية مخلصة نقلتها من العدم إلى الوجود، وفي كثير من الأحيان مع ضعف كبير في الإمكانيات، لكنها العزيمة والإرادة والإخلاص الذي كان يحدوهم ويدفعهم لتقديم أفضل ما لديهم.

قصة صناعة البترول في المملكة مثلا مر عليها العديد من الشخصيات الفاعلة، وعملوا على توطين هذه الصناعة الأهم والأبرز في تاريخ المملكة، وكذلك الحال في التصنيع والبتروكيماويات والصناعات التحويلية المختلفة. ذات الأمر في تأسيس وسائل الإعلام الوطنية كالإذاعة والتلفزيون، وفي تأسيس الجامعات والعمل الدبلوماسي وبناء المؤسسات الأمنية في المملكة وغيرها من المجالات المختلفة.

وحتى على الصعيد الاجتماعي والثقافي الوطني، هناك رموز تستحق الاحتفاء بها واستذكار مساهماتها البناءة في كتابة وحفظ تاريخ الوطن، وطرح مبادرات ومشاريع اجتماعية وثقافية بناءة. كم من الأدباء والفنانين والشعراء البارزين والمنجزين الذين يستحقون إعادة طرح أسمائهم وأدوارهم وأعمالهم؟.

كل هذه الرموز من بناة الوطن بحاجة إلى استحضار واستذكار للأجيال الحالية والقادمة، عبر بث ثقافة تحيي هذا التاريخ وتعيد الذاكرة الوطنية بكل هذه الانجازات، من خلال اقامة معارض ومراكز ومتاحف وطنية مخصصة لهؤلاء الرجال والنساء من أوائل بناة الوطن المتميزين.

كما أننا بحاجة إلى برامج إعلامية وثائقية تسلط الضوء على هذه الشخصيات وعلى دورها الحيوي في بناء الوطن، معتبرين ذلك هو المعيار الوحيد، ومتجاوزين أي تحفظ أو تردد في تركيز الرموز الوطنية المخلصة. إنها مسئولية وطنية مشتركة علينا الجد والاجتهاد في تحقيقها بصورة علمية وموضوعية ومتوازنة، كي نحقق الهدف المنشود ونجدد بناء هذا الوطن دوما.

 

 

اليوم