الحزب الذي يعجز عن تحرير المال العام من اللصوص والمفسدين حتما هو أفشل من أن يعلمنا كيف يحرر الشعوب الأخرى
 

بعيدا عن المنحى " الذكوري " والمنطلق المتخلف الذي أفضى إليه كلام نائب الأمين العام لحزب الله في المجلس العاشورائي حول المرأة المطلقة وعدم إستعدادها أو قابليتها بأن تكون مربية أجيال كونها لم تستطع المحافظة على بيتها، وبعيدا عن الخلفية الفقهية القبلية التي إنطلق منها الشيخ كون المرأة المطلقة هي السبب بدمار الأسرة من دون الأخذ بعين  الإعتبار أن الطلاق يمكن أن يشكل حلاً لأزمة مستعصية قد تكون المرأة ضحيتها وليست سببها! 

بعيدا عن كل هذا، لا نستطيع أن ننكر بأن الشيخ نعيم قاسم أسس بمقولته هذه، لقاعدة منطقية سليمة عندما نصح المجتمع وحفاظا على مستقبل أولاده وحرصا على سلامة حالتهم النفسية بأن ينظر جيدا إلى من يتولى تعليمهم وتأديبهم، فإن كان فاشلا في الحفاظ على ركائز وإستمرار بيته الخاص فانه حتما سيكون فاشلا بتربية الأولاد بل أكثر من ذلك فانه سيساهم في تدميرهم .

اقرأ ايضاً : الأسباب اللوجستية التي حالت دون حضور الرئيس عون حفل استقبال ترامب

هذه القاعدة المنطقية والواقعية، لا تنطبق على " المعلمة " حصرا أو على الأطفال حصرا، وإنما هي قاعدة عقلية يمكن الإستفادة منها على امتداد مفاصل حياتنا وصولا حتى إسقاطها على أصحاب القرار من نائب أو وزير وحتى على الأحزاب والحركات السياسية.

فلو " شلنا " المطلقة ووضعنا مكانها " الحزب " أو " التيار " أو " القائد " وأجرينا عليه نفس القاعدة وقلنا : بأن الحزب الذي فشل في حل أبسط مشاكل المجتمع من نفايات وطرقات ومياه ... من المؤكد أنه حزب لا يمكن إئتمانه على حاضر ومستقبل البلاد، والحزب الذي يعجز عن تحرير المال العام من اللصوص والمفسدين حتما هو أفشل من أن يعلمنا كيف يحرر الشعوب الأخرى أو يكون عاملا مساعدا في تحسين ظروف الاخرين. 

فاذا أجرينا نظرية الشيخ نعيم على " المطلقة " وقلنا بأن الحزب الذي لا يستطيع تحصين " بيته"  من الكابتغون والمخدرات والسلاح  المتفلت وسطوة المافيات وشرّع أبواب " بيته " على مصراعيه للفقر والعوز والسرقات وكل الموبقات الإجتماعية، هو حزب فاشل بامتياز ويجب علينا منع أولادنا من الإقتراب منه، إذا وافق الشيخ نعيم على تعميم نظريته تلك، فاننا نقول حينئذ : أحسنت يا شيخ نعيم .