أحد أكبر الزعماء في لبنان إحتسى الكحول من حذائها!
 

لا يوجد في لبنان تاريخٌ أو فترة معيّنة تحدّد بداية الدعارة، لكن من المؤكّد أنّ التاريخ لن ينسى فترة الأربعينات حتى آواخر الستينات من القرن الماضي حيث برزت أهم الشبكات التي كانت تديرها أسماء كبيرة لا زال التاريخ يذكرها حتى اليوم.

عفاف الأهم وزبائنها كبار السياسيّين وبناتها من عائلات راقية

"بدر الداهواك" التي إشتهرت بإسم "ماما عفاف" و"أم وليد كريدية" و"كلير سبيريدون" و"امال إسكندر"...أسماء لطّخت سمعة لبنان فذاع صيته أنّه بلد اللذة والمتعة في تلك الحقبة. 

ولكن بعد رفع الغطاء عنهنّ، كانت نهاية كل واحدة منهنّ أسوأ من الأخرى. عفاف الداهوك إبنة محافظة الجنوب ذاع صيتها في آواخر الأربعينات حتى منتصف الخمسينات، وكانت في سن الثلاثين حين تحوّلت من "مومس" إلى قوادة.

في تلك الفترة، كتبت الصحف المحليّة (من النهار والحوادث) عن فضائح جنسيّة متتالية أسقطت أسماء كبيرة في عالم السياسة، من بينهم رئيس جمهورية سابق من عهد الثلاثينات (قبل الإستقلال) توفّي بسكتةٍ قلبيّة داخل منزل "عفاف" في شارع الصنائع الراقي (وسط بيروت) وهو يمارس الجنس مع إحدى المومسات. 

أمّا الفضيحة الأكبر فكانت من نصيب رئيس حكومة من الشمال الذي كان يهوى الفتيات القاصرات، فيجد مبتغاه عند "عفاف"، يومها قرّرت "عفاف" إبتزازه لتمرير صفقاتٍ كبيرة، فرضخ لأمرها وكان أوّل من إنقضّ عليها حين وقعت في الستينات وأمر بسجنها مع الأشغال الشاقة. 

تعتبر "عفاف" الرائدة في مجال تصوير الشخصيّات وإبتزازهنّ، فهي كانت ترغم ضحيّتها على ممارسة الجنس وتختارهنّ من أهم العائلات في بيروت، ومن ضحيّاتها إبنة مدير بنك معروف في الأشرفية كان إسمها "كلير". 

الطريقة التي تنتقي فيها القوّادة "عفاف" ضحيّتها مختلفة عن السائد وسابقة لعصرها إذ كانت ترسل أجمل الشباب بسيّاراتٍ فخمة جدّاً ليصطادوا أجمل المراهقات من أبواب المدارس، إذ تبدأ العمليّة بتحرّشٍ بريء... شاب يبتسم لفتاةٍ ثم يلاحقها على مدار أيّامٍ إلى أن ترضخ لوسامته وماله فتقع بغرامه. 

بعد نجاح الخطة الأولى ينتقل إلى الثانية وهي دعوتها إلى منزل والدته التي هي "عفاف" (لهذا السبب إشتهرت بلقب ماما عفاف) وهنالك تتناول الضحية الغداء المنوّم، فتدخل عفاف ضحيّتها بعد فقدان الوعي وتخلع ملابسها وتدفع الشاب بممارسة الجنس معها فيما هي تقوم بتصويرهما لتبتزّ الفتاة بعد ذلك. 

أكثر من 70 فتاة (بحسب التحقيقات التي أجراها مكتب شرطة بيروت في تلك الفترة) وقعن بذات السيناريو وجميعهنّ كنّ من بنات أهم المدارس الراقية والعائلات المرموقة في بيروت. 

ومن بين القصص المأساوية التي وقعت داخل منزل "عفاف"، يوم وصل ضابط برتبة عميد إلى وكر الملذات في منطقة الصنائع وحين دخل باحثاً عن فتاة صغيرة تراضي نزواته، وجد إبنته "إسبرنس.ز" من بين المومسات المرغمات على ذلك خوفاً من بطش "عفاف" فوقع أرضاً مفارقاً الحياة.

"جواهر" أصغر قوّادة إحتسى الزعماء الكحول من حذائها

إتّسمت القوّادة العشرينيّة جواهر (25 سنة) بجمالٍ فاتنٍ وكانت من منطقة الأشرفية الراقية تتّخذ منزلها لممارسة الدعارة على أصولها. 

زبائنها من بشاوات الأشرفية وبيكات الشمال وجبل لبنان، وكانوا يأتون زحفاً إليها لممارسة أدوار الساديّة والمازوشيّة مع بناتها. 

لم تكن "جواهر" كمعلّمتها "عفاف" ( يقال إنّها تخرّجت من عندها في العام 1958 وفتحت مصلحتها الخاصة بغطاء سياسي كبير في تلك الحقبة) تجبر الفتيات على ممارسة الرذيلة ولكنّها كانت تدقّق في إختيارهنّ وإغرائهنّ. 

ويقال إنّها كانت تؤمّن للجاسوسة اليهودية اللبنانية شولا كوهين (توفّيت منذ 3 أشهر في إسرائيل) عدداً من الفتيات كي يمضين ساعات حميمية في أحضان رجال الدولة من الصف الأول وكبار الضباط اللبنانيّين لسحب معلوماتٍ منهم وتجييرها إلى المخابرات الإسرائيليّة. 

وكان رئيس جمهوريّة راحل له وزنه الكبير في لبنان ولدى الغرب، يركع تحت قدميها ويشرب الخمر من حذائها وهي توكل له أبشع الإهانات بحسب إعترافاتها يوم القبض عليها وعلى زميلاتها بأمرٍ من وزير الداخليّة آنذاك كمال جنبلاط الذي أمر بإقفال بيوت الدعارة في الستينات وسحب الرخص نهائيّاً. 

إنتهت حياتها وهي إمرأة في الخمسينات تفترش الأرصفة في شارع "الحمراء" وتحديداً قرب مسرح "البيكادللي"، حيث توفّيت في منتصف السبيعنات نتيجة شظيّة قذيفة عشوائيّة سقطت بالمنطقة خلال الحرب الأهلية.

"مدام سبيريدون" أم اليتامى وإبنة الكنيسة نهاراً...

وقوّادة ليلاً في وسط بيروت المواجه للبحر، كانت ماريكا سبيريدون ( يونانية الأصل حصلت على الجنسية اللبنانية بموجب زواجها) تقطن في شقة عادية وكان زوجها يمتلك "سمانة" بالقرب من المنزل. 

بدأت ممارسة التجارة بالرقيق في العام 1959 حتى 1964 لكن بشرط دون علم زوجها الذي كان آخر من يعلم. 

ذكاء "ماريكا" وعلاقاتها برجال المخابرات قادها لإستخدام "شيفرة" بينها وبين الزبون وأبرزها عبارة "الفستان جاهز" أي أحضرت فتاة جديدة، وأحياناً "بعتولي الفستان من المصبغة" أي الفتاة التي كانت في إجازة مرضيّة عادت. 

كانت ماريكا فاعلة خير في النهار بعدما تحسّن وضعها المادي بفضل رجال المصارف والضبّاط وأصحاب الشركات وبعض الفنانين الكبار ( يقال إنّ هنالك عدد من الفنانات العربيّات اللواتي كنّ من بناتها قبل التحوّل إلى السينما). 

فكانت تزور المياتم في لباسٍ محتشم وتقدّم المعونات لهم والهدايا للأطفال كما بنت كنيسة في الأشرفية وأخرى في أنطلياس دون أن يعرف أحد أنّها ذاتها التي تحكي عنها في الصحف والصالونات الكبيرة إلى أن قُبض عليها بعد رفع الغطاء وإنتحارها في سجن النساء 1965.