ال OTV كانت قد وصفت الرئيس بري بأنه رمز الفساد من دون أن تسميه
 

عاد التوتر السياسي بين التيار الوطني الحر وحركة أمل من جديد على خلفية ملف الإنتخابات النيابية وتقصير ولاية المجلس الحالي وبطاقات البيومترية إضافة إلى التسجيل المسبق.
وهذه العوامل كانت كفيلة بتفجير " الحرب الباردة " بين الطرفين بعد معركتي الرئاسة الأولى وقانون الإنتخابات وزادها توترا اليوم دعوة الرئيس نبيه بري للرئيس ميشال عون لتوضيح الموقف اللبناني من كلام الرئيس دونالد ترامب حول التوطين.
هذا الأمر بدأ من مقدمة الأخبار لقناة ال OTV  مساء الأربعاء 13 أيلول 2017 والتي تحدت الرئيس بري بتقصير ولاية المجلس الحالي وجاء فيها :" كل النظريات العجيبة طرحت ... وصدقت ... فقط، كي لا نصدق أن عملاً محدداً لم ينجز في موعده المحدد ... في المقابل، لو نصدق فقط رئيس مجلس النواب في دعوته إلى الانتخابات الآن ... لو نتلقفها فعلاً وفعلياً ... علنا نتلهى بشيء أجدى، من نوع إعادة تكوين السلطة فوراً ... بدل إعادة إنتاج الأوهام دوماً ...دولة الرئيس ... نحن معك في هذه ... فليتقدم نائب من عندك باقتراح قانون لتعديل تاريخ نهاية ولاية مجلس الـ 2009 ... ولننته من المسخرة ..."
هذه المقدمة إعتبرها كثر تحدي من التيار الوطني الحر للرئيس بري والذي بالفعل قبل التحدي وأقدمت كتلته " التنمية والتحرير " على تقصير ولاية المجلس الحالي إلى نهاية هذا العام وإجراء إنتخابات نيابية مبكرة قبل 31 كانون الأول 2017.

إقرأ أيضا : عون: التطرف مرض خبيث يهدد المنطقة بمجملها
وعادت ال OTV للتصعيد لترد على خطوة بري بمقدمة نارية أخرى مساء الثلاثاء 19 أيلول وجاء فيها : " أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يحاضر بمكافحة الإرهاب من أطلق على التنظيمات الإرهابية التي خلقها ورعاها، تسمية المعارضة الديموقراطية، المطالبة بحرية الشعوب.
أما أمام المجلس النيابي اللبناني، فيحاضر برفض التمديد من مدد مرات ومرات، ومن نظَّر للتمديد، وابتكر له الذرائع والحجج والمبررات، التي طالما أقنعت الجميع، إلا من طعن بها أمام المجلس الدستوري.
وما بين المحاضرتين، الدولية والمحلية، شعوب سورية وعراقية ويمنية وليبية أضنتها الحرب، فقتل منها من قتل وشرِّد من شرِّد، وشعب لبناني تعب من الدجل، وأنهكته ازدواجية المواقف، وضاق ذرعاً بمن يندد بحيتان المال، وهو أولهم، ومن ينادي بمحاربة الفساد، وهو رمزه، ومن يتحدث عن الديموقراطية، وكأنه يؤمن أصلاً بتداول السلطة... 
لماذا هذا الهلع من قانون الانتخاب الجديد؟ ولماذا هذا الخوف مما يُقَرُّ يوماً بعد يوم من إصلاحات انتخابية مكمِّلة له؟ هل أدرك البعض أنه أخطأ بالتخلي عن قانون الستين، فبدأ يبحث عن مخرج... أو مهرب؟
في كل الأحوال، قافلة استحقاق أيار على أساس القانون الجديد تسير... والباقي تفاصيل، يتابعها على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة من يستعد لإلقاء كلمة لبنان الخميس، واثقاً من خياراته، ومطمئناً إلى ثقة شعبه. أما إذ شاء البعض تقصير الولاية الممدة فعلاً لا استعراضاً، فاللبنانيون جاهزون لوضع حد للمسخرة... مسخرة من هم والإصلاح على طرفي نقيض، ومن هم لشعاراتهم أعداء."

إقرأ أيضا : كفى متاجرة إنتخابية بقضية التوطين
هذا التصعيد من ال OTV قابله رد من قناة ال NBN التابعة لحركة أمل بالأمس جاء فيه :" ويحدثونك عن الإصلاح، يحاضر بالتغيير من لا يرى أبعد من مصلحته من ينظر على قياس المكاسب الضيقة ولكن بعد توليفها بالشعارات الوطنية وتجميلها بإبتكار الذرائع والحجج والمبررات التي ما عادت تنطلي لا على ولد ولا على كل البلد وسلام على الإصلاح.
ويحدثونك عن الفساد وبواخر تعويم الجيوب ماثلة امامنا وإدارة المناقصات تشهد، ويحدثونك عن التمديد ويعايرون به والرد مختصر مفيد ينعش ذاكرتكم بما قاله الرئيس نبيه بري في جلسة الإنتخابات الرئاسية أهلاً بكم تحت قبة البرلمان الذي يستمد منه العهد برمته شرعيته اليوم.
ارتدادات دعوة الرئيس بري لتقريب موعد الإنتخابات وتقصير ولاية المجلس فرضت نفسها على الواقع السياسي بدعم شعبي واسع لا يحتاج إلى إستفتاء ولا تراجع عنها حتى لو شك البعض برأسه ريش.
واليوم أنب الأستاذ النواب بعدم التزامهم بالأوقات المحددة للعمل التشريعي وقالها بالفم الملآن ومازلتم تسألون لماذا تقدمنا بإقتراح تقصير الولاية؟"
هذه الحرب الإعلامية بين القناتين لا شك أنها تعكس جو التوتر وسوء العلاقة بين حليفي حزب الله الذي يراقب الوضع بصمت.