قرأت اليوم نقاشاً قديماً دار بين الشيخ حسن مشيمش والسيد نصرات قشاقش في إحدى الصفحات، سأنقله لكم حرفياً:
 

السيد نصرات قشاقش:  " بالله عليكم هل هذا (علي شريعتي) مفكر أم جاهل لا يدري أي طرفيه أطول
عذراً يا رسول الله وعذراً يا أمير المؤمنين
هذا خبث أبي سفيان تولد من جديد بيد المدعو شريعتي ".
الشيخ حسن مشيمش: " الإمام السيد موسى الصدر كان يدعو الشباب لقراءة كتب الشهيد الدكتور علي شريعتي، ويعتبره مفكراً عظيماً... وجلس مرات تحت منبر الدكتور شريعتي مستفيداً نتيجة إعجابه بفكره... شريعتي من صناع الثورة".

شاب: " مع أني من عشاق السيد نصرات بس أخطأ كتير بالكلام لطلع منو، يمكن لأن صايم ومعصب الله يسامحو".

السيد نصرات موجهاُ كلامه للشاب:
" أدعوك أن لا تكون من عشاق أفراد خلّي العشق لآل محمد فهناك النجاة  واسأل الله أن أبقى صائم حتى أبقى أنطق بالحق ، الميزان عند نصرات قشاقش هو آل محمد ، من يقول عن أمير المؤمنين أنه كان مشركاً فهذا عندي لا قيمة له ولا يرف جفن ولا تأخذني في الله وفي الدفاع عن علي لومة لائم مهما علا كعبه ".

الشيخ حسن مشيمش: " السيد نصرات قشاقش حفظك الله. نحن معك بشرط أن تدلنا على الكتاب الذي قال فيه علي شريعتي عن أمير المؤمنين ذلك؟ من يجهل بأن الإمام علياً عليه السلام وُلِدَ في التوحيد واستشهد على التوحيد وفي سبيل التوحيد فهذا أجهل الخلق في قراءة التاريخ ومعرفة الإمام علي صلوات الله عليه لكن دلنا في أي كتاب يقول شريعتي كما قلت عنه؟"

إقرأ أيضا : كل ظالم كافر 

السيد نصرات قشاقش: " عراسي شيخ حسن، المصدر كتاب معرفة الاسلام، طباعة دار الامير، صفحة ٢٨٠:
علي بن أبي طالب، في بيت محمد. أبوه الذي تكفَّل محمدا ذات يوم، خانه الزمان إلى حد أجبره على توزيع أولاده بين أقاربه. وكان علي سهم محمد لقد خطط القدر بهذه الحيلة الظريفة لجر علي إلى بيت محمد وإعداده لمستقبل الإنسانية كأكمل شخصية في الإسلام.
دخل عليٌّ بيت خديجة ومحمد ولعلها المرة الأولى التي يقف بها هذان الزوجان للصلاة إلى الله راكعين ساجدين. بهت عليّ وهو ينظر إلى هذه الحركات التي لم يراها من ذي قبل. تاق لرؤية نهاية هذا المشهد الساحر، وفور تسليمهما دار الحوار البريء التالي:
- لمن السجود؟
- لله الذي أمرني أن أدعو الناس إليه. وأنا أدعوك لكي تؤمن به وتصدِّق رسالتي.
من ثم دعا محمد عليا لإنكار الآلهة، وتلا عليه ما أوحي إليه من آيات. علي ما زال صبيا صغيرا لم يتجاوز الثامنة من العمر، وهو ربيب محمد ويؤمن به إيمانا مطلقا، لكن أنّى لرجل عجنت فطرته بالاستقلال والاستقامة أن ينقاد بهذه السهولة لعقيدة أو يتظاهر بالانقياد لها كذبا؟! فكان أن قال:
أمهلني أفكِّر بالأمر أو أستشير أبي ترك علي الغرفة، واتجه مباشرة نحو فراشه، وأمضى تلك الليلة يفكر في تلك الدعوة، وفي الآيات التي تلاها عليه محمد، وفي محمد نفسه ورسالته، وفي الله، وفي الآلهة والأوثان.. كان يجسّم كل هذه الأمور في ذهنه، هجوم هذه الأفكار جميعا وتقاطرها عليه أبقاه مستيقظا حتى الصباح. وفي الصباح حسم موقفه لصالح محمد، كأنه أيقن أن هذا الأمر مما لا يستشار فيه!"
الشيخ حسن مشيمش: " يقول الله تعالى: وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ.
ويقول أيضاً: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا.
هل هذه الآيات تدل على أن النبي (ص) كان يفكر بطاعة المشركين والمنافقين والعياذ بالله!
فكما نُفسر الآيات تفسيراً يتلاءم مع إيماننا العقلي بعصمة الرسول النبي والإمام الوصي كذلك يجب تفسير كلام علي شريعتي تفسيراً يتلاءم مع إيمانه بأن علياً أكمل شخصية في التاريخ ومع إيمانه بوصاية علي (ع) بالنص كما عبر عن ذلك في كتبه
وأخيراً وليس آخراً ،إن العبارة يتعدد فيها الإحتمال وما تعدد فيه الإحتمال بطل به الإستدلال، إن العبارة ليست واضحة مطلقاً في ظهورها بالمعنى الذي تفضل به سماحة السيد نصرات قشاقش حفظه الله
ليس النقاش في جواز الرد على شريعتي ونقده وانتقاده، إن هذا الأمر أمر بديهي، بل النقاش في أن شريعتي سقط في مورد خطير وهو القول بأن سيد الموحدين علي بن طالب صلوات الله عليه كان مشركاً في صغره، إن النقاش هنا وهنا النقاش، فهل تحتمل عبارة علي شريعتي معنى آخر غير المعنى الذي استظهرتموه أم لا؟ أعتقد بأن العبارة تحتمل المعنى المعاكس للذي استظهرتموه وأنا واحد من أبناء اللغة العربية مدركاً لفنونها وسياقاتها وأساليبها."
السيد نصرات قشاقش: لا تعليق.