ترامب يصف الاسد بالمجرم  , وخلافات عبر القارات بين باسيل وبري

 

المستقبل :

شعر الإيرانيون باتفاقهم النووي مع الدول الكبرى يتمزق على وقع الكلمات النارية التي ألقاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في خطاب هو الأول له أمامها منذ توليه سدة الرئاسة في البيت الأبيض. 

فقد هاجم ترامب الاتفاق النووي واصفاً اياه بـ«المخجل» واعتبره «غطاء» يسمح لإيران في نهاية المطاف بتحقيق أهدافها العسكرية النووية. وازدحم خطاب الرئيس الأميركي بتوجيه انتقادات شديدة اللهجة لدول وصفها بـ«المارقة»، فأكد استعداد واشنطن لتدمير كوريا الشمالية في حال قام رئيسها الذي سماه ساخراً بـ«الرجل الصاروخ»، بأي خطوات عسكرية ضد أراضي الولايات المتحدة أو أي من حلفائها. 

وهاجم الرئيس الأميركي كذلك رئيس النظام السوري بشار الأسد ووصفه بـ«المجرم» الذي استخدم الأسلحة الكيميائية في بلاده حتى ضد الأطفال، وفي هذا السياق أيضاً طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمحاكمة الأسد أمام القضاء الدولي. 

وذكر ترامب بالدور الهدام لإيران في الشرق الأوسط فقال «إن إيران عززت ديكتاتورية بشار الأسد وأشعلت الحرب

في اليمن». وقال إنه «بدلاً من استخدام مواردها لتحسين حياة الإيرانيين، فإن أرباح الحكومة الإيرانية النفطية تذهب إلى «حزب الله» ومجموعات إرهابية أخرى تقتل المسلمين الأبرياء وتهاجم جيرانها العرب والإسرائيليين». وذكر بما يهتف به الإيرانيون الموالون للنظام المتشدد داعين «علناً إلى القتل الجماعي مطالبين بالموت لأميركا والدمار لإسرائيل».

ولم تسلم كوبا هي الأخرى من نقد ترامب الذي أشعل اليوم الأول من الخطابات أمام الجمعية العامة بتهديدات واضحة وصريحة للدول «المارقة» مثل كوريا الشمالية وإيران التي تعادي بلاده وحلفاءها الذين وصفهم بـ«الدول اللائقة».

ففي خطابه الذي استغرق 41 دقيقة استهدف ترامب طموحات إيران النووية ونفوذها المتعاظم في الشرق الأوسط، وهدد كوريا الشمالية بالدمار التام في حال جنت على نفسها به، وحذر من انهيار الديموقراطية في فنزويلا ومن التهديد الإرهابي الذي يُشكله الإسلاميون المتطرفون.

واعتبر ترامب أن «الحكومة الإيرانية دولة مارقة مستنفدة اقتصادياً، والشيء الأول الذي تصدره للخارج هو العنف»، ووصف الاتفاق النووي الذي تم التفاوض عليه في العام 2015 من قبل سلفه باراك أوباما بأنه «مخجل»، ولمّح إلى أنه قد لا يعيد التصديق على الاتفاق عندما يتعلق الأمر بالموعد النهائي في منتصف شهر كانون الأول المقبل عندما تقدم وزارة الخارجية الأميركية تقريرها عن مدى احترام إيران للاتفاق ومدى جديتها في تنفيذه، وهو قال في هذا الصدد «لا أعتقد أنكم سمعتم آخر ما يتعلق بهذا الاتفاق»، في إشارة واضحة إلى أن أموراً جديدة قد تطرأ عليه بعد منتصف الشهر المقبل. 

واعتبر الرئيس الأميركي أن «الشعب الإيراني هو الضحية الأبرز لممارسات النظام في طهران»، مؤكداً أن النظام في إيران «خارج عن القانون ويحاول الاختباء خلف الديموقراطية»، مضيفاً أن «الاتفاق مع إيران كان من جانب واحد وهو مخجل لنا». وأضاف «لن نقبل الاتفاق مع إيران إذا استخدم كغطاء لتطوير برنامج نووي».

وميز ترامب بين الدور الإيراني الهدام والدور العربي البناء في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وقال في هذا الصدد «علينا أن نحرم الإرهابيين من أي ملاذ أو دعم. وعلينا التصدي للميليشيات التي تقتل الأبرياء مثل القاعدة وحزب الله». وأضاف: «علينا حرمان الإرهابيين من أي ملاذ أو تمويل أو ممر آمن»، مشيراً إلى أن الأوان قد حان لمواجهة الدول التي تدعم الجماعات الإرهابية. وشدد على أن واشنطن تسعى لـ«عدم تصعيد الحرب في سوريا والتوصل لحل يلبي مطالب الشعب السوري». 

وبشأن أزمة اللاجئين قال الرئيس الأميركي إن «كلفة توطين لاجئ واحد في الولايات المتحدة تكفي لمساعدة 10 لاجئين في أرضهم».

وبالطبع كان التهديد الكوري الشمالي المحور الرئيسي لخطاب ترامب الذي سخر من نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون واصفاً اياه بـ«رجل صاروخ في مهمة انتحارية له ولنظامه»، لأنه تجرأ على التهديد بضرب أراضٍ أميركية، فأكد الرئيس الأميركي أن بلاده قد تضطر إلى «تدمير كوريا الشمالية بشكل كامل» إذا لم تتراجع بيونغ يانغ عن تحديها النووي. وحث ترامب الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة على العمل معاً لعزل حكومة كيم حتى تتوقف عن سلوكها «العدائي». وأضاف محذراً «أن كوريا الشمالية تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية وصواريخ باليستية تهدد العالم بأسره بكلفة لا يمكن تصورها». وأوضح ترامب ملمحاً إلى الصين الشريك التجاري الأول لكوريا الشمالية أنه «لمثير للغضب أن بعض الدول لا تتاجر فقط مع مثل هذا النظام ولكن تسلحه وتدعمه مالياً برغم التهديد الخطر الذي يُشكله على العالم من احتمال إشعاله صراعاً نووياً». 

وقيل إن ديبلوماسياً كورياً شمالياً واحداً فقط من بعثة بيونغ يانغ شاهد خطاب ترامب وكان يجلس في الصف الأمامي. وقبل خطاب ترامب، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس نداء لتفادي الحرب مع كوريا الشمالية. وقال رئيس الوزراء البرتغالي السابق «لقد حان الوقت لدعم حل سياسي». وأضاف «يجب أن لا نسير نياماً نحو الحرب». 

وبعد التحذير الناري الذي أطلقه ترامب عن استعداد الأميركيين لتدمير كوريا الشمالية تماماً إن استدعت الحاجة، دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي إلى «تهدئة الأجواء»، معتبراً أن «التهديد بالخيار العسكري لا يخدم التوصل إلى حلول».

وأثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خطاب ترامب قائلاً إنه «في أكثر من 30 عاماً في تجربتي مع الأمم المتحدة، لم أسمع أبداً خطاباً أكثر جرأة أو أكثر شجاعة». وفي خطابه أمام الجمعية طالب نتنياهو المجتمع الدولي «بتغيير اتفاق إيران النووي أو إصلاحه أو إلغائه». وحذر من «ستار إيراني ينسدل على شتى أنحاء الشرق الأوسط». وأكد بالفارسية أن «إسرائيل دولة صديقة للشعب الإيراني».

أما وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف فوصف خطاب ترامب بأنه «خطاب كراهية جاهل ينتمي إلى العصور الوسطى وليس القرن الحادي والعشرين، وأنه خطاب غير جدير بالرد. وتعاطفه الوهمي مع الشعب الإيراني لا يخدع أحداً».

وجاء الخطاب الأول للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مليئاً بالملفات الدولية ولا سيما الشرق أوسطية منها، فهو تطرق إلى العديد من القضايا الدولية، كملف الأزمة السورية فأكد عزم بلاده على «طرح مبادرة مع شركائها لوضع خارطة طريق سياسية شاملة في سوريا». ودعا إلى «تشكيل مجموعة اتصال حول سوريا لإعطاء زخم جديد لمسار الحل السلمي للنزاع هناك»، واعتبر أن «آلية المفاوضات التي تخوضها موسكو وطهران وأنقرة في الآستانة لا تكفي»، وأشار إلى أن مجموعة الاتصال التي يقترحها تشمل الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن إضافة إلى «الجهات المعنية بالنزاع السوري».

واعتبر الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي اثر إلقائه خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن «بشار الأسد مجرم، يجب أن يُحاكم ويُحاسب على جرائمه أمام القضاء الدولي. ولكنني من منطق براغماتي، لم أجعل من تنحيه شرطاً مسبقاً»، مشدداً على أنه يعود إلى الشعب السوري «أن يختار قائده المقبل بحرية».

وعقدت الدول الداعمة للمعارضة السورية اجتماعاً أمس في نيويورك أعادت من خلاله فرنسا وبريطانيا موضوع «عملية الانتقال السياسي في سوريا بعيداً عن بشار الأسد إلى الواجهة». وأكد وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أن بلاده والدول الأخرى الصديقة للمعارضة السورية ترفض المشاركة في إعادة إعمار سوريا طالما بقي الأسد في الحكم.

وفي سياق آخر، وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال الرئيس الأميركي إنه يعتقد أن النزاع بين قطر وبعض الدول العربية التي تتهم الدوحة بدعم الارهاب، سيجد طريقه إلى الحل قريباً.

وهو صرح لدى لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني «إننا الآن في وضع نحاول فيه حل مشكلة في الشرق الأوسط. وأعتقد أننا سنحلها ولدى شعور قوي بأنها ستجد طريقها إلى الحل سريعاً جداً». وفي رده على سؤال عما إذا كان حذر السعوديين بشأن التحرك عسكرياً ضد قطر قال ترامب «لا».

وقال أمير قطر خلال اجتماعه مع ترامب إن العلاقة مع الولايات المتحدة قوية جداً.

 

الديار :

سيطر امس على الساحة اللبنانية حدثان مهمان، الاول تمثل في اسقاط الطيران الاسرائيلي لطائرة من دون طيار فوق الجولان المحتل، والثاني بإقرار لبنان الاحكام الضريبية المتعلقة بالانشطة البترولية. الحدث الاول اظهر ضعف الجيش الاسرائيلي في مواجهة ايران وحزب الله، اذ رغم تزامن تحليق الطائرة مع قيام الكيان الاسرائيلي بمناورة عسكرية واسعة على حدوده الشمالية، تمكنت الطائرة من الوصول الى مدينة صفد المحتلة حيث فشلت المنظومة الصاروخية للعدو في اسقاطها، ما استدعى تحليق طائرتين اسرائيليتين واستهدافها في الجو. يعتبر هذا العمل العسكري تغييراً في المعادلة، اذ اصبح بمقدور حزب الله الالتفاف على المنظومة الدفاعية الاسرائيلية، ما يفتح الباب واسعا امام التكهنات بقدرته التكنولوجية والعسكرية و المفاجآت الممكنة في اي حرب مقبلة مع كيان العدو.
أما بالنسبة الى الاحكام الضريبية على النفط، فلقد وضع مجلس النواب لبنان على خارطة الطريق الفعلية كي يدخل نادي الدول النفطية. ومن المتوقع ان يقر المجلس النيابي في الايام والاسابيع المقبلة تلك المتعلقة بالغاز الطبيعي كما قانوني الصندوق السيادي والشركة الوطنية للنفط.
 

 

 

 

 

 طائرة الجولان


في ما خصّ ما حصل في الجولان، فقد ذكرت مصادر لبنانية مطلعة لـ«الديار» ان الطائرة دون طيار التي اسقطتها طائرة هجومية اسرائيلية، لم يجر اكتشافها من الرادارات الاسرائيلية، الا بعد تحليق استمر لمدة خمس وثلاثين دقيقة فوق مدينة صفد المحتلة.
وان القيادة الميدانية التي أشرفت على مسار الطائرة كشفت انها شبيهة بطائرة مرصاد التي حلقت فوق الحدود اللبنانية - السورية منذ سنوات. المصادر تؤكد لـ«الديار»، ان تسيير هذه الطائرة جاء بتوقيت حساس بالنسبة للجيش الاسرائيلي. الذي ينفذ مناورات دفاعية، ولمجرد تحليق الطائرة فيما وحدات الجيش الاسرائيلي في حالة استنفار، يعني اطلاق رصاصة الرحمة على هذه المناورات، مما يؤكد ان الجهة المحركة للطائرة، سجلت هدفاً استراتيجياً في مرمى الجيش الاسرائيلي. وبناء عليه، شنت الطائرات الاسرائيلية غارتين على تل رشاحة الواقع بين الحدود اللبنانية - السورية من جهة مزارع شبعا، ما يشير ايضاً الى ان تل ابيب، تحرص على التقيّد بقواعد الاشتباك مع لبنان، بحيث ردت على عملية اطلاق الطائرة من اراض سورية، بغارتين داخل الحدود السورية المتاخمة للبنان.
وانطلقت الطائرة من قاعدة جوية سورية حيث تم اطلاق صاروخ باتريوت، لكنه فشل في اسقاطها، مما استدعى تدخل الطيران الحربي الأسرائيلي حسب مصادر ميدانية عربية. وتتابع هذه المصادر انه اذا لم تتمكن القبة الحديدية من اسقاط طائرة من دون طيار، فكيف الحال عندما يتم اطلاق الاف الصواريخ من جنوب لبنان و الجولان المحتل في اي حرب مقبلة مع العدو الأسرائيلي؟
وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية قد ذكرت انه تم اسقاط طائرة من دون طيار كانت تحلق فوق مرتفعات الجولان مشيرة إلى أنها على الأرجح إيرانية الصنع كانت في مهمة استطلاعية لحزب الله على طول الحدود الجولان المحتل مع سوريا.
 

 النفط والاحكام الضريبية


اما على الصعيد الداخلي، فقد اقر مجلس النواب امس عدداً من القوانين الملحة واهمها قانون الاحكام الضريبية المتعلقة بالأنشطة البترولية مع تعديلين على المشروع الاساسي. ويعتبر اقرار هذا القانون مقدمة رئيسية لبدء شركات النفط العالمية تقديم عروضها، وبذلك دخول لبنان رسميا نادي الدول النفطية. وتخللت المناقشات مداخلات من النواب، اهمها مطالبة النائب نواف الموسوي بأن تحفظ الدولة حقوقها عبر اقامة شركة وطنية و صندوق سيادي، فأجابه الرئيس بري ان الموضوع سيطرح في الجلسات القادمة عبر قوانين يجري العمل عليها، خصوصا المتعلق منها في الشركة السيادية.
وكان مجلس النواب عقد جلستين صباحية ومسائية اقر خلالهما حزمة من القوانين، من ضمنها حق المرأة في الترشح على البلدية في مسقط رأسها.
ثم رفع الرئيس بري الجلسة المسائية امس الى الـ11.00 من قبل ظهر اليوم. (التفاصيل صفحة 7)
 

 سجال حول موعد الانتخابات


داخلياً أيضاً، ورداً على طرح الرئيس بري وكتلة التنمية والتحرير اجراء الانتخابات قبل نهاية العام الحالي عبر قانون معجل مكرر، اعتبر نائب وقيادي بارز في التيار الوطني الحر في اتصال مع الديار ان الطرح يأتي من باب التشكيك في قدرة الحكومة على اجراء الانتخابات في موعدها ضمن تكنولوجيا البطاقة البيومترية، وان الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في هذا الملف. كما اعتبرت مصادر مطلعة ان في طرح الرئيس بري رسالة سياسية عن انزعاج لديه من طريقة الادارة الحاصلة لبعض الملفات، اذ ان القاصي والداني يعرف انه قلما جرت انتخابات نيابية في الشتاء بل تحصل معظمها في الربيع او اوائل الصيف. فيما اشارت مصادر عين التينة الى ان الهدف الوحيد للرئيس بري من طرح القانون المتعلق بالانتخابات، هو قطع الطريق على اي محاولة لاجراء تمديد رابع، بحجة ان لا قدرة للحكومة ووزارة الداخلية على اصدار البطاقة البيومترية في الاشهر الثلاثة المقبلة.
هذا وكان وزير الخارجية جبران باسيل رد على الطرح من هيوستن في الولايات المتحدة، حيث اعتبر ان الهدف من استعجال الانتخابات الغاء الاصلاحات التي تضمنها القانون الجديد، مما استدعى ردا من النائب في كتلة التنمية والتحرير هاني قبيسي الذي اعتبر ان رد باسيل يؤكد صوابية اجراء الانتخابات قبل موعدها.
 

 لقاءات عون في نيويورك


هذا ويواصل رئيس الجمهورية لقاءاته في نيويورك، حيث عرض امس مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وكانت جولة أفق في الشأن الإقليمي والأوضاع في المنطقة، لا سيما التطورات على صعيد مواجهة الإرهاب. وهنأ الملك الأردني الرئيس عون على «تحرير لبنان جرود السلسلة الشرقية من التنظيمات الإرهابية»، وأكد «وقوف الأردن إلى جانب لبنان ودعم مؤسساته السياسية والعسكرية والامنية».
كما عقد الرئيس عون لقاء ثنائيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وجرى عرض العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة وتطورات القضية الفلسطينية. وهنأ الرئيس عباس لبنان بشخص الرئيس عون على «تحرير أرضه في الجرود الشرقية من الإرهاب».

 

 

الجمهورية :

فاجأ الرئيس الاميركي دونالد ترامب لبنان والعالم امس بدعوته الخطيرة الى توطين النازحين السوريين «في اقرب مكان من بلادهم»، قاصداً بذلك لبنان والاردن وتركيا من دون ان يسمّيهم، ما طرح علامات استفهام كثيرة حول ابعاد هذا الموقف وخلفياته ومستقبل قضية النزوح السوري برمّته في قابل الايام والاسابيع والاشهر، وربّما السنوات المقبلة، على رغم البحث الجاري في أستانا وجنيف وغيرهما عن حلّ سياسي للأزمة السورية. وينتظر ان يثير هذا الموقف الاميركي ردّات فعل ومضاعفات لبنانية واقليمية ودولية، أقلّه لدى دول الجوار السوري ولا سيّما منها لبنان الذي يستضيف العدد الاكبر من النازحين السوريين حيث يفوق عددهم نصفَ عدد سكّانه، حسب إحصاءات رسمية وغير رسمية. وفيما كان لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ردٌّ أوّلي على ترامب دعا فيه الى إعادة النازحين الى بلادهم ومساعدتهم فيها، تترقّب الأوساط الموقفَ الذي سيعلنه في هذا الصَدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كلمته غداً أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

لم تقلّ «جبهة نيويورك» في الامم المتحدة، سخونةً ولو كلامية، عن السخونة العسكرية التي تشهدها جبهة الشرق الاوسط. فخطاب ترامب الهجومي امام المنظمة الدولية والذي تضمّن تهديداً لكل من كوريا الشمالية وايران و«حزب الله» وكلّ الدول التي تموّل الارهاب او تدعمه، من شأنه ان يعقّد الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط بما فيها لبنان.

واللافت انّ خطاب ترامب في 19 ايلول 2017 يتلاقى مع خطابه خلال قمّة الرياض في 21 أيار الفائت، ما يعني، في رأي بعض المراقبين، انّ سياسة الادارة الاميركية الجديدة حيال الشرق الاوسط بدأت تأخذ منحى ثابتاً، مع كلّ ما يحمله من مخاطر، أبرزُها، الى تهديد تلك الدول، تأييدُ ترامب إعادة توطين اللاجئين، ويعني بهم ضمناً النازحين السوريين، في اقربِ الدول المجاورة لأوطانهم.

وهذا يؤكّد المخاوف اللبنانية التي لطالما كانت تُحذّر من انّ السياسة الدولية، أكانت اميركية أو اوروبية، أو أممية، أو الدول المانحة، أو المنظمات غير الحكومية، تعمل على تثبيت النازحين السوريين في البلدان التي نزحوا إليها. وقد سبقَ للأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون في أيار 2016 أن أدلى بتقرير رسمي في فيينا ذهبَ فيه أبعدَ من ترامب، إذ دعا إلى إعطاء الجنسية لهؤلاء النازحين أيضاً.

ماذا قال ترامب؟

وكان ترامب قد دعا، في أول خطاب له أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، زعماءَ العالم الى إيجاد سبلٍ لإعادة توطين المهاجرين الفارّين من الأزمات في أنحاء العالم «في أقرب ما يكون من أوطانهم» والسعي الى تسويةِ النزاعات التي تدفع المواطنين الى النزوح. وقال: «باستخدام تكلفة إعادة توطين لاجئ واحد في الولايات المتحدة يمكننا مساعدة أكثر من 10 في منطقتهم الأصلية». وأعلنَ انّ واشنطن ستحاسب الدولَ التي تدعم وتموّل منظمات إرهابية مِثل «طالبان» و«القاعدة» و«حزب الله».

وأوضَح انّ ثروات إيران يتمّ استخدامها في تمويل «حزب الله» وتقويض السلام في الشرق الأوسط، وقال: «على حكومة إيران وقفُ دعمِ الإرهاب والبدءُ في الاهتمام بشعبها». وأضاف: «علينا أن نحرم الإرهابيين من أيّ ملاذ أو دعم. وعلينا التصدّي للميليشيات التي تقتل الأبرياء مِثل «القاعدة» و«حزب الله».

ترقّب موقف عون

وفيما تترقّب الاوساط كلمة لبنان التي سيلقيها عون غداً الخميس امام المنظمة الدولية، وما ستتضمّنه من مواقف بعد خطاب ترامب، اكّدت مصادر سياسية لـ«الجمهورية» انّه لا يجوز الاكتفاء، كما جرت العادة، بإثارة موضوع النازحين، بل بطرحِ مشروع عودتِهم الفورية الى بلادهم، بغضّ النظر عن موقف المجتمع الدولي، وإلّا بقيَ ما لا يقلّ عن مليون ونصف مليون نازح سوري على ارضِ لبنان، مع ما يَعني ذلك من مخاطر على وحدة البلاد وصيغةِ التعايش والتوازن الديموغرافي، عدا عن الأخطار الأمنية».

وقد ردّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من هيوستن على موقف ترامب في شأن النازحين، قائلاً: «ترامب يقول إنه بكلفة كلّ نازح يقيم في الولايات المتحدة يمكننا مساعدة عشرة نازحين في منطقتهم، ونحن نقول يمكننا مساعدة مئة في بلدهم».

وكان عون قد شارَك امس في افتتاح اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 72، وعَقد لقاءً ثنائياً مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أكّد مجدداً «التعاونَ مع الحكومة اللبنانية بكلّ ما يعود بالخير على الشعبين اللبناني والفلسطيني، اضافةً الى الحفاظ على امنِ المخيّمات وعدم السماح باستعمالها للإساءة الى الاستقرار اللبناني من جهة والى سلامة سكّانها من جهة اخرى».

«تِخبزوا بالأفراح»

ومِن نيويورك الى ساحة النجمة في بيروت، حيث أعلِنت رسمياً مراسم دفنِ الانتخابات الفرعية بعد إقرار المسؤولين رسمياً بمخالفة الدستور بعدم إجرائها، وقول رئيس مجلس النواب نبيه بري «تِخبزوا بالأفراح».

وقد اعترَف رئيس الحكومة سعد الحريري بحصول خرقِِ للدستور نتيجة عدمِ إجراء الانتخابات الفرعية، محمّلاً «القوى السياسية مجتمعةً المسؤولية»، وسأل: «لم يُثر أحدٌ الانتخابات الفرعية في طرابلس بعد استقالة النائب روبير فاضل، فلماذا اليوم؟ وأكّد «أنّ الحكومة اتّخذت قراراً باعتماد البطاقة البيومترية، وستنفّذه».

إقتراح برّي

وكانت السجالات «الانتخابية» قد فرَضت نفسَها بقوّة أمس على أجواء الجلسة التشريعية العامة التي تُستأنَف عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم.
وعلى رغم غيابه عن جدول اعمال جلسة الأمس، فقد سلكَ اقتراح رئيس مجلس النواب بتقصير ولاية المجلس النيابي وتقريب موعد الانتخابات وإجرائها قبل نهاية السنة الجارية، طريقَه القانوني وتمّ تسجيله في قلمِ المجلس بعدما وقَّعه نواب من كتلة «التنمية والتحرير»، ومن المفترض ان يدرَج على جدول اعمال اوّلِ جلسة تشريعية جديدة.

وعلى هذا الاساس، يُنتظر أن تشهد الايام الفاصلة اتّصالات ومشاورات بين القوى السياسية للبحث في مصير هذا الاقتراح، علماً انّ جلسة الأمس شهدَت نقاشات حول هذا الامر، وقد سأل عدد كبير من النواب على هامش الجلسة، عن طبيعة هذا الطرح وخلفياته.

نُمدّد ونقصّر

وردّ باسيل من هيوستن على اقتراح بري، ورأى فيه «ضرباً للإصلاحات الإنتخابية». وقال من هيوستن: «بعدما بدأ تحقيق بعض ما طالبنا به في قانون الانتخابات، ومنها البطاقة البيومترية، بدأ الحديث عن تقصير ولاية مجلس النواب لضربِ الإصلاحات في قانون الانتخاب كمنعِ الرشوة وإتاحة الاقتراع للجميع أينما وجِدوا». ورأى انّ هذه الإصلاحات «تستأهل الانتظارَ من ثلاثة إلى اربعة أشهر»، وأضاف: «كانت هناك عملية لضربِ الإصلاح، نُمدّد لضرب الإصلاح ونُقصر الولاية لضربِ الإصلاح، إلى الأمام وما بقى في حَدَن يشدّنا لورا».

«الحزب»

أمّا «حزب الله»، فأكّد بلسان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم انّه يؤيّد «كلّ الاجراءات المسهّلة للانتخابات النيابية»، لافتاً إلى «أنّ الظروف الحالية لا تشوبها أيّ شائبة تمنَع تحقيق الانتخابات التي هي بمثابة مفصل مهمّ في تاريخ لبنان».

جنبلاط

وفي غضون ذلك، نأى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط بنفسه عن اقتراح بري، واكتفى بالتغريد عبر «تويتر» عن علاقته مع الحريري، معترفاً بأنّ «الدوزنة الجديدة» معه «تشوبها ثغراتٌ موضوعية حول بعض الملفات تأخذ لاحقاً بُعداً ذاتياً نحن في غنى عنه»، وقال: «لن نقبل بعودة العلاقات اللبنانية ـ السورية إلى سابق عهدها من الوصاية»، مؤكّداً أنه «لا بدّ من موقف موحّد من العهد والوزارة في إرساء دوزنةِِ مدروسة من الندّ إلى الند منعاً للانبطاحية المعهودة».

لكنّ عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل ابو فاعور خاطبَ بري خلال الجلسة التشريعية قائلاً: «إنّ الجدل الدائر حول قانون الانتخاب هو نتيجة وجود قانون ارتكَبنا جميعاً خطأً فيه، نحن نثق بكم يا دولة الرئيس، وبرئيس الحكومة، للوصول الى تفاهم يكون اساسه إجراء الانتخابات وعدم تأجيلها».

بدوره، أكّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في ردّ ضمنيّ على بري، جهوزَ «القوات» لخوض الانتخابات «في أيّ وقتٍ تستطيع وزارة الداخلية تنظيمَها». وأشار الى «أنّ موقف «القوات» الرافض مناقصة البطاقة البيومترية بالتراضي في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء يندرج في سياق تمسّكِ «القوات» بالشفافية والإجراءات القانونية والآليات المؤسّساتية تبعاً لإدارة المناقصات في كلّ مناقصة وتلزيم».

«الكتائب»

أمّا حزب الكتائب فحمَّلَ السلطة «مسؤولية المماطلة في إجراء الانتخابات الفرعية وصولاً إلى إلغائها»، ونبَّه من «نيّات مبيتة للسلطة السياسية، للتحكّمِ بنتائج الانتخابات العامة، سواء من خلال تحويل هيئة الإشراف على الانتخابات هيئةً تابعة لأهل السلطة، أو من خلال محاولة التحكّم بخيارات الناخبين بالبطاقة الممغنطة، أو بشرط التسجيل المسبَق للناخبين، وكلُّ ذلك بهدف إعادة إنتاج السلطة نفسِها، هذه السلطة التي تخلّت عن المرجعية السيادية للدولة اللبنانية، وتفرّغت للهدر والفساد».

بريطانيا

ورحّبت بريطانيا بلسان سفيرها في بيروت هيوغو شورتر بالتحضيرات القائمة للانتخابات النيابية المقبلة، خصوصاً تعيين هيئة الإشراف على الانتخابات. وقال: «سيمثّل إجراء الانتخابات النيابية محطة مهمّة لإعادة تأكيد نظام لبنان الديموقراطي».

رواتب الموظفين

في مجال آخر، علمت «الجمهورية» أنّ وزارة المال أعدّت كلّ الجداول لصرفِ رواتب الموظفين والعسكريين والاساتذة والمتعاقدين وفق قانون سلسلة الرتب والرواتب، وهي تنتظر المشاورات حول سبلِ تأمين الواردات اللازمة لها وقرار المجلس الدستوري المتعلق ببتّ الطعنِ بقانون الضرائب الذي إذا قُبل سيعطّل تأمينَ الواردات.

وعلمت «الجمهورية» انّ مشاورات ستجري في الايام المقبلة بين رئيس الحكومة وكافة القوى السياسية تدارُكاً للتداعيات التي ربّما تكون كارثية على مستوى المالية العامة بحسب مصادر وزارية. ونَقلت هذه المصادر تخوّفَ الحكومة من انّه إذا بدأ الصرف حسبَ السلسلة هذا الشهر فإنّه لن يكون بمقدورها التراجع عن هذا الصرف في الاشهر المقبلة، وإذا تعطّلت الإيرادات فإنّ خطراً كبيراً ستُصاب به المالية العامة والاقتصاد اللبناني، لأنّ الطمأنة على استقرار الليرة لن تنفعَ حينها.

المجلس الدستوري

ويعود المجلس الدستوري التاسعة من صباح اليوم الى الاجتماع لاستكمال البحث في الطعن المقدّم في دستورية القانون 45 الخاص بإحداث الضرائب، وذلك اعتقاداً بأنّ هذا الاجتماع قد يكون ما قبل الأخير في ضوء حجمِ التقدّم في توحيد المواقف من النقاط الأساسية التي سيتناولها الطعن، ما قد يؤدّي إلى إصدار القرار النهائي في جلسة ستحدّد قبل ظهر الجمعة المقبل.

وقالت مصادر معنية لـ«الجمهورية» إنّ البحث سيتركّز في عدد من النقاط الأساسية التي تناوَلها الطعن ولا سيّما منها المتصلة بآلية التصويت على القانون الجديد وتجاهلِ المناداة بالأسماء لمصلحة المناداة الجماعية وإعلان التصديق على القانون بالأكثرية في وقتٍ كان النواب يغادرون القاعة العامة، كذلك بالنسبة الى موضوع الازدواجية الضريبية وتخصيص ضرائب لهدف محدّد في القانون وهو أمرٌ غير دستوري. وعُلم انّ إطلاع المجلس على محضر جلسة مجلس النواب التي أقِرّ فيها القانون الضريبي هو ما فتحَ العيون على عدد من المخالفات المرتكَبة.

التوسّع في التحقيق

وفي هذه الأجواء كشَفت مصادر مطّلعة لـ«الجمهورية» انّ المجلس الدستوري «يتّجه الى التوسّع في مناقشة بنود أخرى في القانون المطعون به لم يَشملها الطعن الذي قدّمه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل والنواب التسعة الآخرون بعدما ظهر انّ هناك مخالفات دستورية اخرى ارتكِبت في بعض مواد القانون، خصوصاً أنّ إحداث ضرائب جديدة خارج إطار الموازنة العامة يعَدّ خروجاً على الدستور.

فالضرائب لا تأتي من العدم، فهي من صلبِ الموازنة وإليها تعود، والبتّ بها خارج إطار الموازنة يشكّل خرقاً دستورياً». ولفَتت المصادر الى «انّ للمجلس الدستوري الحقّ بالتوسع في تناولِ ايّ مواد في القانون يَظهر انّها تشكّل خروجاً على الدستور، وهو ما قد يؤدي الى تحديد مخالفات جديدة».

 

 

الاخبار :

أمام الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب استراتيجية الولايات المتحدة تجاه اللاجئين الهاربين من الحرب في سوريا والعراق ودول الجوار، كاشفاً في معرض حديثه عن اللاجئين تفضيل أميركا توطين هؤلاء اللاجئين في دول الإقليم المحيطة ببلادهم. وبذلك يكون ترامب قد ظَهَّر إلى العلن نيّة أميركا وبعض مؤسسات الأمم المتحدة، التي تسعى إلى توطين النازحين السوريين في دول جوارهم، لا سيّما في لبنان والأردن.

وهو ما يجري التداول به منذ سنوات على لسان مسؤولين لبنانيين، عن طلبات واقتراحات من السفراء الأجانب لمشاريع تصبّ في خانة توطين النازحين السوريين في لبنان. وفي معرض كلامه عن اللاجئين في الولايات المتحدة، قال ترامب إنه «بكلفة توطين لاجئ في الولايات المتحدة، يمكننا مساعدة عشرة لاجئين في مناطقهم»، في إشارة إلى الدول المجاورة للدول التي تعاني من نزوح أبنائها مثل سوريا والعراق وأفغانستان.


 

 


وبعد أن علّق وزير الخارجية جبران باسيل على كلام الرئيس الأميركي، مضيفاً على كلام ترامب أنه «يمكننا مساعدة 100 لاجئ في بلده»، قال باسيل لـ«الأخبار» إن «أرخص كلفة على أميركا والعالم في موضوع النازحين، هو عودتهم إلى بلدهم، وليس بقاءهم في بلدان الجوار. هذا أرخص وأفضل وأشرف».
من جهة أخرى، استمر السجال أمس في ملفّ قانون الانتخاب، بعد «القنبلة» التي ألقاها الرئيس نبيه برّي واقتراحه قانوناً معجّلاً مكرراً لتقديم موعد الانتخابات النيابية، وهو ما يمهّد لاندلاع أزمة سياسية بين رئيس المجلس والرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، خصوصاً بعد ردّ باسيل على برّي واتهام رئيس المجلس بـ«عرقلة الإصلاحات الانتخابية». وغرّد باسيل على تويتر أمس قائلاً إن «الكلام عن تقصير ولاية المجلس ضرب للإصلاحات الانتخابية».
ومع أن السجال فُتح أمس خلال جلسة مجلس النواب، إلّا أنه بدا واضحاً عدم رغبة بري في توسيع النقاش أكثر، تاركاً الأمر إلى الجلسة المقبلة، وهو ما انعكس صمتاً على نواب كتلتي «التنمية والتحرير» و«الوفاء للمقاومة»، إذ إن رئيس المجلس النيابي، عبر النظام والعرف، اعتاد أن لا يطرح قوانين المعجل المكرّر في الجلسة الأولى من خارج جدول الأعمال، بل تركها إلى الجلسة التالية. وعدا عن الشكل، تظهر خطوة رئيس المجلس كأنها فسحة من الوقت لأخذ السجال مداه واستطلاع المواقف، ثم لترك هامش للمناورة والنقاش، بعيداً عن التعنّت والتمسّك بالمواقف. وأشار أكثر من مصدر إلى أن هناك اقتناعاً شبه تامّ لدى حركة أمل وحزب الله بأن وزارة الداخلية لن تستطيع إنجاز إصدار البطاقات البيومترية في الموعد المحدّد قبل الانتخابات، وهناك خشية من أن يتمّ استخدام هذا الأمر كذريعة لتأجيل الانتخابات، وهو ما يحاول الحريري فعله بأكثر من وسيلة، خصوصاً بعد «تطيير» الانتخابات الفرعية وغضّ نظر الرئيس عون عن الأمر، في تجاوز واضح للقانون.
مصادر نيابية بارزة في التيار الوطني الحرّ أكّدت لـ«الأخبار» أن «التيار ليس في وارد تأجيل الانتخابات النيابية تحت أي ظرفٍ كان، والهدف من الهوية البيومترية كان الاستفادة من العملية الانتخابية وتنظيمها عبر البطاقات وتطوير الأحوال الشخصية في آن واحد. أمّا إذا كانت وزارة الداخلية عاجزة عن إجرائها، فهذا لا يعني أن التيار سيؤجّل الانتخابات أو يلغيها». وقالت المصادر إن «الحل الآن هو تعهّد وزارة الداخلية أمام الحكومة والمجلس النيابي بإصدار البطاقات في المواعيد المحدّدة، وفي حال تخلّفها نعود إلى وسائل التعريف القديمة ولكل حادث حديث، لكن لا أحد يريد تأجيل الانتخابات».
في المقابل، قالت مصادر عين التينة إن «وزير الداخلية يكرّر أنه إن لم يبدأ العمل خلال الأيام المقبلة، فإن إصدار البطاقات البيومترية سيكون صعباً، وبالأمس، سئل وزير الداخلية عن قدرة الوزارة على إنجاز الإصدار، إلّا أنه لم يعلّق ولم يطمئن المجلس النيابي إلى قدرة الوزارة على القيام بهذا الأمر». وأبدت المصادر امتعاضها من اتهام الوزير باسيل، مؤكّدة أن «توتّر باسيل غير مفهوم، فما نقوله نحن في العلن يقوله باسيل في اجتماعات اللجنة الوزارية عن أنه في حال فشل إصدار البيومترية فلنقدّم موعد الانتخابات»، سائلةً «كيف تحوّل طرح الرئيس برّي إلى عرقلة للإصلاحات؟ نحن نؤيّد البطاقة والإصلاحات، ولكن إن كان هناك عجز فلن نقبل بالتأجيل أو المماطلة».
وحول موقف برّي من مسألة تلزيم البيومترية وعقود إجراء الانتخابات بالتراضي، قالت المصادر إن «تمسّكنا بإحالة الأمر على هيئة المناقصات موقف مبدئي وقانوني، لكنّ إذا كان هذا العائق الوحيد أمام إصدار البيومترية، فنحن نسجّل موقفنا لكنّنا لن نعطّل الإصدار، وليتحمّل من يريد عقود التراضي المسؤولية وليس نحن. هم يضعوننا تحت الأمر الواقع للقبول بالتراضي تحت ضغط المهل، لكن هذه الأزمة ثانوية وليست جوهرية».

 

 

الحياة :

استبعدت أوساط إسرائيلية تسخيناً على الحدود الإسرائيلية– السورية في أعقاب قيام الجيش الإسرائيلي ظهر أمس باعتراض طائرة بلا طيار وإسقاطها قال إنها تابعة لـ «حزب الله» مصنوعة في ايران وانطلقت من مطار دمشق متجهة نحو إسرائيل، وعزت ذلك اساساً إلى دخول إسرائيل أجواء عيد رأس السنة اليهودية (مساء اليوم) وحرصها على عدم تشويش احتفالات الإسرائيليين في المنطقة القريبة من الحدود مع لبنان وسورية.

وشدد وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان في تعقيبه على الحادث على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهة أي طارئ وقال: «سمعت عن تسلل طائرة بلا طيار من دولة معادية إلى الأراضي الإسرائيلية، ونشكر الله على نجاحنا في اعتراضها، وهذا دليل على تأهب الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية، وهو تأهب بلغ ذروته أكثر من أي مرة في السابق، خلافاً لما ينشر (عن عدم جهوزية الجيش)»، مضيفاً أنه لا يوجد جيش آخر في العالم يتمتع بمثل هذه الجهوزية والمستوى المهني. وأردف: «نعيش انتقالاً من الحياة العادية إلى حال طوارئ بوتيرة غير عادية، وهناك أمور تستوجب التحسين، وأنا على يقين بأننا سنعرف كيف نواجه كل المهمات والتحديات».

وكان الناطق باسم الجيش أعلن رسمياً أن الجيش الإسرائيلي اعترض طائرة بلا طيار «بعد معاينتها تنطلق من مطار دمشق، وهي من إنتاج إيراني ويقوم حزب الله بتفعيلها، وتمكنا من إسقاطها بصاروخ من طراز باتريوت بعد أن تجاوزت المنطقة منزوعة السلاح في الجولان المحظور فيها أي تحرك عسكري». وأضاف: «تم إرسال طائرات حربية نحو الطائرة بلا طيار، وفي الآن ذاته أطلق صاروخ باتريوت واحد ليس أكثر أصاب الهدف»، نافياً ما أشيع في شبكات التواصل الاجتماعي بأن الاعتراض فشل.

وأضاف في حديث مع الصحافيين العسكريين أن الجيش الإسرائيلي «لن يسمح بأي تسلل أو اقتراب من أراضينا، جواً أو براً سواء من جهات إرهاب ايرانية أو حزب الله أو ميليشيات شيعية أو منظمات مرتبطة بالجهاد العالمي... وسنرد على أي عمل بشكل حاد وعنيف، كما سنرد على أي محاولة كهذه». ورفض الرد على سؤال إن كان الحادث متعلقاً بالهجوم الإسرائيلي على غرب سورية قبل أقل من اسبوعين، بداعي أنه لا يعلق على «أنباء أجنبية». وأقر بأن «حزب الله» أطلق في الماضي طائرات بلا طيار لمهمات جمع معلومات استخباراتية جنوب سورية، لكنه أضاف أن «اقتراب (الطائرة أمس) من أراضي إسرائيل كان استثنائياً ولذا تقرَر اعتراضها، مضيفاً أن دخول طائرة عسكرية المنطقة منزوعة السلاح يتعارض واتفاقات فصل القوات بين إسرائيل وسورية.

وذكرت تقارير صحافية أنه مع تلقي نبأ انطلاق الطائرة، أرسلت طائرات حربية إلى الحدود مع سورية في منطقة الجولان، لكنها لم تطلق النار على الطائرة وتركت المهمة لصاروخ «باتريوت» الذي أسقط الطائرة في المنطقة بين القنيطرة والأحمدية. وقال إسرائيليون في بلدات مختلفة في الشمال إن دوي الاعتراض سمع بقوة في بلداتهم.

 

 

الحياة :

انتهز الرئيس الأميركي دونالد ترامب ظهوره الأول من على منبر الأمم المتحدة، لإحياء مصطلح «الدول المارقة»، إذ أدرج فيها إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما شنّ هجوماً عنيفاً على طهران التي اعتبرها «ديكتاتورية فاسدة»، واصفاً الاتفاق النووي المُبرم معها بأنه معيب. وهدد بـ «تدمير» كوريا الشمالية إذا واصلت مسارها، متعهداً سحق «الإرهاب الإسلامي المتطرف».

وكان لافتاً أن النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي غاب في شكل كامل عن خطاب ترامب، الذي نعت نظام الأسد بـ «مجرم استخدم سلاحاً كيماوياً ضد شعبه»، مستدركاً أن الحل في سورية يجب أن يكون «سياسياً يحترم إرادة شعبها».

وفي دعوة يُرجّح أن تثير سجالات في دول كثيرة، حض الرئيس الأميركي زعماء العالم على إيجاد سبل لإعادة توطين اللاجئين الفارين من أزمات «أقرب ما يكون من أوطانهم»، والسعي إلى تسوية النزاعات التي تدفعهم إلى النزوح. وأضاف: «باستخدام تكلفة إعادة توطين لاجئ واحد في الولايات المتحدة، تمكننا مساعدة أكثر من 10 في مناطقهم الأصلية. الهجرة الخارجة عن نطاق السيطرة مجحفة جداً للبلدان المرسلة والمستقبلة في آنٍ».

وجاء كلام الرئيس الأميركي في اليوم الأول للجمعية العام للمنظمة الدولية في نيويورك، والذي افتتحه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، محذراً قادة العالم من أن تهديداً بهجوم نووي هو في أعلى مستوى منذ الحرب الباردة. وحضّ ميانمار على «وقف عملياتها العسكرية» ضد أقلية الروهينغا المسلمة، مبدياً ألمه «لاتخاذ اللاجئين والمهاجرين كبش فداء ورؤية شخصيات سياسية تؤجّج الكراهية بحثاً عن مكاسب انتخابية».

وحدّد 7 تحديات أساسية على المجتمع الدولي العمل لمواجهتها، أولها خطر السلاح النووي، الذي اعتبر أن «استخدامه يجب ألا يكون خياراً»، منبهاً إلى أن مكافحة الإرهاب غير كافية بالقتال أو قطع الموارد، بل تتطلّب معالجة جذوره الاجتماعية والاقتصادية. وأشارإلى أن محاربة هذه الآفة ليست ممكنة «ما لم ننهِ نزاعات مستمرة، من سورية إلى اليمن إلى جنوب السودان إلى الساحل وأفغانستان»، ورأى حاجة دولية ماسة في التوصل إلى حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل. واعتبر أن «الهجرة الآمنة لا يمكن أن تكون حكراً على النخبة» في العالم، داعياً إلى تطبيق اتفاق باريس للمناخ (راجع ص8).

وأوضح ترامب الفلسفة التي تستند إليها السياسة الخارجية لإدارته، من خلال مبادئ «السيادة» و «أميركا أولاً» و «الدول القوية الآمنة» و «الازدهار». ونبّه إلى أن «الدول المارقة» تشكّل تهديداً لـ «بقية الأمم وشعوبها، ولديها أكثر الأسلحة قدرة على التدمير».

ورأى أن النظام العالمي أساسه بلدان «مستقلة» و «قوية»، مشدداً على أن الجيش الأميركي «سيصبح قريباً أقوى من أي وقت». وأضاف: «طالما أنا في هذا المنصب سأدافع عن مصالح أميركا وأضعها قبل أي مصلحة أخرى، ولكن مع وفائنا بالتزاماتنا إزاء دول أخرى، وندرك أن من مصلحة الجميع السعي إلى مستقبل تكون فيه كل الدول ذات سيادة ومزدهرة وآمنة».

وأعلن أن الولايات المتحدة تريد وضع حدّ للتصعيد في سورية و «التوصل إلى حلّ سياسي يحترم إرادة شعبها»، وزاد: «النظام المجرم للأسد استخدم سلاحاً كيماوياً ضد شعبه، ولذلك استهدفنا القاعدة الجوية» في الشعيرات.

وأعاد ترامب التذكير بالتزامات كان توصل إليها في قمة الرياض التي جمعته بحوالى 50 من قادة الدول الإسلامية، مشدداً على ضرورة «القضاء على الملاذات الآمنة للإرهابيين ومراكز عبورهم ومصادر تمويلهم وكل شكل من الدعم لأيديولوجيتهم الدنيئة والشريرة». وتابع: «يجب أن نطردهم من دولنا. حان الوقت لفضح الدول التي تدعم وتموّل جماعات إرهابية، ومحاسبتها، مثل القاعدة وحزب الله وطالبان وجماعات أخرى تذبح أبرياء، وأن نعمل مع شركائنا على مواجهة التطرف الإرهابي الإسلامي».

ونعت عناصر «داعش» بـ «الخاسرين»، وزاد: «على كل الدول المسؤولة أن تعمل معاً لمواجهة الإرهابيين والتطرف الإسلامي الذي يلهمهم. سنوقف الإرهاب الإسلامي المتطرف، إذ لا يمكننا أن نسمح بأن يمزّق دولنا والعالم».

ووصف ترامب إيران بـ «دولة مارقة مُستنزفة اقتصادياً» و «ديكتاتورية فاسدة»، متهماً إياها بدعم الإرهاب عبر تنظيمات «مثل حزب الله وسواها، وتصدير الفوضى والعنف والدم إلى دول مجاورة». وأضاف أن طهران «تستخدم مواردها لتمويل ديكتاتورية بشار الأسد وحزب الله وتنظيمات إرهابية أخرى، فيما شعبها يعاني، وتقتل جيرانها المسالمين وتهدد بتدمير أميركا وإسرائيل».

وندد بـ «نشاطات» طهران «المزعزعة لاستقرار» المنطقة، ووصفها بأنها «نظام قاتل»، معتبراً أن «حكومتها حوّلت بلداً غنياً وذا تاريخ وثقافة عريقين، دولة مارقة تُصدّر العنف وسفك الدماء والفوضى». وتابع: «سيأتي يوم يختار فيه الشعب بين الإرهاب والفقر، أو أن يعود بإيران دولة فخورة ومهداً للثقافة والثراء والازدهار».

وكرّر ترامب رفضه الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست، إذ خاطب القادة قائلاً: «الاتفاق هو من أسوأ الصفقات وأكثرها انحيازاً التي دخلتها الولايات ا<