لماذا لا تتمثل المدارس الإسلامية بطباع الإسلام فتخفض أقساطها حسب وضع اللبناني؟ ولماذا نُطلق أسماء إسلامية على مدارس تنهش جسد اللبناني من أجل تأمين أقساطها التي تفوق المليوني ليرة للطفل الواحد؟
 

لطالما ترددت على مسامعي عبارة "ما عطوا ولادي الشهادة، بعد ما دفعنا قسط المدرسة"، ولطالما تساءلتُ في قرارة نفسي عن الموقف الصعب الذي يُعانيه الطلاب في هكذا موقف أمام زملائهم، ومدى شعورهم بالإهانة، وربما احتقار أهاليهم نتيجةً لهذا التّصرف اللا إنساني واللا مبالي بمشاعر الطفل من قبل المدارس التي تهدف إلى الربح التجاري ..
إلى جانب هذا الموقف العجيب، والذي قد يُدافع البعض عن المدرسة مستخدمين حجة "ما معهم مصاري ما يسجلوا بهيك مدارس، في مدارس رسمية وببلاش"، الأمر الذي يُعيدنا إلى أسماء المدارس، والتي تمُت إلى الإسلام بكثير من الصلة فأصبحت مقترنة بها "مدارس إسلامية" لكنها ليست في الحقيقة إلا تشويهًا للصورة الحقيقية للدين الإسلامي، والذي كان من أهم أسسه وأفكاره "مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان" ..

إقرأ أيضًا: المرأة اللبنانية وراء فساد المجتمع؟!
فلماذا نُطلق أسماء إسلامية على مدارس تنهش جسد اللبناني تعبًا من أجل تأمين أقساطها التي تفوق المليوني ليرة للطفل الواحد وهو ما يساوي ضعفي قيمة الدخل للبناني متوسط الحال؟ 
نقطة أساسية تستغلها المدارس الإسلامية الخاصة؛ وهي رغبة اللبناني في تعليم أطفاله أفضل تعليم ولو اضطر للعمل ليلاً / نهارًا من أجل تأمين هذا المبلغ الخيالي في ظل الضعف الذي تعانيه المدارس الرسمية بما يتعلق باللغة وبالكادر التربوي الذي لم يعد يناسب هذا الجيل، ولعل المضحك المبكي في هذا الأمر أنه في إحدى المدارس الجنوبية في قسم الإبتدائي ما زالت إحدى المعلمات نفسها منذ 20 عامًا ..
ومن ناحية أخرى تبكي والدة لثلاثة أطفال لأنها اضطرت لنقلهم من مدرسة إسلامية خاصة لمدرسة رسمية بسبب القسط..
هذا كله دون أي زيادة على الأقساط التي تنتظرها المدارس الإسلامية لتزيد الحمل على كاهل المواطن .. والسؤال المطروح هنا: لماذا لا تتمثل المدارس الإسلامية بطباع الإسلام فتخفض أقساطها حسب وضع اللبناني؟