سيدي أيها الثائر على (ماركة الإسلام) الفارغة من حقيقته وجوهره
 

إلى سيد المجاهدين، وإلى روحه العاشقة لرب السماء والأرض في سبيل مقارعة الديكتاتور والمستبد الرابض والقابع على صدور الدراويش والبسطاء.                                      
إليك يا إمام الدراويش والمحرومين والمستضعفين والأطفال والنساء والثكالى والعجزة المشردين في صحراء الدولة الإسلامية، وإلى دمك المتمرِّغ بسيوف قوافل اللحى الملتحية بلحية الجاهلية الأولى، ضد الشعار الإسلامي المتعطش للقتل والسيف والتجويع والتشريد بجرم نصرة الإسلام والدفاع عن الإنسانية وعزتها وكرامتها.
إليك يا سيد شباب أهل الجنة، ويا سيد الشهداء يا أبا عبدالله الحسين (ع) الذي رفضت (الغاية تبرِّر الواسطة ـ الوسيلة ).  

إقرأ أيضًا:  لماذا يضع اليهودي الطاقية الصغيرة على رأسه ؟

إليك يا ملاك الحرية، الذي رفضت (ومثلي لا يبايع مثلك) تحت أي مُسوِّغ وذريعة.
إليك يا سيد العدالة، يا من لم تستسلم أمام الجبابرة والمفسدين والفاسدين والشياطين، وإلى تلك السلطة والجماعات الشيطانية المنتهكة لخلق الله ولحقوق الناس، والمنتهكة للقانون، والمنغمسة بالفساد والمفسدين.                                                                                

إليك يا سيدي المضرَّج بدمك، لأنك رفضت أن تساند أو تبايع أو تحمي أو توقع على نظام متغطرسٍ وفاسدٍ وناهبٍ وقاتلٍ.. أنت أنت.. أنت الحسين.. بذلت ما تملكه لإحياء شرعة جدك محمد (ص) لتفضح الملتحفين بعباءة الدِّين، ولتفضح كل منافقٍ وسارقٍ، فاخترت المنيَّة على الدَّنيَّة، واخترت حياة العزِّ على حياة الذُّل، لم تساوم أحداً من جبابرة الأرض، لم تُقارَّ على كظَّة ظالمٍ ولا سغب مظلوم، فاخترت مصارع الكرام على طاعة اللئام...
شتَّان يا سيدي بين الزكي والقاتل الذي يشبه قروداً وطنابيراً، وشتَّان ما بين الذهب المصفَّى والرخام والرغام الأملَسَين....
ليست قضيتك يا سيدي أنك قتلت واستشهدت، وإنما هي قضية ثائرٍ وثورة، ما بين القتل والثورة هي مسافةٌ ما بين الأدلجة والشهادة لأجلها، وما بين المغامرة وشهوة الموت...
سيدي أيها الثائر على (ماركة الإسلام) الفارغة من حقيقته وجوهره، وفي ظروفه تلك التي إعتاد عليها الناس ومشوا فيها، بالتمسك بالقشور والظواهر، والتعصب لكل ما يصدر من الجهات الحاكمة والقامعة والمسيطرة، من دون أي تقييمٍ أو وعيٍ أو خوفٍ من ربٍ الكون، وبدون إحتياطٍ في دين، من أموالٍ وأعراضٍ ودماء...      

إقرأ أيضًا: موقع لبنان الجديد يثير الفتنة !

عذراً يا أبا عبدالله، يا أشرف نسب، وأكمل نفس، إليك يا عظة المعتبرين، وقوة المستبسلين، كلما أرهق الناس ظلماً وقهراً، وكلما عشعش المرض والخوف والجوع، وخيَّم على الناس البؤس والشقاء والتعب... أخيراً يا سيدي... من لهيب نينوى وهجٌ في عينيك، ومن وهج الشمس قرآنٌ في شفتيك، من واحات الفرات نداوة في قلبيك، شهادتك صبغت فجراً، وشفقاً بدم الحق والعدل الصريعين، أسألك يا سيدي يسراً بعد عسرٍ، وسيطاً بيني وبين الله يوم الفزع الأكبر، عذراً يا سيدي...