14 آذار: الإعلان عن الإحتفال وإرجاؤه أو إلغاؤه، يؤكّد انهيارَ هيبة الدولة وصورتها وتكبير صورةِ الميليشيا، وهذا ما يدلّ على أنّ الثلاثية المقدّسة سبب مستمرّ للإنقسام الوطني
 

أثار إعلان الدولة اللبنانية عن إلغاء الإحتفال بإنتصار الجيش اللبناني في معركة فجر الجرود، والذي كان مقرّرًا مساء اليوم في ساحة الشهداء، إستغراب الأوساط السياسية لاسيما في فريق 14 آذار، والتي تسائلت عن الأسباب الحقيقية وراء تأجيل أو إلغاء الحفل، لما يُشكله هذا الإحتفال من ضرورة مهمة بالنسبة للجيش والشعب اللبناني.
ولأسباب "لوجستية بحتة" أجّلت الدولة الإحتفال بالإنتصار، في وقت رجح مصدر سياسي "إنّ الحكومة ألغَت الإحتفال بانتصار الجيش في ساحة الشهداء لأنّها خافت من مشهد 14 آذار جديد".
وبدورها، أعربت مصادر القوات اللبنانية عن صدمتها من تأجيل أو إلغاء الإحتفال، واصفةً تلك الخطوة "بالمفاجئة"، وأكدت أنها ستسعى لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه الخطوة التي صدمت "القوات" والرأي العام معًا، وأوضَحت المصادر نفسها أنّ وزراءَها سيطرحون وبقوّة في جلسة مجلس الوزراء اليوم موضوع تأجيلِ أو إلغاء احتفال الإنتصار.
ومن ناحيته إستغرب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل من أن تكون أسباب التّأجيل مجرد التّخوف من خروق أمنية، معتبرًا "أن ما سُرّب عن مخاوف من خروق أمنية فهو جزء من المحاولات المستمرّة لضرب معنويات الجيش، وإظهاره غير قادر على ضبط أمنِ منطقة الإحتفال"، مضيفًا "أن الحجّة الرسمية التي تحدّثَت عن أسباب تقنية، لا تُليق بدولة عندها من القدرات والإمكانات ما يمكّنها من تنظيم مِثل هذا الإحتفال".
ومن جهته رأى النائب السابق الدكتور فارس سعيد "أن الإعلان عن الإحتفال وإرجاؤه أو إلغاؤه، يؤكّد مجدداً إنهيار هيبة الدولة وصورتها وتكبيرَ صورةِ الميليشيا"، معتبرًا "أنّ الأسباب التي قدّمها وزير الدفاع لتأجيل الإحتفال غير مُقنِعة، إذ كان قد أعلن بنفسه أنّ كلّ التّحضيرات اللوجستية باتت منجَزة، وبالتالي لا يمكن أن يقدّموا لنا تبريراً لوجستياً لسببٍ ليس بلوجستي".
أما الوزير مروان حمادة إعتبر "أن محاولات إستغلال الجيش قد كثرت، والجيش وقفَ موقفاً مشرّفاً ولكنْ تنازَعته بعد ذلك الطموحات والأحقاد"، مضيفًا "أن كثرة الطبّاخين تُفسد الطبخة، وهذا ما يدلّ على أنّ "الثلاثية المقدّسة" سبب مستمرّ للإنقسام الوطني".