سيأتي الاحتفال تجسيداً للتمزّق السياسي بحيث انّ كلمات الرؤساء الثلاثة كانت ستُظهر تناقضَ المواقف
 

فيما كانت الدولة تستعدّ لاحتفال الانتصار على الارهاب في الجرود غداً الخميس في ساحة الشهداء، إذ بها تُرجئه لـ"أسباب لوجستية بحتة"، وذلك "بعد المشاورات مع الرؤساء" على ما اعلنَت وزارتا الدفاع والسياحة في بيان، من دون ان تكشف الاسباب الحقيقية التي دفَعتها الى ذلك. وعُلم انّ هناك مجموعة اسباب أدّت الى إلغاء هذا الاحتفال، وأبرزُها:

أنّ الاحتفال وبدلاً من ان يكون لتوحيد الموقف الرئاسي وتجسيداً للوحدة الوطنية وللالتفاف حول الجيش، سيأتي تجسيداً للتمزّق السياسي وللتمايز بين اركان السلطة، بحيث انّ كلمات الرؤساء الثلاثة كانت ستُظهر تناقضَ مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري مع موقف عون و"التيار الوطني الحر" على خلفية احداث عرسال والتحقيق، وتناقض في مواقف عون وبري من جهة مع مواقف الحريري حول دور "حزب الله"، وتناقض ثلاثي بين الرؤساء حول العمل الحكومي عموماً. كذلك فإنّ الدولة أرادت تجنّبَ إظهارِ تناقضاتها عشيّة سفر رئيس الجمهورية الى اجتماعات الامم المتحدة في نيويورك.

وبالإضافة الى ذلك، هناك من أشار الى انّ قيادة الجيش لم تكن في الأساس متحمّسة لهذا الاحتفال لأنّها لا تريد نَكْء جروح أهالي العسكريين الشهداء، في الوقت الذي قامت بواجباتها عبر الاحتفال الذي نظّمته الاسبوع الماضي في وزارة الدفاع الوطني.

علماً أنّ هناك من تحدّثَ عن مخاوف من تعرّضِ المهرجان لهجوم ارهابي، فضلاً عن أنّ المشاركين في الاحتفال هم قوى سياسية مختلفة ومتناقضة، ويُعدُّ جمعُهم في مكان واحد في هذه المرحلة خطوةً خطرة.

وتعليقاً على إرجاء هذا الاحتفال، قال الوزير السابق سجعان قزي : كنّا نتمنّى ان لا ينظَّم هذا الاحتفال منذ الاساس، في يوم 14 أيلول، لأنّ هذا اليوم هو يوم استشهاد الشيخ بشير الجميّل وحريٌّ بالدولة ان تحترمَ يوم استشهاد أحدِ رؤساء جمهوريتها الاستثنائيين، ولكنّ خلافاتها أنقذَت هذا اليوم.