على كلا الإحتمالين يبقى حزب الله وحده في الساحة اللبنانية وحتى إشعار آخر
 

يقرّ المخالفون لحزب الله بفوز الحزب في الحرب التي بدأها في سوريا ضدّ المعارضة التي أسماها إرهاباً وقد ساعده على ذلك تنظيم النصرة السورية الذي إرتمى بفعل فاعل في أحضان القاعدة وتنظيم داعش الذي وصف أفعاله بالإرهاب الذي أرهب الغرب والعرب والذي أضرّ كثيراً بالمعارضة السورية التي لم تحسن الإستفادة من ضرورة التغيير في بنيّة النظام السوري .
لقد صرح الكثيرون من المتضررين من حزب الله وخاصة بعيد جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع  بالنصر الذي غلب به محور المقاومة والممانعة المحور الآخر وهذا ما دفع بهم إلى إستهلال المرحلة القادمة بما تحمل من مؤشرات كافية لإدراك محتوى المستقبل السياسي لسورية والذي يرتبط به مباشرة وضع اللبنانيين وطبيعة توازناتهم الطائفية وإصطفافاتهم السياسية داخل سلطة محكومة لاعتبارات خارج الحدود .

إقرأ أيضا : ريفي يوجه إتهامًا خطيرًا لحزب الله في قضية العسكريين
هذا الإعتراف وليدة نجاح الدور الروسي في سورية حسم نتائج عديدة جعلت حزب الله في لُب المستقبل السياسي وداخل ساحات إقليمية من العراق إلى سورية ولبنان وهذا ما سيضاعف من حجم الأزمة في المنطقة باعتبار أن السيطرة الإيرانية ستستنهض قوى متضررة إضافية وبالتالي ستصبح الحرب مضاعفة بطريقة غير خاضعة لقيود. أي أنها ستجترح وسائل جديدة لتقاتل أكثر من مذهبي بين تيّارات لا تجيد سوى الردّ بالعنف المصحوب بعصبية عمياء لا ترى المشهد إلاّ بسواده .

إقرأ أيضا : التمديد الرابع... الإنتخابات النيابية تواجه خطر التأجيل
في لبنان حرص الكثيرون على بناء تدابير لتثبيت مقولة الأمن الذاتي والإرتفاع بالضرورات للقضاء على المحظورات بغية المحافظة على السلطة المركزية وهذا ما كرّس في نظر البعض قوة وضعفاً لأطراف المعادلة السياسية فالقوة من نصيب طائفة المقاومة والضعف من حصّة طائفة السيادة لذا أبرز البعض حقيقة الوهن السياسي لدى من كان في فريق 14 آذار وخاصة في سياسات ومواقف القوّات والمستقبل .
لم يكن حديث الوزير ريفي مجرد ردّة فعل على نتائج الجُردين بالقدر الذي عكس فيه واقع الحال وطبيعة النفوذ السائد في لبنان وحاول جاهداً أن يُبرز ضمور الدور السني توظيفاً منه للإستحقاق الإنتخابي القادم  باعتبار أن الإنتخابات النيابية مفتاحاً أساسياً لإستبدال دور المستقبل المتراجع لصالح أدوار أخرى واعدة بتحسين الدور السني داخل السلطة ويبدو أن الوزير ريفي يطرح نفسه وبقوّة كقيادة بديلة عن القيادة الحريرية متكئاً في ذلك على فشل الحريرية السياسية والمالية وعلى رهان سعودي بدعم من ستتيح له الإنتخابات النيابية فرصة التمثيل الأكثري لأهل السُنة .
نحن أمام مرحلة مهمّة من الإحتمالات المستجدة والتي ستضع موازين جديدة سواء من قبل الروس الذين نجحوا في مهمتهم السورية أو من قبل واشنطن إذا ما أرادت إفشال ما وصل إليه الروس من نتائج ميدانية وسياسية وعلى كلا الإحتمالين يبقى حزب الله وحده في الساحة اللبنانية وحتى إشعار آخر .