هل تندرج معركة قسد المقبلة في دير الزور بسياق التفاهمات الروسية - الأميركية ؟
 


هيمنت أخبار إستعادة قوات النظام السوري وحلفائه  لمدينة دير الزور من تنظيم داعش  على معظم نشرات الأخبار للأهمية الإستراتيجية الكبيرة أولا للمدينة ولثقل ومركزية الحدث في سياق أحداث الحرب السورية.
فالمدينة المستعادة تعتبر من أهم المناطق السورية ويأتي خبر إستعادتها في ظل الهزائم التي تحل بقوات تنظيم داعش سواء في العراق أو سوريا ولبنان.

إقرأ أيضا : سوريا الديموقراطيّة تُطلق حملة عاصفة الجزيرة ضدّ داعش

الأهمية الإستراتيجية :

تعتبر محافظة دير الزور وعاصمتها التي تحمل نفس الإسم ثاني أكبر محافظة في سوريا بعد حمص وتشغل مساحة 17.9% من مساحة البلاد ويسكنها 7% من السوريين وتعرف باللغة العامية السورية ب " الدير ".
والمحافظة مقسمة إلى 3 مناطق هي البوكمال ودير الزور والميادين ويعتاش سكانها على الزراعة كالقمح والقطن وفيها العديد من الآبار النفطية.
تقع المدينة على نهر الفرات في شرق سوريا وتحدها محافظات الحسكة والرقة وحمص ولها إتصال جغرافي بالحدود العراقية.
لذلك تتمتع المحافظة بأهمية إستراتيجية حولتها إلى نقطة إرتكاز في سياسة وعمل داعش حيث كانت ممرا للمد اللوجستي والبشري للتنظيم طوال سيطرته عليها.
وتعتبر مدينة دير الزور من أهم المناطق التي سقطت بيد التنظيم الإرهابي منذ قيام " الخلافة " وإستغل داعش آبار النفط فيها للبيع والشراء والإستفادة من عوائدها لتمويل معاركه وهجماته داخل وخارج سوريا.
وبخسارة التنظيم مساحات واسعة من المحافظة يكون قد لحق به خسارة إستراتيجية من الصعب تعويضها.
وكانت قوات التحالف الدولية قد وجهت ضربات جوية للعديد من الآبار النفطية داخل المحافظة لإضعاف تمويل التنظيم وإستطاعت قوات النظام السوري تحت غطاء الطيران الروسي وبدعم من حزب الله وباقي الفصائل الإيرانية المسلحة من إستعادة المدينة وفك الحصار عن مطارها حيث كان يتواجد قوات تابعة للنظام.

 

 

إقرأ أيضا : سورية: قرب الحسم في السخنة يمهد لمعركة دير الزور


قسد تتحرك :

وبعد كسر قوات النظام الحصار عن الأحياء المحاصرة داخل المدينة، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية " قسد " والمدعومة أميركيا بدء حملة عسكرية جديدة " عاصفة الجزيرة " لطرد داعش من ريف محافظة دير الزور الشرقي.
وقال مسؤول في  قسد : " إن العملية تهدف إلى دفع التنظيم المتطرف إلى التقهقر من المناطق الشمالية لدير الزور ".
وسينطلق هجوم " قسد " من جنوب الحسكة في الرقة التي إستطاعت قسد السيطرة على 65% من مساحتها بدعم أميركي.
أما من جهة النظام السوري فقد نجحت قواته في إعادة وصل مناطق سيطرته في غرب المدينة وفك الحصار عن المطار وباقي الأحياء المحاصرة داخل دير الزور.

إقرأ أيضا : التحالف: دمرنا جسرا لعرقلة وصول قافلة داعش من لبنان إلى دير الزور

هل يحصل صدام بين الطرفين ؟

وفي معركة السيطرة على أراضي الدير بين " قسد " وقوات النظام السوري فمن المرجح أن يحصل تصادم بين القوتين في ظل الحديث عن عدم وجود تنسيق بينهما.
لكن يستبعد محللون للوضع الميداني حصول هكذا تصادم في ظل التفاهم الأميركي - الروسي.
فمن المرجح أن ما يجري اليوم على أراضي الدير هو نتاج التفاهمات التي حصلت بين الروس والأميركيين لوراثة أراضي داعش وتقاسم المغانم وهذا ما قد يؤدي إلى تقسيم المحافظة بين قوتين: واحدة مدعومة من أميركا والأخرى من روسيا.
وإذا ما طبقت الخطة بحذافيرها فإنه من المستبعد حصول أي تصادم على الأرض خصوصا أن " قسد " وضعت عملية " عاصفة الجزيرة " في سياق الضغط على داعش لتحرير باقي المنطقة في الرقة.

إقرأ أيضا : دير الزور: المعركة الكبرى
لكن صراع من نوع آخر يلوح في الأفق وهو معركة الحدود السورية - العراقية والتي تريد إيران السيطرة عليها لضمان ممرها الآمن من طهران إلى بيروت خصوصا أن دير الزور تشترك بحدود كبيرة مع العراق خصوصا مدينة البوكمال التي لا يزال  يسيطر عليها داعش وهي الوجهة المخطط أن ينقل إليها عناصر داعش بموجب الإتفاقية التي حصلت مع حزب الله على هامش معركة الجرود الأخيرة في لبنان.
وتعتبر البوكمال اليوم مسرحا للعمليات الهجومية لقوات التحالف الدولية حيث تقوم بتنفيذ العديد من الهجمات.
فهل تندرج معركة " قسد " المقبلة في سياق التفاهمات الروسية - الأميركية ؟ وهل تم الإتفاق على كل تفصيل ؟ وأين الإيراني مما يحصل ؟
لا شك أن الأيام المقبلة ستحمل أخبار ساخنة عن معارك شرق سوريا وأحداثها التي قد لا تخل من معارك ودماء لتغيير وقائع الميدان ولو إضطر الأمر لبعض " الإصطدام " بين الأكراد والنظام لتعديل هذه الوقائع.