هكذا نحن، لا نستيقظ من غفوتنا إلا عندما تصبح الكوابيس واقعًا، نخجل منكم أيها الشهداء فلطالما أعمانا عشق الزعيم عن رؤية الحقائق
 


لحظات كأنها سنوات، دقائق حداد تمر على لبنان كأنها قرن من الأحزان، هم الشهداء عادوا إلى أرضهم هم أبطال الوطن ولأرواحهم السلام.
بالأبيض يستقبل أهالي الشهيد عباس مدلج عريسهم، وأما الوالد الذي لطالما انتظر في خيمة الأحزان التي شهدت جدرانها على أوجاعه لمعرفة مصير فلذة كبده، سيزفه اليوم إلى أرض الوطن عريسًا شامخًا.
وللقلمون وفنيدق واللبوة وعزي وحورتعلا ومزرعة الشوف روايات مع فجر بزغ ليعلن الحداد، مع أمنية طفل بالإنخراط بالمؤسسة العسكرية تحققت فأعلنته شهيدًا عندما شبّ، ومع معيل لعائلته رحل تاركًا خلفه والدة وعائلة مفجوعة، روايات مع دموع طفل نحت ألم فقدان والده في قلوب كل اللبنانيين.

إقرا أيضا: الوداع الأخير لن ننساهم أبدًا

أوسمة وموسيقى حزينة وعبارات أمجاد، لن تُغني عن معاناة أم أو والد أو طفل تمسّك بالأمل على مدى 3 سنوات فتلاشى ببرهة، وكسر القيود معلنًا الثورة على كلّ من خان عسكريين أقسموا يومًا بالوفاء والتّضحية لأجل الوطن...
نعم هذا ما فعله الأمل، تلاشى لأجلنا ربما، لأجل أن نثور، ربما لأجل الحياة.
هكذا نحن، لا نستيقظ من غفوتنا إلا عندما تصبح الكوابيس واقعًا، نخجل منكم أيها الشهداء فلطالما أعمانا عشق الزعيم عن رؤية الحقائق ، نخجل من دموع أوليائكم، لكن لولا تلك الدماء لما ثار شعب لبنان اليوم على الفساد.