رحلتم، فخذوا معكم ذلك الأمل الضئيل الذي تمسك به أهاليكم، خذوا معكم هذا الوطن فما عاد الكلام يُجدي نفعًا، ولا عاد الإعتذار أو الرثاء يُهدأ قلبًا، فرحل من رحل، وكلكم للوطن، وللعُلى رحلتم
 

منذ عام 2014 رحل ذلك العسكري، لبس بدلته العسكرية مودعًا عائلته قائلاً "غيبتي لن تطول"، لكنها طالت، ورافقتها أيام وليالٍ من الإنتظار، ومرت السنوات الثلاث عله يعود، ولم يعد.
قصةُ عسكريين مفقوديين بدأت منذُ ثلاث سنوات، إنتظر لبنان تلك الخاتمة السعيدة التي ستُكلل باللقاء، لكنها خُتمت "بيوم حداد". 
وفي يوم تكريمكم أيها الشهداء لن تكفيكم أيةُ كلمة إعتذارأو رثاء، سيطول غيابكم كما طال الإختفاء لا بل أكثر، ووحدهم أهاليكم من سيتذكر سنوات الغياب، وأيام السهر في خيمة رياض الصلح؛ تلك الخيمة التي وحدها ستروي لكم كم تعذب أبائكم وأمهاتكم وأطفالكم، فمروا عليها فلطالما إنتظروكم فيها، واطفؤوا حريق قلوبهم.

إقرأ أيضًا: بالأسماء والصور.. هؤلاء هم شهداء الوطن الأبطال!
يا أيها المفقودين، ها قد تم العثور عليكم، وها هي حكايتكم طُويت "بصفحة سوداء" لكي يعيش الوطن، ولكي نعيشُ نحن بدمائكم. 
محمد يوسف، ابراهيم مغيط، سيف ذبيان، علي المصري، خالد حسن، حسين عمار، مصطفى وهبة، علي الحاج حسن، عباس مدلج، ورفاقكم الذين سبقوكم في الإستشهاد: علي البزال، محمد حمية، علي السيد؛ أسماؤكم لن تُنسى، وقصتكم لن تُمحى من ذاكرة لبنان، ورحلتكم تلك ستُحكى يوماً عن أبطالٍ عادوا للتكريم والتّرقية بعد الإستشهاد، فكان الوداع الأخير الذي لا يُنسى.
وبعبارةِ "لن ننساهم أبدًا" رُفعت نعوشكم على أكف رفاقكم العسكريين، وعلى أنغام "كلنا للوطن" الحزينة كُرمتم، فكلكم للوطن وللعُلى رحلتم. 
رحلتم، فخذوا معكم ذلك الأمل الضئيل الذي تمسك به أهاليكم، خذوا معكم هذا الوطن فما عاد الكلام يُجدي نفعًا ولا عاد الإعتذار أو الرثاء يُهدأ قلبًا، فرحل من رحل.