لأنهم لا يملكون المال، لأنهم ضعفاء، يُذبَحون، ويتم إغتصابهم وحرقهم أحياء، وتعذيبهم بأبشع الطرق، وتهمتهم الإسلام
 

منذ عام 1784م، إحتل ملك بوذي اسمه "بوداباي" بلدة "ميانمار" والتي تعرف أيضًا بإسم "بورما"، وخشي من انتشار الإسلام في المنطقة، ومنذ ذلك الوقت بدأ اضطهاد المسلمين، وقام البوذيون بأبشع الممارسات ضدهم من حرق الأطفال، القتل، التّعذيب... وذنبهم الوحيد أنهم من الدين الإسلامي لا أكثر.
وتعيش أمة مسلمة يُطلق عليها "الروهينغا" في بلدة "ميانمار"، يحكمها عسكر بوذيين، وهي موجودة قرب الصين والهند، ويُشكل المسلمون هناك حوالي 10% من السكان، أما "الروهينغا" فهي أقلية مسلمة عددها نحو مليون نسمة، ويعيشون في ولاية راخين الساحلية الغربية، وهم محرومون من: الجنسية، ملكية الأراضي، التّصويت، السفر، ويعانون العبودية على يد الجيش، وقد هرب مئات الآلاف منهم لتايلاند وبنغلاديش التي يرتبطون بها عرقيًا، ولكنهم يجبرون عادة على العودة.
أما من بقي في "ميانمار"، فيواجهون التعسف، وليس لديهم الحق في امتلاك الأراضي، وتُفرض عليهم قيود شديدة، ويتعرضون للتعذيب والقتل.
وغالباً ما يُوصف "الروهينغا" بأنَّهم "أكثر الأقليات اضطهاداً في العالم"، وتُصر دولة "ميانمار" على اضطهادهم، ولا يتم اعتبار "الروهينغا" من بين الجماعات العِرقية الرسمية البالغ عددها 135 في البلاد، فقد حُرِموا من الحصول على مواطنة ميانمار منذ عام 1982، الأمر الذي جعلهم عديمي الجنسية.

إقرأ أيضاً: التّحرُشّ الجنسي بين أيام زمان الوادعة وأيامنا الصاخبة
ومنذ السبعينيات، أجبر عددٌ من حملات القمع ضد الروهينغا في ولاية "راخين" مئات الآلاف على الفرار إلى بنغلاديش المجاورة، بالإضافة إلى ماليزيا وتايلاند ودول جنوب شرق آسيا الأخرى، وخلال هذه الحملات، أبلغ اللاجئون في كثيرٍ من الأحيان عن حالات اغتصاب، وتعذيب، وحرق متعمد، وقتل على أيدي قوات الأمن في "ميانمار".
وفي نيسان عام 2013، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إنَّ ميانمار تقوم بحملةٍ "للتطهير العرقي" ضد الروهينغا، وقد نفت الحكومة هذه الإتهامات باستمرار.
وفي الآونة الأخيرة، شنَّ الجيش الميانماري حملة قمعٍ ضد السكان الروهينغا في البلاد بعدما تعرَّضت مراكز الشرطة وقاعدة للجيش للهجوم في أواخر آب 2017 في شمال غرب ميانمار.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر في الأمم المتحدة قولها "إَّن العنف الذي بدأ في أواخر آب 2017 أجبر نحو 58 ألف روهينغياً على الفرار عبر الحدود إلى بنغلادش، بينما تقطَّعت السبل بعشرة آلافٍ آخرين في الأرض الخالية بين البلدين".
ووصف السكان والناشطون مشاهد للقوات وهي تقوم بإطلاق النار عشوائياً على رجال ونساء وأطفال الروهيغنا العُزَّل، لكنَّ الحكومة قالت إنَّ ما يقارب 100 شخص قد لقوا مصرعهم بعد أن شنَّ مسلحون من "جيش خلاص روهينغا أراكان" هجوماً على مراكز الشرطة فى المنطقة.
إقرأ أيضاً: لكم إنسانيتكم ولنا إنسانيتنا
ومنذ اندلاع العنف، وثَّقت الجماعات الحقوقية حرائق نشبت في 10 مناطق على الأقل من ولاية راخين في ميانمار، وقد فرَّ أكثر من 50 ألف شخص نتيجة لأعمال العنف، فيما حُوصِر الآلاف فى منطقةٍ خالية بين البلدين.
وطبقاً للأمم المتحدة، منعت دوريات الشرطة مئات المدنيين الذين حاولوا دخول بنغلاديش من دخولها، كما احتُجِز الكثيرون وعادوا قسراً إلى ميانمار.
وهناك نحو نصف مليون لاجئ من الروهينغا يعيشون في مخيماتٍ معظمها مؤقتة في بنغلادش، ولا تزال الأغلبية غير مُسجَّلة، وكثيراً ما حاولت بنغلادش منع لاجئي الروهينغا من عبور حدودها.
وفي أواخر شهر كانون الثاني 2017، أعدَّت البلاد خطةً لنقل عشرات الآلاف من لاجئي الروهينغا من ميانمار إلى جزيرةٍ نائية مُعرَّضة للفيضانات، والتي وصفتها جماعاتٌ حقوقية كذلك بأنَّها "غير صالحة للسكن".
ووفق ما يحدث، رفضت مستشارة دولة ميانمار "أون سان سو تشي"، التي تُعَد زعيمة ميانمار الفعلية، مناقشة أزمة الروهينغا.
ولا تعترف "أون سان سو تشي" وحكومتها بالروهينغا كجماعةٍ عِرقية، وألقتا باللوم في أعمال العنف بولاية راخين، وما تبعها من حملات قمعٍ عسكري، على من وصفتاهما بـ"الإرهابيين".