دخَل فادي الخطيب قلبَ كلّ لبنانيّ بعد فوزه مع نادي الحكمة ببطولة الأندية العربية عام 1999.
 

 ورأى الشعبُ اللبناني بداية نجمٍ «عالمي» جديد. وبَعد 20 عاماً من التضحية والوفاء أعلنَ «التايغر» اعتزاله اللعبَ دولياً مع انتهاء بطولة آسيا في 20 آب. خبراءُ الرياضة يَعتبرون أنّ فادي الخطيب يتحدّى العمرَ ويتفوّق على معظم الشباب في الدوري... إنّه كالنبيذ «كِلما عتِق كِلما غِلي».يُعتبَر فادي الخطيب أفضلَ لاعب في لبنان. عندما يلعب مع فريق يصبح لمناصريه: الملك والقائد و«أبو جهاد»، ولكنْ يصبح «أبو ليرة» بالنسبة لجمهور الفرَق الأخرى. فادي هو حلمُ كلِّ نادٍ وكلِّ عاشق للكرة اللبنانية، والأسماءُ التي يُلقَّب بها هي» يا مِن فرحتُن، يا مِن حرقِة قلبُن».

وتكريماً لمسيرة «ملك آسيا»، تُقدّم «الجمهورية» رسالةً من المدرّب الأحَبّ على قلب «التايغر» غسان سركيس، والمعلّق الذي رافقَ الخطيب على مدار 20 عاماً غيّاث ديبرا، وأسطورة نادي الرياضي الكابتن وليد دمياطي.

غسّان سركيس «بيّو لفادي»!

خَلقت كرة السلة اللبنانية علاقة أبٍ مع ابنِه بين المخضرم غسان سركيس وبين فادي الخطيب، وكشَف «الأب» كيف التقى «ابنَه» وقال: «كنتُ أشرِف على مدرسة الروضه، وتَواجَهنا في النهائي مع الـ«IC»، وبَعد نهاية المباراة بفوزنا في «الأوفرتايم الثاني» اقترَب والد أحد اللاعبين وقال لي: «شو رأيَك بإبني هونيك»؟

فصارحتُه قائلاً: إبنُك من أفضل المواهب في لبنان وبإمكانه السيطرة على الدوري اللبناني في وقتٍ قريب. وبعد موسمين من النهائي وقّعتُ مع فادي في نادي الحكمة، ونجَح في إثبات نفسه».

وتابَع ساركيس قائلاً: «درّبتُ «ملك آسيا» 14 عاماً مع 4 أندية مختلفة: «الحكمة، الشانفيل، الاتّحاد الحلبي السوري وعمشيت».

سِرّ نجاح الخطيب...

كشَف «كوكو» (لقب سركيس عند الخطيب) أنّ السرّ وراء نجاح فادي هو التركيز والجدّية والقدرة على تقبّلِ الانتقادات، وقال سركيس: «بعد انتهاء الدوري المحلّي يذهب نجوم الكرة لقضاء عطلةٍ جميلة مع عائلاتهم أو أصدقائهم (سفر، سهر، أكل، شرب)، لكن ما يميّز فادي أنّ «الأوف سيزون» الخاص به يتخلّله تمرينات كثيفة وكأنّه يتمرّن لنهائي البطولة».

وأضاف: «الخطيب لاعبٌ كبير ولكن ليس مغروراً. يتقبّل فادي النصائح التي أقدّمها له «على قلبو مِثل العسل»، وهذه إشارة إلى اهتمام الخطيب بمسيرته ورغبتِه في التطور».

ماذا طلبَ سركيس من الخطيب قبل بطولة آسيا؟

طلبَ سركيس من «ابنه» أن يتحدّى نفسَه ويُركّز على التمريرات الحاسمة أكثرَ من تسجيل النقاط. وتمكّنَ الخطيب من تحقيق طلبِ «كوكو»، إذ استطاع خلقَ 6 - 7 تمريرات حاسمة وتسجيلَ 30 - 35 نقطة في إحدى المباريات.

وخَتم سركيس موجّهاً رسالةً «لهايترز» فادي قائلاً: «لكلّ مَن يَكره أو ينتقد فادي أقول: «الباسكت مِش إلك»، لأنّ الشخص الذي يتابع كرةَ السلة يُقدّر فعلاً تضحية وموهبة «التايغر».

غيّاث ديبرا «محظوظ»

مِن جهته، وجّه ديبرا رسالةً من قلبه إلى الخطيب، قائلاً: «أنا محظوظ كوني استطعتُ أن أعيش في عصر الخطيب... رافقتُ فادي 16 عاماً. لن أتكلّم عن مسيرة فادي مع الأندية لأنّه سيُمتّعنا لسنوات عديدة بعد. أريد أن أشكر فادي بسبب المشاعر التي أخرَجها منّي عبر السنوات.

في 2010 شارَك الخطيب أمام المنتخب الكندي وهو صائم! وفطرَ بين الشوطين بأن تناوَل «لوح شوكولا» وقاد المنتخبَ إلى فوزٍ تاريخي أمام كندا! «ما بِنسى كيف كسَّرُن»!.

وخَتم ديبرا قائلاً: «شكراً صديقي فادي الخطيب».

وليد دمياطي: شكراً فادي
بدوره، شكرَ كابتن الرياضي السابق وليد دمياطي، التايغر، وقال: «رَفع فادي اسمَ لبنان عالياً في كلّ مباراة خاضَها مع المنتخب. فادي هو نموذج عن اللاعب المحترف، أريد أن أشكرَه على كلّ ما قدّمه للمنتخب، وطبعاً أتمنّى له التوفيق في الدوري المحلي مع ناديه الجديد».

مسيرة الخطيب الدولية
قاد الخطيب لبنان للتأهّل إلى كأس العالم مرّتين، في 2002 في إنديانا بوليس بالولايات المتحدة، وفي 2006 باليابان (شارَك لبنان في بطولة العالم بتركيا عام 2010 بموجب بطاقة دعوة)، إضافةً إلى مشاركات عدة في بطولة آسيا (المركز الثاني ثلاث مرّات 2001، 2005 و2007)، وغرب آسيا، كما تُوِّج بلقب كأس ستانكوفيتش 2010.

ويُعدّ الخطيب اللاعبَ العربيّ الوحيد الذي حجَز مكاناً بين أفضل المسجِّلين في بطولات العالم، حيث حلَّ عاشراً ببطولة العالم 2002، وثامناً في بطولة 2006 بمعدّل (18,8 نقطة في المباراة).

مسيرة «التايغر» مع الأندية
بدأ الخطيب مسيرته مع نادي الرياضي بيروت بعمر 15 سنة، قبل أن يَلفت أنظارَ مسؤولي الغريم التقليدي الحكمة (بقيادة المدرّب غسان سركيس)، فوقَّع معه بعد سنتين وحصَد ألقاباً محلّية عديدة، بينها لقبُ الدوري اللبناني 7 مرّات وبطولة آسيا للأندية 3 مرّات وبطولة الأندية العربية مرّتين.
وأحرَز مع الرياضي أيضاً لقبَ بطولة لبنان (2009 و2015) وبطولة العرب (2009 و2010) وبطولة الأندية الآسيوية (2011)، ومع الشانفيل بطولة لبنان (2012).