قلت لوالدي: إن رفيق الحريري رجل ماسوني جاءت به الماسونية إلى السلطة لكي يغرق البلد بالديون...
 

والدي المرحوم الحاج سعيد مشيمش والد الشهيد حسين مشيمش ابن المقاومة الإسلامية كان طاهر القلب والروح والعقل تفرغ مدى عمره كله لقيادة المؤمنين إلى حج بيت الله الحرام وزيارة أضرحة أئمة أهل بيت رسول الله الطاهرين المظلومين ومن حواري وخواص أبرز علماء الطائفة الشيعية في زمانه كالمرجع الشيخ محمد تقي الفقيه والمجتهد الشيخ حسين معتوق والفقيه الشهير الشيخ محمد جواد مغنية وتشرف بمجالسة المرجع السيد محسن الأمين وآخرين رضوان الله عليهم أجمعين.

إقرأ أيضا : في 14 شباط تحية إلى رفيق الحريري وبقية الشهداء
 وبعد إنتصار الثورة الإيرانية على الطاغوت الشاه أعلن ولاءه للإمام الخميني رحمه الله وعن حبه للمرجع السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله الذي وصفه بقوله : " هذا السيد فرخ نبي " أحبه بلا حدود وصلى خلفه سنوات  وبعد وفاة الإمام الخميني رحمه الله أعلن ولاءه للإمام السيد علي الخامنئي ولوكيله العام سماحة العلامة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حفظه الله   وكان بيته عريناً لأسود المقاومة الإسلامية لم ينساهم مطلقا من دعائه آناء الليل وأطراف النهار وباتت المقاومة الإسلامية عنده بخاصة  بعد استشهاد ولده ( أخي ) في عقله وروحه وقلبه تجري مع دمه في عروقه . خسر كثيرا من أصدقائه من علماء الدين الذين كانوا يرون مشروع المقاومة الإسلامية ضد إسرائيل عبارة عن مغامرة ومجازفة ومقامرة جنونية ، واليوم هم من أنصارها بخلفية مذهبية !

إقرأ أيضا : الحريري: حلم رفيق الحريري وحلمي ان نرى طرابلس كنا كانت واكثر جمالاً
  كان والدي بشهادة جميع من عرفه إنسانا تملأه الطيبة من رأسه إلى أخمص قدميه  وعلى سبيل المثال لا الحصر قلت له ذات يوم منذ 35 سنة معترضاً  عليه نتيجة حبه العظيم للأستاذ الشاعر والمفكر مصطفى سبيتي كونه شيوعياً  وكنت متطرفا في معاداة الشيوعيين غير معتدل في كراهيتهم بسبب معاداتهم للدين ؛ فأجابني : " يا ولدي أنصحك أن تحب كل إنسان متعلم ومعلم وعالم ومثقف ومفكر وصاحب أخلاق كالأستاذ مصطفى سبيتي وأمثاله إن قصائده بالحسين عليه السلام وبكربلاء لا تنبع إلا من روح طيبة أنجبته بطن طاهرة وصلب طاهر ".
والدي الذي أحدثكم عنه كان يحب الشهيد رفيق الحريري بدرجة عالية من الإعجاب بشخصيته حاولت أن أثنيه عن حبه له ذات يوم بقولي عنه إن رفيق الحريري رجل ماسوني جاءت به الماسونية إلى السلطة لكي يغرق البلد بالديون وليتاجر به كي تفلس الدولة وتعلن إستسلامها لشروط البنك الدولي وبالتالي تخضع لإتفاقية سلام مع العدو الإسرائيلي. غضب والدي رحمه الله من كلامي غضبا لم أعهده منه من ذي قبل وقال لي: " لا أحب مطلقا أن أسمع منك هذا الكلام مرة أخرى لا تفرض علي أن أُكَذِّب بما رأته عيني من هذا الرجل من إنجازات في العمران وإصلاح ما خربته الحرب الأهلية ودمرته في لبنان لا تفرض علي أن أُكَذِّب عيني بما أرى من إنجازات عظيمة لهذا الرجل ،  أتوستراد من بيروت إلى الجنوب وكهرباء أكثر من 20 ساعة يوميا وجسور  وأنفاق  وشركة هاتف  وبنية تحتية في الضاحية الجنوبية بمواصفات غاية في الإتقان تمر بالمجاري الصحية سيارة  بعدما كانت تطوف علينا النجاسات منها وخرائط مشروعاته التي يعزم على تنفيذها ستحول لبنان إلى دولة عظيمة  ورفيق الحريري لا يوجد في كلامه حرف ضد المقاومة ولا يجوز أن نكره هذا  الرجل ونعاديه بناء على كلام وإتهامات  لا صلة لها بالدليل الشرعي مطلقا ، يا ولدي رفيق الحريري تاجر ورجل أعمال  كما تقول و ليس رجلا معصوما لكن لا تنسى أن كل السياسيين بالبلد تجار ورجال أعمال لكنه تميز عنهم أنه صنع ثورة ببناء لبنان وأحياه من جديد بعدما كان يحتضر بسبب الحرب الأهلية المدمرة ".
 من يومها ترك والدي رحمه الله أثراً بالغاً في تفكيري السياسي وفرض علي منطقه الواضح وضوح الشمس بصحته وسلامته أن أحترم الشهيد رفيق الحريري.