يحقُّ للمقاومة أن تتدلّل على شركائها المستضعفين في الثلاثية ، فهي التي حرّرت الجنوب، في حين كان الجيش في ثكناته....
 

أولاً: الدلال في اللغة

في اللغة دلالُ المرأة تدلُّلُها على زوجها، وذلك بأن تُريه جراءةً عليه في تغنُّجٍ وتشكُّل، ورُوي عن سعد أنّه قال: " بينا أنا أطوفُ بالبيت إذ رأيت امرأةً أعجبني دلُّها، فأردت أن أسأل عنها فخفتُ أن تكون مشغولة"  وفلانٌ يُدلُّ عليك بصحبته إدلالاً ودلالاً ودالّةً أي يجترئ عليك ، كما تُدلُّ الشابّةُ على الشيخ الكبير بجمالها؛ وفلانٌ يُدلُّ على أقرانه كالبازيّ يُدلُّ على صيده، وأدلّ الرجل على أقرانه: أخذهم من فوق، وأدلّ البازي على صيده كذلك.

إقرأ أيضا : لكم إنسانيتكم ولنا إنسانيتنا

ثانياً: دلالُ المقاومة على الدولة والجيش والشعب

يحقُّ للمقاومة أن تتدلّل على شركائها "المستضعفين" في الثلاثية ، فهي التي حرّرت الجنوب، في حين كان الجيش في ثكناته، وهي الدرع الصامد في وجه إسرائيل، وهي التي تمتلك مخزوناً صاروخياً لم يتوفّر ، ولن يتوفّر للجيش، وهي التي ما زالت الحاضنة الكبرى لقوى المقاومة والممانعة التي تقف سدّاً منيعاً في وجه الامبريالية الأميركية وربيبتها إسرائيل، وحقّ لها أن "تأخذ" الدولة من فوق ، وأن تُدلّ عليها كما يدلُّ البازي على صيده، أليست هي التي تأمرُ وتنهى، فتختار رئيساً للجمهورية يُناسبها، وتُدلُّ على رئيس الحكومة فتقبل برئاسته بعد أن أذعن بانتخاب الجنرال عون رئيساً، وتُدلُّ على رئيس المجلس بتركه مُتربّعاً على كرسيه طالما هي راضية عنه، وهي التي تمتلك قرار السلم والحرب، فتخوض حروبها الخاصة ، وتترك للجيش هامشاً ضيّقاً ليُجرّب حظه في معركة الجرود، إلاّ أنّها تحتفظ بتوقيت وضع اليد على الزناد، وتوقيت رفعها، وهي التي تمتلك جهازاً إعلامياً ضخماً ومُوجّهاً، في حين لا يمتلك الجيش اللبناني سوى بعض التوجيهات والتوضيحات والردود الخجولة، أمّا الشعب فلا يملك في هذه الثلاثية سوى التصفيق والتهليل عند البعض والامتعاض والإذعان عند الغلبة، ودفع الضرائب وتقديم التضحيات عند العموم، وذلك لتمويل الصفقات ومشاريع الفساد التي تكاد لا تنتهي.

إقرأ أيضا : جعجع : موقف حزب الله من قافلة داعش مستغرب وعجيب