يستغرب المتابعون التأكيد والنفي بين الوزير جبران باسيل والوزير السابق الياس بو صعب، في مقاربة قضية المحاسبة عن احداث عرسال ٢٠١٤، متسائلين ما اذا كان ذلك يأتي في سياق تقاسم الادوار، ام ان مصلحة بو صعب وعلاقاته مع اتجاهات عدة، لاسيما مع القائد السابق للجيش جان قهوجي، حتّمت عليه الخروج عن موقف التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية؟


فمن يتابع مواقف رئيس التيار الوطني الحر  والوزير السابق الياس بو صعب، يقع على تناقض بين اهل البيت الواحد، ويضيع اي موقف يصدّق، لاسيما ان بو صعب من المقربين من باسيل .
 
فقبل ايام، وامام مجموعة من الاعلاميين، تحدّث باسيل عن معارك عرسال، ليطالب بحسب ما نقل عنه بطي الصفحة. قبل ان يعود المكتب الاعلامي لباسيل، وتحت ضغط استغراب الرأي العام لموقفه هذا، ليعتبر ان ما نقل عنه لم يكن دقيقاً، وان المحاسبة ضرورية. 

حاول باسيل تجليس الوضع اذاً، ولكن نفي وزير الخارجية  لم ينطبق على الواقع، اذ قام بو صعب، وباتصال هاتفي ضمن برنامج كلام الناس على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، بتكرار ما نقل عن رئيس التيار الوطني الحر، مبرئاً رئيس الحكومة السابق تمام سلام وقائد الجيش السابق جان قهوجي، رامياً الملامة على الاجواء الدولية.

وفيما نقلت اوساط بعبدا امتعاضها من موقف بو صعب المغرّد عكس الارادة الرئاسية، بدت تغريدة كلودين عون روكز واضحة ولافتة في توقيتها، اذ جاءت كرد مباشر على بو صعب قائلة " شو يعني ظروف دولية منعت من خوض المعركة؟".

 وفي موقف ترك حالاً من التململ في صفوف العونيين انطلاقاً مما تضمنه من فرملة لما يعتبره العونيون " غضباً مقدساً" في وجه كل من اوصل الى  تفشي الارهاب واستشهاد العسكريين،  ذهب بو صعب الى حد تأويل موقف رئيس الجمهورية، معتبراً ان العماد ميشال عون "لم يدعوا الى المحاسبة بل تبيان الحقيقة". 

 لم يكتف بو صعب بمواقفه، بل بادر الى التواصل مع ناشطين عونيين بدأوا سلسلة تحركات من امام منزل وزير الدفاع السابق سمير مقبل، طلباً لتبيان الحقائق حول احداث عرسال ٢٠١٤،  وذلك لثنيهم عن التعرّض لقهوجي ولدفعهم لوقف تحركاتهم، وهو ما اثار حفيظة الشبان الذين اعتبروا ان تغييب المحاسبة يعني تضييع الشهادة على مذبح التسويات.

وفيما يتساءل المراقبون اي موقف لباسيل يصدقون، ما نقل عنه خلال الجلسة الاعلامية، ام التوضيح الصادر عن مكتبه الاعلامي، بدأت في الساعات الماضية، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، تطرح  علامات استفهام حول ما يحدث في التيار وما الذي يهدف اليه بو صعب  على صعيد "تنفيس" النفس الداعي الى المحاسبة الرسمية لحقبة العام ٢٠١٤ وما سبقها وما تلاها، وهو ما ازعج قواعد التيار ومحيط الرئيس.