هكذا تغيرت إستراتيجية القتال لدى تنظيم الدولة الإسلامية منذ ثلاث سنوات
 

بعد أن هُزم تنظيم الدولة الإسلامية في لبنان والعراق وسوريا خلال المعارك الأخيرة التي خاضها، يبدو أن هذا التّنظيم غيّر إستراتيجية قتاله، إذ لم يعد يُقاتل حتى الموت، واختار مقاتلوه الإنسحاب دون القتال، تمامًا مثل ما حصل في تلعفر، عندما شن الجيش العراقي هجومًا ضده. 
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريراً، يُشير إلى "أن القوات التي تقاتل ضمن الجبهة المعارضة لتنظيم الدولة توصلت إلى إتفاق يضمن إنسحاب قوات التّنظيم من الأراضي التي أحكم قبضته عليها في السابق، ويقضي هذا الإتفاق عدم خوض مقاتلي داعش القتال، إنما الهروب والإنسحاب من أرض المعركة بشكل تلقائي، وذلك يُعدّ الأول من نوعه في تاريخ تنظيم الدولة منذ بروزه قبل ثلاث سنوات".

إقرأ أيضًا: بالصورة : اللبنانيون يتهكمون من نقل عناصر داعش بباصات ثانوية الإمام المهدي التابعة لحزب الله
وبعد المفاوضات التي حصلت بين حزب الله وداعش، والتي أدت إلى إجلاء عناصر داعش من لبنان إلى محافظة دير الزور؛ وهي منطقة خاضعة جزئيًا إلى سيطرة تنظيم الدولة، والتي تقع على الحدود مع العراق، علمًا أنها مقسمة إلى منطقتين: الأولى تحت سيطرة تنظيم الدولة، والثانية خاضعة لسيطرة الجيش السوري.
تُشير الصحيفة إلى "أن هذه الواقعة تُعدّ سابقة من نوعها، حيث قبل تنظيم الدولة للمرة الأولى شروطًا من هذا القبيل، خصوصاً أنه عمد منذ معركة الموصل إلى القتال حتى الموت، وفي الوقت الذي يفقد فيه عناصر تنظيم الدولة أراضيهم يوميًا، ولم يبق العلم الأسود يرفرف إلا في بعض المناطق، اختاروا التّجمع في معاقل التنظيم الأخيرة قبل الموت في أرض المعركة".
ومن ناحية أخرى، لم يلقَ الإتفاق بين حزب الله وداعش استحسانًا من قبل القوات العراقية، حيث إعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن هذا الإتفاق يعزز وجود الخطر الإرهابي على الحدود العراقية، في وقت وصف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هذا الحدث بالإنتصار العظيم.