إنتصروا، وداعش إستسلمت، وهم يجهزون للإحتفال، أما أنتم يا أهالي العسكريين جهزوا القبور فأبناءكم شهداء
 

خلف التّحضير لإحتفالات النصر، لوعةُ إنتظار دامت ثلاثُ سنوات من العذاب والخيبة، ثلاثُ سنواتٍ رافقها أملٌ وثقة أُعطيت لدولةٍ وسياسيين جاؤوا بالإنتصار ومعه قبر، فامتزجت رائحة إطلاق رصاص الإبتهاح برائحة أعصاب الأهالي المحترقة.
يحق لكم الإحتفال، وافعلوا ما تشاؤون، لكن يحق لهم تقبل العزاء في وطنٍ، ذهب أبطاله للدفاع عنه، ذلك الوطن الذي لا يعرف مفهومه إلا العسكري اللبناني، والحلم الذي لم يره العسكريون إلا حين استشهدوا، وظلموا وخذلوا.
في هذا الوطن، إنتصارٌ وخيبة، وفي اللحظة التي تُقبل فيها التّهاني ستُقبل فيها التّعازي، فإحترموا عزاءهم، فلا فراق أقوى من فراقهم، ولا خيبة تُقاس بحجم خيبتهم، وهم اللذين عندما سمعوا بالإنتصار والإستسلام تعلقوا بالأمل الضئيل، فتحضر الأب للقاء، والأم لإستقبال خبر سار عن بطلٍ لطالما تساءلت كيف كان ينام، فجاءهم الخبر قائلاً "داعش إستسلمت، أما أنتم جهزوا القبور فأبناؤكم شهداء، ولا شأن لنا، فاسألوا من كان المسؤول حينها".

إقرأ أيضًا: صفقة مشبوهة وقسمة ضيزى
وفي اللحظة التي تحضرون فيها للإحتفال، تذكروهم، تذكروا السكين التي قطعت رؤوس عباس مدلج، علي البزال، محمد حمية، وعلي السيد.
إحترموا دموع أم الشهيد علي البزال ومشهد إحتضانها لثياب إبنها بعد أن عرفتها من رائحته في المغارة التي وُضع فيها علي قبل إعدامه.
في إحتفالاتكم تخيلوا مشهد إعدامهم، تخيلوا ماذا قالوا حينها وبماذا فكروا.
وفي الوقت الذي يستقبل فيه لبنان جثامين هؤلاء الشهداء يتحدثون عن احتفال لعيد ميلاد السيد، بطريقة فقد هؤلاء فيها أي حسّ بالأخلاق والمسؤولية تجاه الوطن وشهدائه، يتحدثون عند احتفال بعيد ميلاد في وقت لا تزال جثامين الشهداء على الارض في قضية تحتاج إلى أكثر من حداد وطني .
وبالتأكيد هو إنتصار وإفرحوا كما شئتم به، لأن أهالي العسكريين الشهداء ما عادوا يعرفون ما معنى الفرح والإنتصار.