لا شرعية لسلطة سياسية وحكومة سياسية تزعم أن شرعية سلطتها مستمدة من رسول الله ومن دين الله تعالى وليس من الشعب
 

هذه قناعتي الراسخة من شاء فليؤمن بها ومن شاء فليكفر بها وكل إنسان يملك من الله حقاً بل أوجب الله تعالى عليه أن يعيش ويموت محمولاً بقناعات عقائدية وسياسية كي لا يكون منافقاً أو بهيمة يعيش في الحياة لعلف بطنه ولسائر احتياجاته المادية فقط !
 لا يتميز ولا يمتاز الإنسان عن الحيوان إلا بالتفكير وأن يعيش على ضوء قناعاته التي تولد من التفكير وبذلك يكون صادقا مع نفسه وصادقا مع ربه ويُصَنَّفُ من الصادقين يوم الثواب والعقاب يوم النعيم والجحيم وإذا كانت قناعاتي خاطئة بنظرك فقناعاتك بنظري ليست صائبة ولا صحيحة فهل الإختلاف بيننا يجب أن يأخذنا إلى الحرب والتقاتل والتباغض والكراهية ؟

إقرأ أيضا : لا يؤمنون بوطن ولا بشرعية دولة ?!
 كلا الحرب والتقاتل ليس حلا على الإطلاق بل تتحول الدنيا إلى جحيم لا يطاق فالحل إذن أن نذهب إلى مبدأ حرية المعتقد وحرية الرأي السياسي ومبدأ الإختلاف أمر طبيعي في هذه الدنيا ونترك الحساب والعقاب بيد الله سبحانه بعد الموت  لمن كانت معتقداته فاسدة ولا يوجد حل في الدنيا يفتح أمام الناس طريق السلام والأمن والأمان والعدالة سوى هذا الحل .
من قناعاتي الراسخة : 
أن رسول الله محمداً (ص) كان متصلاً بالله تعالى مباشرة بواسطة روح الله جبرائيل عليه السلام وهو مَلَكٌ عظيم الهيبة عظمة تقشعر منها الأبدان وتهتز لها الأرواح وتنخلع منها القلوب.
{  وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ  مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ  إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ  ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ  ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ  فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ  مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ  أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ  وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ  عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ  عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ  مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ  لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ }.

إقرأ أيضا : عقل معاوية مصدر ثقافة الإسلاميين
رسول الله رأى جبرائيل ورأى سدرة المنتهى وعندها جنة المأوى ولقد رأى هناك من آيات ربه الكبرى فالإنسان الذي عاش في عالم الآيات الكبرى بكل تأكيد ويقين لقد تركت في  عقله نوراً وفي روحه نوراً وفي قلبه نوراً وفي كل جوارحه نوراً جعله هذا النور  يملك أعلى درجات الحكمة والخشية والكياسة والفطنة والعلم والرؤية الثاقبة والتقوى والورع والكمال التام في عقله وروحه وسلوكه وجعل هذا النور  عنده مناعة من التفريط بدماء الناس وأموالهم لا عن قصد ولا عن سهو لا عن عمد ولا عن غفلة أو عن حسابات خاطئة .
بمقتضى قناعتي الراسخة بذلك من المستحيل أن أؤمن معها بأنه يمكن أن يوجد على وجه الأرض مخلوق مثل رسول الله (ص) حتى يحق له أن يزعم بأنه خليفة رسول الله (ص) ويريد إقامة دولة الخليفة والخلافة ؟!  ويريد  السلطة التي كانت لرسول الله (ص) ليطبق الدين كما طبقه رسول الله (ص)  ؟!
لذلك أعتقد بأن دولة الإسلام التي قادها رسول الله (ص) لا يمكن أن نستنسخها ولا يمكن أن نكررها بقيادة رجل لا يمتاز بمواصفات رسول الله (ص) وبما أن إقامة الدولة ضرورة من ضرورات  الحياة فيجب الذهاب إلى خيار الدولة المدنية التي تكون فيها السلطة السياسية لوزراء يصيبون ويخطؤن ينتخبهم الشعب ويراقبهم ويحاسبهم الشعب بواسطة السلطة التشريعية ولا شرعية لسلطة سياسية وحكومة سياسية تزعم أن شرعية سلطتها مستمدة من رسول الله ومن دين  الله تعالى وليس من الشعب.