من المستغرب حديث السيد نصرالله عن التفاوض مع داعش فيما لا يزال الجيش في صميم المعركة تنسيق أم خيانة؟
 

أي معادلة ماسية يتحدث عنها سيد المقاومة، معادلة أقحم فيها جيشًا سوريًا منقسمًا على مصرعيه في انتصار يحققه الجيش اللبناني العنيد على مواقع داعش في رأس بعلبك.

سدّد نصرالله أخطاءً بالجملة في خطاب البارحة، فغرّد منتشيًا بنصرهِ على داعش ومؤكدًا على معاونته الجيش اللبناني تصميمًا وإعدادًا فيما الأخير نفى التنسيق أكثر من مرة.
أخطاء نصرالله لمعتْ في طور الحديث عن المعادلة الرباعية الذي حاول أن يكسر بها المعادلة الذهبية الثلاثية (الدولة، الجيش والشعب) والتي أطلقها ناشطون وطنيون لبنانيون في الآونة الأخيرة. وكأنه يحاول أن يزايد بطرفٍ رابع ليس لبناني أعاد ملامح سوريا الطبيعية إلى الوجود مشروع ظهرَ بلاوعي نصرالله وهو يضع فتيل الحقيقة الباطنة على مائدة الخطاب.

إقرأ أيضًا: لماذا التشويش والتضليل الإعلامي في معركة الجيش ضد الإرهاب؟

 

أما الخطأ الثالث فحدث ولا حرج. كان نصرالله يقسّمُ ويقطّعُ على سجيته بموضع التفاوض على أسراه، ونسيَ جهودًا غير طبيعية ونيرانًا يطلقها الجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك لدحر داعش من حدود المنطقة كليًا نسي أنّ جيشه الذي يفوقه وطنيةً وقوميّةً يقاتل عدوًّا كان يعتبره نصرالله أشرس من العدو الإسرائيلي، للأسف اتّضح اليوم أن نصرالله سخّف معادلة العداء الإرهابي إلى ما دون الدون، فقط لأن الجيش اليوم هو من يقوم بالتصدّي الكبير لوحدات التكفير وليس الحزب. 
فذهب بعيدًا ليطلق صيحات تفاوض في وقت لم تجفّ فيه دماء الجنود والرتباء والضباط العسكريين في ميدان المعركة.
نصرالله يستطيع أن يقوم بحرب على العدو الاسرائيلي في يوم واحد ويدخل لبنان بمسلميه ومسيحييه في خطر تموز الحار فقط لأجل أن يأسر جنديين ويبادل أسراه، نصرالله يستطيع أن يتوغل في الجرود السورية ويشكر الجيش السوري الغير وطني وينسى جهد الجيش اللبناني ويدنّي من قوّته فداءً لحليفٍ فارسي يخطط ويقسم المنطقة الشرق أوسطية مع حليفٍ دوليّ أميركي يقول عنه في العلن أنه الشيطان الأكبر.
 نصرالله يفاوض اليوم على جنوده ولا أحد يدري لماذا أعلن في هذا الوقت رغبته بالتفاوض، ربما ردة فعل على تصريحات الجيش التي أخرجته من لغة النصر التي تعود عليه الأخير. لم يعد نصرالله يرَ أمام عينيه غضبًا فارتحل بعيدًا وطعن من حيث لا يدري جيشه بالظهر، هذا الجيش المقاوم الذي يقاتل العدو فيما نصرالله يريد أن يجلس معه على طاولة الحوار ومائدة صلح ليظفر بأسراه.


فادي طراد