قرار دولي إقليمى بالقضاء على داعش واستطاع الجيش اللبناني تحقيق انجازات نوعية في لبنان ماذا عن مخيم عين الحلوة؟
 

من تلعفر في العراق إلى ديرالزور والرقة في سوريا إلى جرود سلسلة جبال لبنان الشرقية إلى مخيم عين الحلوة شرق صيدا خيط متصل وعنوانه محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش الذي تبنى منذ ما يقارب الثلاث سنوات إقامة الخلافة الإسلامية ومن ثم اضعافه بهدف القضاء عليه. 
ففي محيط تلعفر استكمل الجيش العراقي تجهيزاته القتالية واللوجستية مع كافة الوحدات العسكرية وبالتنسيق مع ألوية الحشد الشعبي وبدأ معركة تحرير المدينة من إرهاب داعش المتمركز في معظم أرجائها والمتغلغل في الأحياء المدنية والذي يتخذ من السكان متاريس للقتال ودروع بشرية. 

إقرأ أيضًا: مقتدى الصدر: تكريس الهوية العربية
وفي محافظتي الرقة و ديرالزور فإن قوات التحالف الدولي تتابع ضرباتها الجوية على المواقع والمراكز العسكرية التابعة لداعش وتمكنت من تدمير الكثير من تحصينات التنظيم الإرهابي واحدثت أضرارًا جسيمة في معاقله، وفي جرود المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا ومن فليطا إلى قارة إلى القصير في الجانب السوري وما يقابله على المقلب اللبناني من جرود عرسال إلى رأس بعلبك إلى القاع فإن الجيش اللبناني بات على قاب قوسين أو أدنى من إعلان القضاء على داعش وتحرير الجرود الشرقية من الجماعات الإرهابية التي لا تزال تحتفظ ببعض الأوكار المحصنة والتي باتت على مرمى مدفعية الجيش وقذائفه الصاروخية وبالموازاة فإن الجيش السوري وبالتنسيق مع حليفه حزب الله أشرف على حسم المعركة ضد ارهابيي داعش في الجرود السورية واقترب من إعلان النصر النهائي عليها في هذه المنطقة الحدودية. 

إقرأ أيضًا: معركة الجرد جزء من الأجندة الإيرانية
وفي أجواء الهزائم المتتالية التي لحقت بتنظيم داعش وانهيار دفاعاته في الجرود لجأ إلى لعب ورقته الأخيرة على الأراضي اللبنانية في عين الحلوة بخطف المخيم من خلال اللعب على التباينات والتناقضات الفلسطينية - الفلسطينية، وذلك بتحريك المجموعات المسلحة التابعة له بقيادة بلال بدر وشادي المولوي وبلال العرقوب بفتح معركة داخل المخيم ضد بعض التنظيمات الفلسطينية الأخرى وعلى رأسها حركة فتح للعب بأمن المخيم واستقراره وتعريض المدنيين فيه للخطر حيث لجأت عناصر هذه الجماعات الارهابية إلى إشعال نيران المعارك فيه مراهنة على أن إسلاميي المخيم ومنهم حركة حماس لن يسمحوا بهزيمة قوى إسلامية متطرفة أمام حركة فتح والفصائل الأخرى. 
ويهدف تنظيم داعش من خلال تفجير مخيم عين الحلوة إلى توجيه رسالة بأن استقرار هذا المخيم هو ورقة بيده لإستخدامها في اي مفاوضات محتملة مع السلطات اللبنانية بالتوازي مع معركة الجرود يستطيع من خلالها إيجاد مخارج لبعض المطلوبين للقضاء اللبناني المتواجدين داخل المخيم منذ سنوات فضلًا عن تشتيت قوات الجيش اللبناني بإشعال بؤرة داخلية ويضاف إلى ذلك هو تحويل السكان المدنيين داخل المخيم إلى متاريس بشرية يحتمي بها عناصر داعش، الأمر الذي قد يفرض على القوى الفلسطينية إلى التحرك عربيًا واقليميًا ودوليًا للمطالبة بوقف القتال وتأجيل المعركة ضد الجماعات الإرهابية في الجرود وفي المخيم على حد سواء. 

إقرأ أيضًا: التحضير لمعركة الجرود أكبر من المعركة.
وإذا كانت حركة حماس تطمح للعب دور في تسوية محتملة داخل المخيم لكن حركة فتح ومعها قوى أخرى في القوة الفلسطينية المشتركة ماضية في مهمتها للقضاء على هذه التجمعات الإرهابية ورغم المساعي التي آلت الى التوصل إلى هدنة بين الاطراف المتقاتلة فانها مصرة على التقدم في زواريب الطيري معقل الرأس الكبير بلال بدر مهما كلف الأمر لضرب مواقع هؤلاء المتشددين والوصول الى حي الصفصاف والمنشية ورأس الأحمر خارج مخيم عين الحلوة وهذا يفرض على حركة حماس أن تكون جزءا من هذا الإتجاه انسجامًا مع القرار الدولي والإقليمي الذي تم اتخاذه بضرب الإرهاب وتصفيته. 
لا شك ان تنظيم داعش أدرك أنه لم يعد له أمل بالإستمرار ولا حتى في الحياة فالخيارات تضيق أمامه فإما الموت وإما الاستسلام ليساق إلى الزنازين والمعتقلات إذ أن القرار على المستوى الدولي والإقليمي وحتى على مستوى الأنظمة المحلية قد تم اتخاذه بالإستغناء عن خدمات الإرهاب إن كان في لبنان او سوريا او العراق او أي مكان آخر في العالم لهذا فإنه في أيامه الأخيرة يعيش حالة تخبط وارباك وفوضى في مواجهاته العسكرية على جبهات متعددة في وقت واحد.