في ذكرى الإمام الصدر يجدد الشيعة ولاءهم لثوابت الامام وتأييدهم للرئيس نبيه بري لترسيخ الإعتدال والبقاء على نهج الإمام الصدر
 

في ذكرى اختفاء الإمام موسى الصدر وفي كل عام تتحوّل المناسبة الى قسم بحجم طائفة لا بحجم تنظيم وتكون بمثابة استفتاء على خيار الشيعة اللبنانيين في الالتزام بثوابت السيّد موسى وبالأمانة التي تركها سواء في ميثاق الحركة أو في قيادة الرئيس نبيه بري سعياً وراء نهوض وطن وقيام دولة ورفع الحرمان عن كل محروم في لبنان، هذا المنطق الصدري يتسع لا لطائفة فحسب بل لطوائف مؤمنة بما آمن به الامام من دولة تحمي مصالح الناس على قاعدة الحقوق المتساوية واعتماد الكفاءة والنزاهة في المسؤولية داخل السلطة وخارجها.

إقرأ أيضًا: الحرية علف الحمير والإستبداد أحصنة الأسود مفاهيم قائمة في الشرق ...
لهذا يحرص الشيعة على أفكار موسى الصدر المعتدلة والغير متطرفة والتي دفع الإمام ثمناً غالياً من أجلها وكان اختطافه نتيجة لاعتدال خطه في زمن التطرف اليساري والعربي المتمثل بدول التصدي والصمود من باب النكتة لا أكثر وهم من خلال ذلك يؤكدون هويتهم اللبنانية في الإنتماء وفي الدور من خلال الاستمرار في احترام صيغة التعايش المشترك والتي اعتبرها السيّد موسى ثروة يجب التمسك بها وفي العيش تحت سقف الدولة دون التحوّل الى كانتون خاص خارج عن الدولة وعن المواطنية كما دع الإماميين الصدر وشمس الدين وفي أكثر الظروف الصعبة بإعتبار ان الشيعة لا يملكون مشروعاً غير مشروع الدولة ولا انتماءًا غير انتمائهم الوطني لذلك كانوا أكثر الناس حرصاً على الدولة وما تجربة مؤسسات الإمام الصدر الاّ خير دلالة على وقوفهم الدائم لمصلحة الدولة وقد قاتلوا كل من دع الى اسقاط مشروع الدولة من القريب الى البعيد ولم يحيدوا عن خط بقاء الدولة بإعتبارها الضامن الوحيد للشيعة وغيرهم من الطوائف كما أكدّ مراراً وتكراراً كل من المغيب الامام موسى الصدر والمرحوم الإمام محمد مهدي شمس الدين.

إقرأ أيضًا: بري والحريري وحزب الله الكويت
لم يحيد الرئيس بري عن الثوابت الصدرية وبقيّ صمام أمان وأمام في مشروع الدولة وقد حماها من السقوط في أكثر المراحل ويشهد له المخالف قبل المؤيد في ذلك وقد اجتمع عليه اللبنانيون كضمانة للبلاد والعباد حتى الدول الاقليمية والدولية تجد في الرئيس بري ضمانة شيعية لضمان لبنان دولة قائمة بمؤسساتها وهذا التزام واضح من قبل الأمين على الأمانة والتي لم يخالف صاحبها في أي خطوة من خطوات الاعتدال السياسي.
من هنا يحتشد الشيعة في 31آب من كل عام وقد تكون المناسبة الوحيدة واليتيمة الشاهدة على الكثافة الشيعية في حضور مهتم لا في قضية الإمام فحسب ولا في التأييد لحركة أمل فحسب و إنما كإنحياز لخط موسى الصدر المعتدل في الداخل والخارج وللرئيس نبيه بري المتمسك باعتدال الطائفة الشيعية لأن أمانة الإمام الصدر والعبء الذي يحمله الرئيس بري هو في المحافظة على طائفة غير متطرفة خاصة في زمن العصبية المذهبية والتي فتكت بالأمتين العربية والإسلامية وجعلتهم شعوباً وقبائل يتقاتلون بشراسة وعداوة لم تشهدها التجربيتين العربية والاسلامية من قبل حتى في زمن الفتنة بين المسلمين لم يكن قتالهم يحمل هذا المستوى وهذا الكم من الانتحار.
من المتوقع أن يكون 31 آب قيامة جديدة لحركة معتدلة قائدها إمام معتدل ورئيسها متمسك باعتدال طائفة مهما بلغت التحديات.