امتعاض وتذمر خلال زيارة حسين الحاج حسن لبلدته شمسطار هل بدأت حالة الإعتراضات في الوسط الشيعي جراء الاهمال والحرمان؟
 

تمهيد؛ قبل أن تبدأ حملة السبّ والتخوين والعمالة، نًسارع للقول بأنّ حزب الله ليس المسؤول الأوحد عن بعض الظواهر المشينة التي تسود المناطق الشيعية ،حيث الامرةُ والكلمة الفصل له، ذلك أنّ الحزب ما هو إلاّ جزء من منظومة سياسية نخرها الفساد بعد أن انتظم عقدها منذ أكثر من عشر سنوات (تاريخ الإنسحاب العسكري السوري متبوعاً بنفوذه) ، والحزب ذاته، وعندما يدلهمُّ الخطب في بعض الأحيان، وتتفاقم عمليات الخطف والسلب والتعديات، يصرخ مستغيثا ، شأنه شأن المواطنين الغافلين العاجزين: أين الدولة؟! 
أولاً: الشواهد، وشهد شاهدٌ من أهله...
الشاهد الأول هو الكاتب محمد نزال، ومن على صفحات الأخبار، التي طلب رئيس تحريرها من المعارضين الشيعة أن يتحسّسوا رقابهم، فيرفع الصوت ويضع الإصبع على جرح "مآسي الشيعة وتعتبرهم"، ويورد رواية فاضحة تهتزّ لها عروش أمنية في بلادٍ أنعم الله على أهلها بالامن والأمان، فقد تمّ الاعتداء على رجل أربعيني في ضاحية بيروت الجنوبية (وهو من جماعتنا طبعاً) بالضرب المبرح أمام طفلته وزوجته، حتى طفحت دماؤه على وجهه، ولم يجرؤ أحد على الاقتراب والمساعدة، أمّا حاجز الأمن الذي لا يبعد سوى أمتار، فقد أشار عليه بالهروب، مشيراً للجهة التي يمكن سلوكها.

إقرا أيضا: الشيعة المعترون يرزحون تحت البؤس والقهر رغم الانتصارات المظفّرة

الشاهد الثاني هو الوزير حسين الحاج حسن، فبعد عودته "المُظفّرة" من سوريا، واجه حشداً غاضباً في حسينية بلدته شمسطار، ذلك أنّ طريقاً فرعية ، لا تصلح للسيارات ربما، ولا يكلّف إصلاحها أكثر من واحد من ألف من مليارات الوزير باسيل المائية والكهربائية، أودت بحياة شابّتين في عمر الصبا، في حادث سير أليم، وعندما سأل عريف الحفل عمّا يفعله الوزراء والنواب لهذه المناطق المحرومة، غامزا من قضايا المخدرات وحبوب الكبتاغون، انتفض معالي الوزير، واعتبر نفسه معنيّاً بهذا التعريض، ولم يتمكن من الحديث بعد أن سادت القاعة موجة من الصخب والهياج، إلاّ أنّه اضطرّ للاعتراف بفضيحة ابن أخيه المتورط في قضية مخدرات، ومنّ على أهالي بلدته بأنّه قدّم لهم (بمساعدة حزبه) بئراً مائية، ولم ينته المشهد على خير، فقطع الوزير كلامه وانسحب غاضباً، ولعلّه كان أشرف له، لو أنّه استقال من مهامه الحزبية غداة الإعلان عن اعتقال ابن أخيه في جريمة مخدرات، وانصرف للمهام النضالية الكثيرة التي ينغمس فيها حزب الله هذه الأيام.

إقرا أيضا: الرئيس الحريري إلى الكويت... سيّدُ الحلماء

ثانياً: ما خفي أعظم...
هذا ما طفا على سطح الأحداث هذه الأيام، بعد أن طوت حوادث الزمان فضائح صلاح عزالدين المالية والتي طبّقت الآفاق، واكتشاف شبكات المتعاملين مع العدو الإسرائيلي، وأخبار تكدُّس الثروات عند بعض المتنفذين وأصحاب القرار، وكل هذا يدعو إلى وجوب القيام بمراجعات جدّية وصريحة وجريئة في سبيل عودة الجميع إلى حضن الدولة الأم والشرعية، والكفّ عن العبث بأمن المواطنين ولقمة عيشهم، والاهتمام بكل ما يبعث الطمأنينة في نفوس الناس ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم في بلدٍ سيّد حُرّ مستقل.