استعاد الجيش اللبناني السيطرة على المنطقة الثالثة الرئيسية على الحدود الشمالية الشرقية للبلاد المعروفة باسم جرود رأس بعلبك وجرود القاع، بعد تحريرها من يد مقاتلي تنظيم داعش المتطرف
 

سجل الجيش اللبناني تقدما في معركته التي تواصلت الأحد، مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شرق لبنان على الحدود مع سوريا.

ونشر الجيش صورة على موقعه الإلكتروني يظهر فيها الجنود وهم يلوحون بأعلام لبنان وإسبانيا في رأس بعلبك. واعتبر الصورة بأنها “تحية من قواتنا لضحايا هجوم برشلونة الإرهابي”، الذي أودى بحياة 13 شخصا الخميس الماضي.

ورغم تأكيد مدير التوجيه في الجيش العميد علي قانصو عدم تدخل أي طرف في معركة “فجر الجرود”، إلا أن حزب الله يصر على أنه أحرز تقدما في مواجهة التنظيم بصورة منفصلة في الجهة المقابلة في الجانب السوري من الحدود إلى جانب الجيش السوري.

وكان الناطق العسكري باسم الجيش العقيد الركن نزيه جريج قد ذكر في وقت مبكر الأحد، أن عملية “فجر الجرود” التي انطلقت فجر السبت مكنت الجيش من السيطرة على نحو 30 كيلومتر مربع أي ثلث المساحة التي كان يسيطر عليها الإرهابيون.

وقال إن “الجيش قتل 20 إرهابيا وتم تدمير 11 مركزا للإرهابيين تحتوي على أنفاق وخنادق اتصال وتحصينات وأسلحة مختلفة كما تم ضبط كميات من الأسلحة والذخائر والمتفجرات. أما خسائر الجيش، فلدينا 10 جرحى إصابة أحدهم حرجة”.

الحذر يهيمن على مخيم عين الحلوة
صيدا (لبنان) – استمرت الخروقات في الفترة الأخيرة لقرار وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة الذي شهد اشتباكات متقطعة حتى ساعات فجر الأحد، وسط اتهامات متبادلة بين طرفي الاشتباكات.

وارتفعت حصيلة القتلى في المخيم إلى 3 قتلى وأكثر من 17 جريحا، وسط تضارب الأنباء عن الحصيلة النهائية للاشتباكات، فيما لا يزال الحذر مسيطرا على محاور حي الطيرة والشارع الفوقاني.

ودارت اشتباكات بين قوات الأمن الفلسطينية والقوة المشتركة من جهة، ومجموعتي بلال بدر وبلال العرقوب المتطرفتين من جهة أخرى، في اليومين الماضيين، ما لبثت أن توقفت بعد اتصالات سياسية مكثفة لتثبيت وقف إطلاق النار.

وساد الهدوء الحذر الأحد، المخيم الواقع في مدينة صيدا جنوب لبنان بعد ليلة من الاشتباكات في الشارع الفوقاني امتدادا من سوق الخضار حتى محور الطيري،

وفق الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية.

وأصيبت بعض المنازل بالقذائف في أحياء الطيرة والبركسات والصفصاف وطيطبا واندلاع حرائق في بعضها الآخر، بحسب شهود عيان.

وحسب الوكالة، ترافق ذلك مع حركة نزوح كبيرة للأهالي بفعل اشتداد الاشتباكات وعدم التزام الطرفين المتقاتلين بقرارات اجتماعات القيادة السياسية الفلسطينية لوقف إطلاق النار الفوري واستمرت المعارك بين كر وفر بين طرفي النزاع حتى ساعات الصباح الأولى.

وعقدت القيادة السياسية الفلسطينية لمنطقة صيدا اجتماعا طارئا في مقر قيادة القوة المشتركة، وذلك في إطار لقاءاتها المفتوحة لمعالجة الأحداث في المخيم التي تتكرر بين الفينة والأخرى دون التزام حقيقي من كافة الأطراف.

وأصدرت القيادة بيانا شددت فيه على ضرورة “التثبيت الفوري لوقف إطلاق النار وتعزيز القوة المشتركة وإعادتها إلى مواقعها السابقة، والتأكيد على العمل الفلسطيني المشترك”.

وقبل بدء المعركة، قدر الجيش بنحو 600 عدد مقاتلي التنظيم وبنحو 120 كيلومترا مربعا المنطقة التي كان يسيطر عليها التنظيم في الجانب اللبناني. وتبلغ المساحة الإجمالية للمنطقة الجبلية التي كان داعش يسيطر عليها بنحو 300 كيلومتر مربع في شرق لبنان وفي سوريا.

وقال جريج “أما في الوضع الحالي، فتواصل وحدات الجيش تقدمها السريع تحت دعم ناري مكثف من المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطائرات، فيما تسجل حالات انهيار وفرار كبيرة في صفوف الارهابيين”.

وهي المرة الأولى التي يلجأ فيها الجيش اللبناني إلى سلاح الطيران نظرا لطبيعة المنطقة إذ يتحصن المسلحون في الجبال والمغاور.

ويحاول حزب الله حشر نفسه في المعركة لكسب نقاط معنوية في حربه على داعش وإظهار نفسه بمظهر قوة في دعمه المتواصل لجيش النظام السوري، وفق المحللين.

وأعلن الإعلام الحربي للحزب السبت أنه “مع انتهاء اليوم الأوّل من عمليات ‘وإن عدتم عدنا’، تمكّن الجيش العربي السوري ومجاهدو المقاومة الإسلامية من تحرير 87 كيلومترا مربعا من إجمالي المساحة التي يسيطر عليها داعش التي تقدر بنحو 155 كيلومترا مربعا في القلمون الغربي” في سوريا.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أعلن بداية الشهر الحالي أن توقيت إطلاق العملية ضد داعش في المنطقة الحدودية سيكون بيد الجيش اللبناني، مشيرا إلى أن الأخير سيقاتل من الجانب اللبناني فيما سيفتح حزب الله والجيش السوري الجبهة السورية.

ويأتي إعلان المعركة ضد داعش في شرق لبنان بعد نحو 20 يوما على خروج جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) من جرود بلدة عرسال اللبنانية في إطار اتفاق إجلاء تم التوصل إليه بعد عملية عسكرية لحزب الله استمرت ستة أيام.

وخرج مطلع هذا الشهر نحو 8 آلاف مقاتل ولاجئ سوري من جرود بلدة عرسال إلى منطقة واقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في سوريا. وغادرت الأعداد الأخيرة منهم الاثنين.

ولم يشارك الجيش اللبناني مباشرة في المعركة ضد جبهة فتح الشام، لكنه كان على تنسيق مع حزب الله.

وشهدت بلدة عرسال العام 2014 معارك عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلحين تابعين لجبهة النصرة وقتها وتنظيم داعش قدموا من سوريا. وانتهت بعد أيام بإخراج المسلحين من البلدة التي لجأ إليها عدد كبير من المدنيين الهاربين من الحرب في سوريا.