الكلام عن التنسيق هو سياسي أكثر من عسكري
 

"باسم لبنان والعسكريين المختطفين ودماء الشهداء الأبرار وباسم أبطال الجيش اللبناني العظيم"، أطلق قائد الجيش العماد جوزف عون عملية فجر الجرود، لطرد مسلحي تنظيم داعش من جرود رأس بعلبك والقاع. وبالتزامن مع عملية الجيش أطلق "حزب الله" والجيش السوري عملية "وإن عدتم عدنا" ضد "داعش" في القلمون الغربي من الجهة السورية، حيث انطلقت العملية في منطقة جرود القلمون الغربي من جهاته الثلاث، الشمالية والشرقية والجنوبية.

الهدف واحد للعمليات العسكرية، وهو طرد العناصر الارهابية من الجرود من الجهتين اللبنانية والسورية، وابعاد العناصر الارهابية عن جانبي الحدود، بينما هدف الجيش اللبناني، اضافة الى تحرير الجرود، هو معرفة مصير العسكريين المختطفين لدى "داعش".

التحضير قبل أسابيع

العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر اعتبر في حديث لـ"النهار" أن المعركة انطلقت في الوقت نفسه والكلام عنها ليس وليد الساعة بل عمره اسابيع، والجيش كان يستكمل كل الاستعدادات اللوجستية حتى تنطلق المعركة، فيما كلام السيد حسن نصرالله كان واضحاً في خطابه الاخير بأن المعركة ستنطلق من الجانب السوري ايضاً. إلا ان التأخير كان بسبب وجود 400 مسلح من عناصر سرايا الشام في الجرود، حيث انتظر الجيش انسحابهم لتبدأ العملية ضد التنظيم الارهابي.

وفرّق جابر ما بين التنسيق والتعاون، فالتعاون يعني ان تكون القوات متداخلة مع بعضها البعض، وهذا ما يرفضه الجانب الاميركي، بينما التنسيق يكون بين الاطراف كافة طالما ان أرض المعركة واحدة والعدو واحد، ومن يملك عقلاً من الطبيعي ان يطالب بالتنسيق لتفادي التصادم بين النيران الصديقة، مؤكداً أن ليس من الضروري ان تكون هناك غرفة عمليات مشتركة، ولكن التنسيق قائم وضروري، فظروف المعركة تفرض الاتصال بين الاطراف كافة، وهو ما حصل مع التحالف الدولي لضرب داعش في السنوات الاخيرة حيث كانت هناك اتصالات مع الجانب السوري لتفادي التصادم في منطقة عمليات الجو.

المعركة خاطفة

وعن ظروف المعركة، اكد جابر بأنها ممتازة وخاطفة بالنسبة إلى الجيش، حيث تم تحرير ما يقارب 80 كيلومترا من الاراضي المحتلة، وهو قادر على انهاء المعركة في وقت قصير، خصوصاً مع الاجماع الشعبي والسياسي غير المسبوق للقوى المسلحة. ووفق جابر، تم تحرير ما يقارب 90 كيلومتراً من الاراضي السورية، وهو ما يضيق الخناق على العناصر الارهابية ويضعف ورقة التفاوض، فالمعركة في نهاية الأمر وسيلة لتحقيق الاهداف المعلنة كتحرير الاسرى والاراضي في الجرود وابعاد الخطر التكفيري عن الاراضي اللبنانية.

من جهته، اعتبر المتقاعد نزار عبد القادر أن قيادة الجيش اكدت أن لا تنسيقَ ولا تعاون مع اي جهة في معركة تحرير الجرود، والعمليات منفصلة عن بعضها بعض، وليس هناك اي ارتباط حتى لو كانت العمليات تستهدف الهدف نفسه، مؤكداً أن انطلاق العملية من الجانب السوري في التوقيت نفسه هدفه سياسي اكثر منه عسكري لاجبار الجانب اللبناني على التواصل مع الجانب السوري والتنسيق معه، مؤكداً أن الجيش قادر على حسم اي معركة يخوضها من دون مساعدة احد.

ورأى عبد القادر أن الاتصال يمكن ان يتم بين الجانبين السوري واللبناني عبر وسائل عديدة لتجنب التصادم والنيران الصديقة، "فلا الجيش السوري هو عدو الجيش اللبناني ولا "حزب الله" هو عدو الجيش اللبناني بل العدو واحد وهو داعش".

وفي الوقت الذي تحتدم فيه المعركة، ويتقدم الجيش في معركته ضد الارهاب، اثبت الجيش بفضل دماء الشهداء والجرحى بأنه قادر على حسم المعركة، إلا انه كان يفتقد في الفترة الماضية الى المعدات العسكرية والغطاء السياسي لمعركته في تحرير الجرود والجنود الأسرى وابعاد الخطر عن الحدود اللبنانية، اكان بالتنسيق مع "حزب الله" او عدمه.