لا شك أن الفوز في هذه المعركة سترفع من أسهم الجيش اللبناني في العالم والجيش الأميركي يشهد على ذلك
 


بدأ الجيش اللبناني كما وعدت قيادته عملية عسكرية بإسم " فجر الجرود "  ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " في جرود رأس بعلبك والقاع والفاكهة  لتحرير المنطقة من قبضة عناصر التنظيم المتشدد وإستعادة أسرى الجيش اللبناني لديه.
وفي اليوم الأول من العمليات، كان ملفتا للنظر التكنولوجيا التي يستخدمها الجيش اللبناني والتنسيق بين الغرف والعمليات والميدان وإستخدام الطائرات للتصوير والقصف وغيرها من الأمور اللوجستية التي بفضلها إستطاع الجيش جعل الشعب اللبناني والعالم يعيشون لحظات المعركة بتفاصيلها وكأنهم يشاركون في أرض المعركة ما يعكس الشفافية والوضوح في أداء وأهداف الجيش اللبناني.
ولو أنه من المبكر الحكم على أداء الجيش من أول يوم إلا أنه لا بد من التنويه بالأداء الرفيع والمحترم للجيش في أول عمليات معركة " فجر الجرود " والتي أثبتت أن الجيش هو الصمام الأمان للبلد وقادر على حماية لبنان في حال توفر الإرادة السياسية.

إقرأ أيضا : بالصور والخرائط: مراكز محصنة داخل الكهوف...فجر الجرود تكشف أسلحة داعش ونقاط قوته وأوكاره

عناصر قوة الجيش في المعركة :

ويساعد الجيش في معركته اليوم عدة عناصر للقوة تسهم في تعزيز قدراته وسمعته وسط جيوش المنطقة.
فالإجماع الشعبي متوفر ومؤمن اليوم لمعركته ضد إرهابيي داعش كذلك الإرادة السياسية من جميع القوى السياسية في 8 و 14 آذار.
أضف لذلك، الإمدادات العسكرية والمساعدات الأميركية من قذائف ودبابات وذخيرة بحيث تحول مطار رياق إلى شبه قاعدة عسكرية لإمداد الجيش بما يتطلبه من معدات وذخيرة وتقريبا كل يوم تهبط طائرة عسكرية أميركية ممتلئة بالإمدادات العسكرية لتزويده بما يحتاجه وبالتالي مقارنة بمعركة نهر البارد لن يشعر الجيش بوجود نقص في الذخيرة وهذا ما سيرفع معنويات الضباط والعسكر ويجعلهم مرتاحون.
وتأتي معركة الجيش اليوم بعد معركة حزب الله في جرود عرسال وبعد حادثة وفاة بعد المعتقلين السوريين في ثكنات الجيش والتي أثارت بعض اللغط، لكن دعوة الجيش لفتح تحقيق سريع بالموضوع ساهم في إعادة ثقة الشعب اللبناني وخصوصا بعض المعترضين حينها بالمؤسسة العسكرية.

إقرأ أيضا : على ماذا تقوم خطّة الجيش لحسم المعركة مع داعش؟

 

 

أنظف جيش:

وخطوة التحقيق هذه يضاف إليها خطوة جديدة قام بها الجيش بالأمس من خلال فتح قناة إتصال مع مؤسسات حقوق الإنسان في العالم وتزويدهم بما يحتاجونه للتأكيد على مناقبية الجيش قيادة وضباطا وعسكرا في المعركة القائمة وهي خطوة لا تلجأ إليها عادة جيوش المنطقة العربية.
وما يساهم في خلق صورة جميلة لهذا الجيش هو عقيدته العسكرية الواضحة والمتمثلة في محاربة وصد أي خطر يهدد لبنان من دون التدخل في مجريات الحكم والسياسة، لذلك لم تسجل أي محاولة إنقلاب من المؤسسة العسكرية على المؤسسة السياسية في تاريخ لبنان بعكس معظم الأنظمة العربية وعندما يحصل أي خطأ من قبل عناصر أو ضباط في الجيش يبادر إلى فتح تحقيق فوري بالموضوع.
ولا نقول هذا من باب الإفراط بالوطنية أو عشق ظاهرة " الرنجر " وتقديسه فنحن لا نتبنى هذه الثقافة المتخلفة بل المراد من الكلام القول أن هكذا مؤسسة عسكرية في وضع غير طبيعي بلبنان حيث الفساد والمحسوبيات لا بد على الأقل أن ترفع القبعة لمناقبية الجيش وأخلاق عناصره وإنسانيته في التعامل مع أي عدو على الرغم من أننا نطمح بالمزيد في هذا المجال.

إقرأ أيضا : هذا ما كشفه مدير التوجيه في الجيش عن فجر الجرود
فهو عند هذا الحد وفي ظل هذه الظروف القاهرة يلبي نداء الوطن والشعب بالدفاع عن تراب البلد وحمايته من أي خطر وواجب على كل الشعب اللبناني الإلتفاف حوله ومساندته في معركته ضد الإرهاب.
ولا شك أن الفوز في هذه المعركة سترفع من أسهم الجيش اللبناني في العالم وأكثر من عبر عن ذلك هم ضباط أقوى جيش في العالم " الجيش الأميركي " الذين مدحوا الجيش وجهوزيته وقوته وعزيمته ووصفوه بأنه من أقوى الجيوش.
ويدرك الجيش اللبناني أن القوة ليست كافية لكي يكون ذات مناقبية عالية بل الأخلاق وحسن التعامل والسلوك وهو ما يمارسه عناصر الجيش يوميا لذلك ليست مبالغة أن نقول أن الجيش اللبناني اليوم هو أقوى وأنظف الجيوش في المنطقة.