إنها الضريبة مجددًا التي يدفعها لبنانيون في غربتهم
 

كأنّما كُتب على اللبنانيين أن يلاحقهم الإرهاب، حتى وهم في بلاد الغربة، فمن هرب منهم طلبًا لحياةٍ مستقرة، لحق به الموت إلى حيث هاجر بحثًا عن لقمة عيشه. 
من جمهورية بوركينا فاسو جاء الخبر، 3 لبنانيين قضوا في الهجوم الإرهابي الذي إستهدف مطعمًا تركيًا مساء الأحد في 13 آب؛ هم أحمد البلي (33 عامًا) إبن طرابلس، محسن فنيش (34 عامًا) إبن معروب قضاء صور، وزوجته الكندية الأصل تامي شن التي كانت حاملًا في شهرها السادس.

إقرأ أيضًا: هناء ضحية جديدة من ضحايا هيستيريا الرصاص الطائش
حكايتان من الغربة إنتهتا في هجومٍ إرهابي في عاصمة بوركينا فاسو، واغادوغو:
"محسن فنيش وزوجته تامي شن"
محسن فنيش (35 عامًا) اللبناني السنغالي الجنسية، هو من قرية "معروب" قضاء صور في الجنوب اللبناني، كان محمد قد غادر لبنان مع عائلته المستقرة في السنغال منذ أكثر من 32 عامًا، وعمل منذ 3 سنوات " في أحد أكبر المتاجر في بوركينا فاسو".
تزوج من الكندية Tammy Chen  (34 عامًا) منذ عام ونصف العام، وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، أن "شن" كانت تعد أطروحة دكتوراه عن المرأة والفقر ببوركينا فاسو "البلد الذي كانت تعشقه".
"أحمد البلي" 
فُجعت مدينة طرابلس بمقتل أحمد البلي (33 عامًا) المقيم في بوركينا فاسو منذ 15 سنة، وكان يدير مطعمًا أسسه شراكة مع لبناني آخر مهاجر هناك، يُقيم مع زوجته التي اقترن بها منذ 7 سنوات، وله منها ولدان.
ليل الحادثة، لم يتعشى أحمد في مطعمه، راغباً في التنزه وزيارة مطعم "عزيز اسطنبول" التركي، ذلك المطعم الأخير الذي قصده في حياته، والذي قضى فيه ضحية تفجير إرهابي.

إقرأ أيضًا: جريمة مروعة في مصر هكذا قتل اللبناني توفيق
ها هم اللبنانيون يدفعون  ثمن غربتهم، وتذرف دماؤهم بحثاً عن حياة بعيدة عن أرض الوطن، وعن مستقبل باهر، حيث المستقبل مفقود في لبنان.
ولعل أول عبارة يقولها اللبناني في لبنان لدى سماعه بكارثة في مكان ما "أكيد في ضحايا لبنانية"، وكأن القدر يطبق هذه العبارة، ليلاحق اللبناني إلى آخر الدنيا، إلى أبعد نقطة على الكرة الأرضية، ليقتله ويجعله ضحية وبعد أيام ينسى، وتبقى الحسرة في قلوب ذويه المفجوعين.