إيران تلعب على تناقضات المنطقة العربية وعلاقات مستجدة مع قطر على خلفية الأزمة الخليجية فهل تستطيع إيران استدراج قطر إلى محورها؟
 

رغم تدخل إمارة الكويت الجاد لإيجاد حل لها أو على الأقل لتخفيض منسوب حدتها فإن الأزمة القائمة بين قطر من جهة والسعودية ومعها دولة الإمارات العربية والبحرين ومصر من جهة ثانية مرشحة للتفاقم وفي أحسن الحالات للمراوحة مكانها وذلك على خلفية اتهام هذه الدول لإمارة قطر بدعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لكل منها. 
فالسعودية تتهم حكومة قطر بدعم الجماعات الإرهابية في المنطقة ومما قاله السفير السعودي في واشنطن الأمير خالد بن سلمان: أعتقد أن سياسات قطر تشكل تهديدا لأمننا الوطني خصوصًا عندما تتدخل في سياساتنا الداخلية وتدعم المتطرفين وتابع دعموا في سوريا التنظيمات التابعة للقاعدة وبعض الميليشيات الإرهابية في العراق ونأمل بأن تتوقف قطر عن دعم الإرهاب والتطرف، وأضاف قد يكون هنالك أشخاص كثر من بلدان مختلفة يدعمون الإرهاب غير أن المشكلة في قطر تكمن في أن الحكومة هي التي تمول الإرهاب. 

إقرأ أيضًا: الدولة هي الخاسر في معركة الجرود
وفي محاولة لرأب الصدع بادرت الكويت لإحياء وساطتها وقد سلم وزير الخارجية الكويتي يرافقه وزير الإعلام رسائل خطية إلى عاهل البحرين وإلى نائب رئيس دولة الإمارات وإلى سلطان عمان بعد زيارات قصيرة إلى الدول الثلاث، وكان المبعوث الكويتي سلم رسائل خطية إلى الملك السعودي وإلى الرئيس المصري وتحفظت الكويت بالكشف عن فحوى الرسائل. 
لكن حتى اللحظة لم تتضح أي بوادر إيجابية لحل الأزمة في ظل تشدد الدول الأربعة على ضرورة إلزام قطر بتنفيذ المطالب الثلاثة عشر التي فرضتها عليها مع رفض الدوحة للتنفيذ وتأكيدها أنها تتعلق بسيادتها، ويشار هنا إلى أن الوساطة الكويتية تجددت بالتزامن مع وصول موفدين أميركيين إلى الكويت في محاولة جديدة للدفع بحل الأزمة.

إقرأ أيضًا: معركة الجرد جزء من الأجندة الإيرانية

هذا المشهد الخليجي المتأزم والمربك أغرى الجارة إيران ودفعها للإستفادة من هذه النزاعات والخلافات العربية - العربية حيث كشفت الحكومة الإيرانية التي تتعرض لحصار اقتصادي منذ عقود بسبب سياساتها التوسعية عن عزمها لإقتناص أكبر عدد ممكن من الفرص التجارية مع قطر التي تتعرض لعزلة قاسية من الدول الأربعة  السعودية والإمارات والبحرين ومصر جراء الحصار الإقتصادي والتجاري الذي فرضوه عليها والمتزامن مع تفاقم انحسار الثقة بالإقتصاد القطري حيث خفضت وكالة موديز الدولية نظرتها المستقبلية للنظام المصرفي القطري من مستقرة إلى سلبية. 
ونقل عن السفير الإيراني لدى قطر محمد سبحاني قوله أن الفرص مناسبة للغاية لتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي بين طهران والدوحة، ودعا السفير إلى استغلال المجال الجوي المشترك مع قطر والحدود البحرية بالقول: توجد فرص مناسبة للغاية من أجل رفع المبادلات التجارية بين البلدين. 

إقرأ أيضًا: سعي سعودي لعودة العراق للحضن العربي
وفي هذا السياق يرى محللون أن تلك العلاقات بين إيران وقطر تمثل زواج مصلحة مؤقت بين دولتين تعانيان من عزلة دولية وأن طهران تستغل الأوضاع التي تعاني منها الدوحة لتقديم مسكنات اقتصادية مؤقتة. 
وأكد هؤلاء المحللون أن اندفاع طهران باتجاه قطر قد يفاقم الأزمة القطرية مع جيرانها سيما وأن علاقات قطر مع إيران تشكل أحد أبرز أسباب الأزمة. 
وبموازاة اندفاع قطر للإرتماء في الحضن الإيراني تسعى تركيا لإستغلال أزمة الدوحة لتأمين البدائل للسوق القطرية بعد إغلاق الحدود والمنافذ البرية والبحرية والجوية للدول الأربعة المقاطعة. 
وكان وزير الإقتصاد التركي أشار الأسبوع الماضي إلى أن هناك رغبة مشتركة بين تركيا وقطر وإيران في نقل الصادرات التركية إلى قطر برا عبر الأراضي الإيرانية وأكد أنه سيناقش الأمر في إيران. 
أزمة قطر مع الدول الأربعة دخلت في النفق المظلم ولا يبدو ما يشير إلى احتمال إيجاد حلول لها في المدى القريب ما يفسح المجال لإيران لإستغلال هذه الأزمة وفتح باب التجارة مع الدوحة على مصراعيه باغراق الأسواق القطرية بالصناعات والمنتوحات الإيرانية المحظور تصديرها إلى معظم الأسواق العالمية على قاعدة مصائب قوم عند قوم فوائد.