يُتعب فريق الممانعة قواه المتحركة والثابتة كيّ يُظهر أن النظام السوري بخير ولا تشوبه شائبة ولا تعتريه مصيبة من مصائب الدهر
 

يُنهك محور المقاومة قدراته لعودة لبنان إلى سورية طالما أن سورية لم تعد تستطيع العودة إليه لا من شُباك الحروب الداخلية ولا من الباب الأميركي طالما أن النظام قد أصبح في خبر كان والحرب قد آكلت دوره ولم يعد باستطاعته الوقوف على رجليه من الشام إلى القامشلي .

إقرأ أيضا : الجديد في حكومة روحاني إقصاء الحرس وتعيين وزير الدفاع من الجيش
ويُتعب هذا الفريق قواه المتحركة والثابتة كيّ يُظهر أن النظام السوري بخير ولا تشوبه شائبة ولا تعتريه مصيبة من مصائب الدهر وهو كما كان قوّة ممانعة وسنداً لظهر المقاومة ويتصرف بطريقة طبيعية وكأن سورية بخير وأن الأسد متعاف ولا يئن وهو قلب النظام وحزب الدولة .
لا أعرف ماهية السياسة التي تدفع بهذا المحور إلى بذل كل شيء حفظاً لوهم ثمّة إستحالة لإسترداده من الغيب والمجهول ومع ذلك يوفر له الفرص كيّ يبقى حيّاَ وحاضراً وهو ما يخالف منطق التاريخ وتجربته التي أسّست لنتائج  شبه حتمية كيّ لا نغالي ونُبقي على الإستثناء واقفاً على هامش القاعدة التاريخية .

إقرأ أيضا : مآتم المجاهدين في الجنوب والبقاع، وأعراس باسيل في جبيل
يُريد هذا المحور جعل لبنان على تماس مع السياسة السورية لتأكيد نجاعة خياراته وفذاذة تجربته وصوابية أهدافه في المرمى الإقليمي على عكس المحور الآخر الذي وقع في حفر مواقفه البائسة واليائسة وخسر كل رهاناته ولم يبق في يده ما يراهن عليه خاصة و أن أميركا " خسرت " و"فشلت " و"سقطت" و"هربت" ولم تعد بقادرة على تحمل المزيد من الهزائم في منطقة الشرق الأوسط التي حصد انتصاراتها محور يضيق ويتسع بحسب ما يرتئي خطباء الممانعة .
في المقابل لا يوجد مقابل المقابل أحد فجماعة 14 آذار ماتت منذ زمن ولا أحد يقرأ على قبرها سوراً من الذكر الحكيم ولا أحد يقرع في ذكراها جرس كنيسة وما تبقى منها مجرد مستلحق في عملية سياسية لا قدرة له فيها على المخالفة مخافة أن يفقد السلطة ويعود مجدداً للبكاء عليها .
ومع هذا يصر محور الممانعة على وجود محور بوجه محوره وكأن صناعة العدو أحد طرقه للإستمرار في البقاء مع أن هذا العدو المصنوع أو المصطنع لا حول له ولا قوّة وهو لا يستطيع إيذاء نملة من جماعة 8 آذار وهو مسالم ومستسلم وأكثر ما يمكن أن يفعله ثرثرة سياسية لا تقدم ولا تؤخر في السياسة المحلية .

إقرأ أيضا : بالتفاصيل: هذا ما كشفه والد أحد ضحايا منى بعلبكي
أمس ذهب وزراء إلى سورية لملاقاة النظام ولإرسال صورة إلى من يهمه الأمر بأن لبنان وسورية على قلب واحد من الإرهاب وأن التعاون المشترك سبيل للتخلص من الإرهاب الذي تحاربه أميركا والذي يزعجها ويزعج الغرب لدفع الإدارة الأمريكية إلى تبني موقف بقاء النظام السوري وهذا ما سيُسعد اللبنانيين المحتشدين خلف محور مقاومة الإرهاب بعد أن أصبح لبنان الرسمي جزءًا رئيساً ورأس حربة في مواجهة ومقاومة النصرة السورية وهي الفصيل الأساس في المعارضة السورية .
لم يستطع رئيس الحكومة مسك قرار الحكومة في مسألة خلافية فبعد أن كان لبنان الحكومي محايداً في وعي الحرب السورية أصبح مقاتلاً داخل حساباتها وهذا ما كرّس سياسة واحدة لا مجال لسياسة أخرى في لبنان وعلى من يرى نفسه بعيداً عنها في القول فقط في حين أنه يمشي خلفها بالفعل أن يلتحق بها قولاً أيضاً ما دام قوله لا يُبكي ولا يُضحك وهو مجرد طنين  كطنين ذكور النحل .