منذ حوالي أسبوع، وبعد 8 سنوات، تحرّك رئيس الهيئة العليا للتأديب مروان عبود لعزل رئيسة قسم الصيدلة في مستشفى رفيق الحريري الحكومي منى بعلبكي، بتهمة التسبّب بوفاة مرضى سرطان، بينهم أطفال حيث كانت تستبدل الأدوية الخاصة من وزارة الصحة بأدوية منتهية الصلاحية، وتعمد إلى بيع الادوية الصالحة لتحقيق أرباح مالية هائلة.
علمًا أن التحقيقات في هذه القضية إستغرقت 8 سنوات، ليصدر قرار بعزل المُتهمة من الوظيفة العامة، بعد أن إستمرت في مزاولة مهنتها مدة خمس سنوات إضافية، رغم إحالة ملفها إلى التفتيش المركزي والنيابة العامة التمييزية، وهي التي استقالت منذ سنتين فقط، وغادرت البلد دون أن يتحرك القضاء ويوقفها.

إقرأ أيضًا: فضيحة البعلبكي: ابحثوا عن أسماء المتورطين وارتباطاتهم السياسية
ومن بين ضحايا البعلبكي الشاب زياد الذي توفي زياد علي قعيق ويقول والده على صفتحه الشخصية "فيسبوك": "اليوم انكشفت عندي حقيقة مافيا الدواء ماذا تعني وخاصة دواء السرطان، عندما يتأمر الطببب والصيدلي ومدير مكتب وزير الصحة بالتأكيد نيابة عن وزيره على مريض السرطان ليسرقوا دوائه الذي تبلغ قيمته ستة ملايين ليرة لكل جرعة كل واحد وعشرون يومًا وليعطونه دواء مزيف من بودرة الأطفال ومعه سائل من المياه على أنه دواءه الكيميائي (أنا أحد الذين وقعت فريسة هذه العصابة بإبني الذي كان يبلغ إثنين وعشرين ربيعًا عندما سمعت مقابلة لوزير صحة سابق إسماعيل سكرية وهو يشرح كيف يبدلون الدواء ببودرة الأطفال ومن كان مشترك بهذه الجريمة وكيف صدر أحكام قضائية بحق أصحاب مستشفيات وأطباء ولم يستطع القضاء أن يطبق أحكامه بسبب تدخل السياسيين الحاميين لهذه المافيا وعندما ذهبت إلى الدكتور رهيف جلول المعالج لأبني والمذكور الأحرف الأولى من إسمه مع منى بعلبكي قال لي لايوجد أي جهة قادرة على كشف الدواء المزور واذا عندي مصاري جيب دواك من الخارج عندها سلمت أمري وإبني الى الله وتابعت علاجه على امل شفائه ولكن القدر شاء أن يأخذه وهو بعمر الثالث والعشرون ربيعًا. 
علمًا أني كنت اتي بالدواء لإبني من وزارة الصحة وسلمه للصيدلية قبل يوم أو يومين من موعد علاجه وآخر جرعتين لم أستطع تأمينهم من وزارة الصحة اشتريتهم على حسابي بعد أن بعت فان كنت اشتغل عليه لأعيل عائلتي، (اناشد كل من كان له مريض في تلك الفترة ان نتجمع لنؤلف مجموعة لرفع دعاوى مشتركة بحق هذه المافيا ومن يغطيها. من سنة 2006 -  وما بعد لمن يهمه الأمر التواصل معي لتأليف لجنة متابعة لتحصيل حقوق أهلنا وأولادنا".

إقرأ أيضًا: جديد قاتلة مرضى السرطان.. أمير يتدخّل بقضيتها
منى بعلبكي هذا الإسم سيحفظه اللبنانييون لفترة طويلة، فالسيدة بعلبكي بطلة مسلسل رعبٍ وقعت أحداثه في مستشفى رفيق الحريري الجامعي ببيروت، وتدفع ثمنه اليوم عائلات بأكملها.
فهي لم تعايش الوجع ربّما، لا تعرف معنى أن يبكي طفل أمّه أو أباه، أو أن يفقد أهل طفلهم وزوجةٌ زوجها، لا تعرف فداحة الموت وألم الفراق، لا هي ولا السياسي الذي يدعمها والقاضي الذي أهمل ملفها ثمان سنوات، وتبقى الكلمة الاخيرة للقضاء البناني للكشف عن كامل ملابسات القضية والمتورطين فيها.