أكد الرئيس أمين الجميل في مداخلة عبر NBN ردا على سؤال عن مصالحة الجبل أننا "عشنا هذه المصالحة بضميرنا وقلبنا، ودفعنا ثمنها دما غاليا".

وقال: "بدأت المصالحة يوم عدت من المنفى حيث التقيت وليد جنبلاط، وكان هناك اتفاق على مسار هذه المصالحة، وتبادلنا الزيارات في بكفيا والمختارة، ووقعنا على وثيقة أسست لبداية المصالحة في الجبل".

أضاف: "ان البطريرك نصرالله صفير دخل بعد ذلك على الخط مشكورا، كذلك لقاء قرنة شهوان، وانصبت كل الجهود يومها على بلسمة جراح الجبل وطي صفحة الماضي وفتح صفحة مشرقة في تاريخ لبنان. شعرنا ووليد بك بخطورة الوضع، وأدينا هذا الواجب بالتعاون مع غبطة البطريرك صفير، الذي توج هذا المسار، ولفت الرئيس الجميل الى ان البعض أراد اختزال الحدث الذي كان غائبا عنه، كما يختزل الشهداء والاحياء والتاريخ والجغرافيا، وهذا البعض اعتاد هذا المنحى وتغييب المشاركين الحقيقيين في المصالحة وخصوصا، كما نذكر، فان قيادة القوات اللبنانية كانت مغيبة يومها لاسباب معروفة".

وأكد ان" رئيس الجهورية العماد ميشال عون يمضي الصيف في بيت الدين، ومن الطبيعي أن يزور بيت الدين"، معتبرا أنه "شارك في قداس راعوي لا أكثر"، لافتا الى "غياب وليد جنبلاط عن المشاركة".

وإذ أعرب عن سعادته "لهذه المصالحة التي تتكرس أكثر فاكثر، أكد ان هذا الحدث لا يمكن اختزاله بمناسبة هزيلة كالتي حصلت"، وأضاف: "نحن لا نتوقف عند المظاهر الفولكلورية، التي لا تعزز المصالحة وتكرسها فيما نعمل، ليل نهار، لترسيخها مع ابناء الجبل، وكنا نتمنى ان يشعر الجميع بالمسؤولية الوطنية والتاريخية والوجدانية لئلا نعود الى الوراء".

أضاف: "انني على قناعة أن المصالحة هي حصرمة في اعين كثيرين يحاولون تفشيلها، وكل همنا ان نتقارب اكثر فاكثر ليس في الجبل فقط انما على صعيد كل لبنان ، في وقت نرى كل من حولنا يغلي والحدود تتبدل كما الكيانات، ولبنان ليس في منأى عن ذلك. المطلوب اليوم وقفة وجدانية حتى نحافظ على الحدود والكيان، بوحدة وطنية تحصن البلاد من كل المخاطر".

وقال: "إننا على تواصل مع النائب وليد جنبلاط، وهذا التواصل يحصل في أكثر من ظرف في قضايا اجتماعية أو غيرها، مؤكدا ضرورة ترسيخ وحدة الجبل، وكذلك وحدة لبنان لأن وحدة لبنان تتأثر بوحدة الجبل".

وفي ما يتعلق بالانتخابات وتجيير المصالحة لغايات انتخابية، تمنى الرئيس الجميل أن ننتهي من هذا التصرف "الذي لا يشرف من يقومون به، فالانتخابات يجب ألا تصرفنا عن القضايا الاساسية، لأن الشعب ليس غبيا ومدرك تماما لما يحصل"، مشددا على أن "الأهم لدينا انقاذ البلد، وعدم التلهى بالقشور بل توحيد الرؤى والأهداف لإنقاذ الوطن، لأنه ليس في أفضل حالاته لا على الصعيد الاقتصادي ولا على الصعيد الاجتماعي أو السياسي ولا على صعيد الحفاظ على الدستور والمقدسات الوطنية".