يُوجّه الجيش رسالة قوية ومطمئنة في الوقت نفسه، فمشاهد راجمات الصواريخ والمدفعية التي تدكّ معاقل «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك باتت أكبر دليل على ما قد تحمله الأيام المقبلة.
 

تُعتبَر الحرب الاعلامية سلاحاً يوازي السلاح العسكري، وهي ضرورة لخوض كل المعارك وتهيئة الأجواء. وقد واجه الرئيس الاميركي السابق جورج بوش مشكلة عندما رفض بعض المنتجين الاميركيين في هوليوود إنتاج أفلام ترويجية لاجتياحه العراق عام 2003.

في موازاة هذا المشهد القديم، يواجه الجيش اللبناني حرب تنظيرات غير مسبوقة من قلّة قليلة في حين أنّ الشعب يقف معه في مواجهته المقبلة.
وبالنسبة إلى القيادة العسكرية وضباط الجيش وعناصره، فإنّ هذه الحرب أكثر من ضرورية وتشكّل محطة مهمة في روزنامة الجيش ومسيرته.

أمّا الاسباب التي تجعل القيادة تدرس كل خطوة بخطوتها، فهي عدة، إذ على مقدار صعوبة المعركة فإنّ طعم الانتصار سيكون غالياً لأسباب عدة أبرزها:

أولاً، لا يواجه الجيش تنظيماً عادياً او مجموعة صغيرة امتداداتها محدودة، وإذا انتصر فهو سينتصر على أكبر قوة ارهابية في العالم في القرن 21.

ثانياً، سيدخله هذا الانتصار في نادي الجيوش الكبيرة على رغم صغر عديده مقارنة بجيوش المنطقة، وستحتلّ كل نشرات الاخبار العالمية أخبار هزيمة «داعش» على يد الجيش اللبناني وتحريره المناطق التي كانت تحتلها.

ثالثاً، يعتبر هذا الانتصار مهمّاً للداخل، فبعد صفقة جرود عرسال بين «حزب الله» و»جبهة النصرة» بات الجميع يتحدث عن دور الجيش، فيما الانتصار على «داعش» سيضع الجميع امام مسؤولياتهم في دعم الجيش.

رابعاً، ستُسقط هذه المعركة مقولة إنّ «جيشنا ضعيف»، فكيف يكون ضعيفاً من هو قادر على إلحاق الهزيمة بأكبر قوة ارهابية في العالم؟

خامساً، سيخوض الجيش معركة في منطقة جبلية، وهذا اختبار جديد له، هو الذي خاض حرب نهر البارد في منطقة محصّنة شبيهة بالمدن.

وفي حين يترقّب الجميع بداية المعركة، يؤكد مصدر عسكري رفيع لـ»الجمهورية» أنّ الجيش اللبناني سيخوض المعركة في جرود القاع ورأس بعلبك متسلّحاً بإرادة عناصره وتصميمهم على دحر الارهاب، وبدعم أهالي البلدتين وجميع اللبنانيين الذين يؤيّدون عسكر بلادهم وأثبتوا في كل المراحل أنهم مع الجيش ورهانهم عليه، وهو لن يخيب ظنهم.

وبينما يزداد الكلام عن تنسيق مع النظام السوري، يجزم المصدر: «نقولها للمرة المئة بعد الألف، لا تنسيق مع أحد، لا تنسيق مع الجيش السوري ولا تنسيق مع «حزب الله»، وقيادة الجيش وحدها تملك القرار وتتحدث باسم الجيش، ولا أحد يعلم بكواليس المعركة سوى من يديرها».

ويشدّد المصدر على «أنّ الجيش أقوى ممّا يتصوَّرون، والبعض يحاول أن يُظهره بمظهر الضعيف والمحتاج للمساعدة، وهذا بعيد كل البعد عن الواقع، وعندما تنطلق الرصاصة الاولى للمعركة ضد «داعش» سيكتشف الجميع أننا قادرون على فعل ما عجزت عنه أقوى جيوش العالم».

يؤكد الجيش أنه على مقدار آمال اللبنانيين، ويجب على الجميع ألّا ينسى تضحياته، إذ انّه في الأساس من الشعب، ويحظى باحتضانه، وسيسقط كل المقولات التي تشكّك بدوره. فهو مثلما قادر على دحر «داعش»، سيواجه كل الاخطار المقبلة على لبنان.