لن أغادر أو أرحل سأبقى خلف النعش أزيل بالإزميل مسامير السماسرة واللصوص والتجّار والباعة ممن جعلوا الهيكل سوق نخاسة
 

صورة بدون تعليق ...

محمول وهو مرتفع وما في النعش شهيد بل جثة أحد الحاملين فالشهداء لا يسكنون النعوش ولا يضمهم قبر وإن كانت أقدامهم في الأرض ورؤوسهم تلامس عرش السماء السابعة فهم رُسُلُ سلام وإن حملوا سيوف موت وقتل لأنهم يصنعون ما عجز غيرهم عن صنع سلام ما بعد حروب دفنتهم ودفنوها .
منذ زمن ونحن نشيع الشهداء لم نتعب ولن نتراجع وبقينا واقفين على أكتافنا نطوف أينما طافت بنا الشهادة التي أحاطتنا و أحطناها وباتت هويتنا غير الضائعة حتى في زمن الضياع عندما عمت فتن وهبّت رياح سوداء طالما قررّ المُقررون وسيلة نجاتنا من الحياة بسفينة الموت .

إقرأ أيضا : رسالة إعتذار من شيخٍ مَريد إلى شيطانٍ رجيم !
لم يخلع أحد كفناَ ألبسنا إياه ملك الموت قائدنا الفذّ وحاكمنا الذي أمده الله بحياة لا مساس له بها و أهداه أعمارنا ليطيل بعمره الشريف كونه عملة نادرة وجبلة كريمة اصطفاه الخالق على كافة مخلوقيه ومنحه لم يمنح أحداَ من البشر الذين خلقهم من بول بعير وخلقه من نطفة أمشاج من ماء معين .
حماه الله من كل مكروه و أبقاه حيّاَ و أماتنا نحن عباده المبتلون ببلاءات الدين والدنيا واختار آخرتنا كيّ نحتسي خمراّ مباحاّ وعسلاّ ولبناّ وما نشتهي مما سئم القادة والملوك والأمراء وروّاد الثورات وحركات التحرر من رهبان أميركا اللاتينية إلى زنوج أفريقيا وصولاّ الى النصرة والقاعدة وداعش وما بعد داعش وما قبله من سفراء الله الى أبنائه الأنجاس .

إقرأ أيضا : نشوة عرسال الكاذبة: المشنوق يواجه السلاحَ وحيداً
كلنا حملنا نعوشنا العائدة وبكينا حتى الضحك وحثثنا التراب على وجوه الكاذبين ممن يهابون الشهادة ويمدحون الشهداء ولأوّل مرة كان التشيع لبنانيّاَ فجميع اللبنانيين وقفوا ومشوا ورشوّا الأرز والورود وآذنوا وقرعوا أجراس الكنائس حتى الزعماء المباركون باركوا هم وفقهاؤهم الذين أفتوا وصلوا صلاة الوحدة وأطبقوا أفواه الفتن ما ظهر منها وتركوا ما بطن لضرورة قادمة .
حيّا الله من أحيا أمر الشهداء من الجرود الى القرى من أناس بسطاء وآخرين أذكياء يحثون من فاتهم الدور أن يعودوا اليه كيّ يكونوا قاب قوسين من قوس الرحمن فيشرقون من قبورهم ويتلألأون فيشعون من ظُلم وظلام ونحن سنهتف لهم ونصفق ونقرأ ما تيسر من سور ومن أذكار لتصلهم باكراَ قبيل يوم الحساب .
أشهد وأن المتسربل ثوب الشهادة أني غير متعب من حمل نعش الوطن هذا الطائر الغريب فوق قباب القبور والقصور ومازلت قادراَ على التطوف في أكناف كعبة قديمة مليئة بأصنام لا تؤكل بل تأكل ما فينا من بقيّة كرامة .لن أغادر أو أرحل سأبقى خلف النعش أزيل بالإزميل مسامير السماسرة واللصوص والتجّار والباعة ممن جعلوا الهيكل سوق نخاسة .