تتداول اوساط متابعة معطيات تشير الى ان موعد بدء المعركة الثانية في الجرود اقترب جدا وان ثمة مفاجآت ستشهدها
 

لم تقتصر اهمية اليوم الحار الطويل الذي شهدته جرود رأس بعلبك والقاع الفاكهة امس على القصف الكثيف الذي تولته آلية الجيش الثقيلة على مختلف نقاط انتشار مسلحي تنظيم داعش الارهابي بل تجاوزت ذلك الى دلالات ابعد تتمثل في فرض الجيش اللبناني لمعادلته الميدانية منفردا من دون أي شراكة . ويمكن استخلاص جملة رسائل وخلاصات أفضى اليها اليوم التمهيدي لمعركة الجرود الثانية تبدأ اولا بان الجيش قام امس باعنف هجوم مدفعي وصاروخي استباقي لمعركة تحرير الجرود اللبنانية من تنظيم داعش اذ تكثفت منذ ساعات الصباح الباكر موجات القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مواقع التنظيم المتحصن في جرود رأس بعلبك والفاكهة والقاع موقعا في صفوفه إصابات مباشرة بين قتلى وجرحى واليات . وهو قصف أدى رسالته النارية الاساسية لجهة إفهام التنظيم الارهابي بان موعد الهجوم عليه قد اقترب جدا وان قرار تحديد الساعة الصفر قد يكون اتخذ ضمنا وان وتيرة القصف التصاعدي هي المؤشر الميداني الحاسم على ان طبول الحرب الحاسمة بدأ تقرع . وهو امر يكتسب اهمية لجهة وضع داعش امام اختبار اللحظة الاخيرة فإما تبدأ التفاوض من حيث يطالب الجانب اللبناني بكشف مصير العسكريين التسعة المخطوفين لدى داعش ومن ثم التفاوض على انسحاب التنظيم من الجرود اللبنانية الى البادية السورية واما الاستعداد للمعركة الحاسمة . اما الرسالة والدلالة الثانية البارزة فتتمثل في الإعلان الواضح والصريح للجيش بانه صاحب القرار والقدرة الحصريين في هذه المعركة من دون اي شريك خارجي آخر . اتخذ هذا البعد دلالة مهمة لجهة نفي مزاعم صحافية عن تنسيق بدأ بين الجيشين اللبناني والسوري مباشرة حول معركة الجرود الثانية . ومع ان النفي استهدف هذه المزاعم فان الجانب الاخر من الرسالة كان بارزا لكونه يأتي غداة تشديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على التنسيق الثلاثي في المعركة المقبلة بين الجيش والحزب والجيش السوري . وقد نقلت وكالة رويتزر عن مصدر عسكري ان الجيش لديه من القدرة العسكرية ما يمكنه من مواجهة داعش وهزيمته من دون اي دعم اقليمي او دولي . واذ أوضح ان المعركة لم تبدأ بعد اشار الى ان القصف العنيف امس الذي أدى الى سقوط قتلى وجرحى في صفوف التنظيم الارهابي هو روتيني ، وجزم المصدر نفسه بان الجيش اللبناني لن يتعاون مع الجيش السوري في قتاله ضد داعش لافتا الى ان الجيش سيواجه داعش في الجانب اللبناني بينما الجيش السوري وحزب الله سيهاجمانه من الجانب السوري .  


 في أي حال تتداول اوساط متابعة معطيات تشير الى ان موعد بدء المعركة الثانية في الجرود اقترب جدا وان ثمة مفاجآت ستشهدها لان حسابات اطلاق هذه المعركة تختلف عن تلك التي شابت معركة جرود عرسال خصوصا ان الجيش اللبناني وحده معني هذه المرة ومن غير الوارد ان يخرج الجيش من المعركة الا بما يوازي الاجماع اللبناني على دوره وقدرته . ولاحظت الاوساط ان الجيش نجح في حجب كل ما يجب حجبه لجهة التحضيرات للمعركة بدليل كثافة الارباكات الاعلامية والسياسية التي تسابق المعركة ولا تعكس دقة في معرفة معطياتها الحقيقة السرية .