إستئثار حزب الله بإنجاز تحرير الاسرى، وهذا التبجح الدائم والمستمر بإيران والاسد يؤكد التبعية العمياء لكل ما هو خارج الوطن والدولة والسيادة
 

نشاطر الأسرى وأهاليهم فرحتهم بالعودة إلى حضن الوطن بعد مسيرة الأسر المضنية والمذلة، ويُسجل هذا الإنجاز الكبير لحزب الله واللواء عباس ابراهيم الذي عمل بجهد من أجل الخروج بهذا الإتفاق بمباركة رئيسي الجمهورية والحكومة وموافقتهم بالنظر إلى ما ساد عملية التفاوض من التداخل بين ما هو خاص بحزب والله وما هو خاص بالدولة والحكومة اللبنانية وخصوصا لجهة إطلاق بعض المحتجزين في سجن رومية وبالتالي فلا يخفى على أحد الدور الإيجابي للحكومة والأجهزة الرسمية اللبنانية في مقدمها المؤسسة العسكرية ومؤسسة الأمن العام في التعامل الإيجابي لإنجاز هذا الإتفاق.
لكن اللافت والمستغرب ما جاء في كلمة الأسرى من توجيه الشكر والإمتنان إلى الرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري وإلى الجمهورية الاسلامية الإيرانية فيما لم يتوجه الأسرى إلى رد التحية والشكر والإمتنان الى اللواء عباس ابراهيم مثلا أوالمؤسسة العسكرية أو الحكومة اللبنانية !!

إقرا أيضا: الفرحة الغامرة بعودة الأسرى سالمين

هل هذه هي اللياقات الحزبية؟ وهل كانت كلمة الأسرى مقررة مسبقا؟ وهل جاءت بوحي من المشرفين على هذا الإتفاق؟ وأسئلة كثيرة يتداولها اللبنانيون باستغراب واستهجان، لماذا لم يتقدم الأسرى بالشكر الى لبنان حكومة وشعبا ومؤسسات عسكرية وأمنية ورسمية وهي التي ساهمت إلى حدّ كبير في العمل على إطلاق سراحهم ولولا تعاون الحكومة اللبنانية ومن ورائها هذه المؤسسات والدور الإيجابي الذي قامت به لم تكن هذه العملية لتصل إلى هذه الخاتمة السعيدة.
لماذا يصرّ حزب الله  على الإستهتار بدور الحكومة اللبنانية وإيجابياتها في التعامل مع هذا الإتفاق؟ والسؤال الأكبر لماذا يصر حزب الله على تجاهل ما قدّمه اللواء عباس إبراهيم من جهود وتضحيات للوصول إلى هذه الخاتمة السعيدة؟
إن هذا الإستئثار بإنجاز تحرير الاسرى، وهذا التبجح الدائم والمستمر  بإيران والاسد يؤكد التبعية العمياء لكل ما هو خارج الوطن والدولة والسيادة .