لم يكن الخبر الفضيحة حول الجرائم التي ارتكبتها رئيسة قسم الصيدلة في إحدى المستشفيات منى بعلبكي بحق ابرياء عُزل هو الجريمة الأفظع، بل العقوبة التي نالتها، والتي اقتصرت على عزلها من المستشفى والتوسع في التحقيق حول شركائها وإحالتهم على الهيئة العليا للتأديب.

فبعلبكي التي سرقت أدوية سرطانية على مدى 8 سنوات من المستشفى لتقوم ببيعها وكسب المال، وقامت باستبدالها بأدوية أخرى منتهية الصلاحية موقعةً ضحايا كُثراً، معظمهم من النساء والاطفال، قد تعاود مزاولة مهنة الصيدلة يوماً ما، وذلك لان الهيئة العليا للتأديب لم تشطب إسمها من جدولها بعد كأي إجراء إحترازي طبيعي لانقاذ آخرين قد يقعون ضحيتها.

"لبنان 24" كان له حديث خاص مع نقيب الصيادلة جورج صيلي، الذي أكد أن وزارة الصحة أصدرت ليل أمس قراراً بسحب إذن مزاولة المهنة لبعلبكي، إلا أنه قال أنه ينتظر البلاغ الرسمي لإتمام الإجراءات اللازمة، والتي قد تستغرق بالحد الأقصى 48 ساعة لانهاء عملية الشطب نهائياً، مشيراً إلى أن قرار عزل بعلبكي من مزاولة المهنة يتبعه اسقاط حقها في مزاولة مهنة الصيدلة، لأن إذن المزاولة من قبل وزارة الصحة هي إحدى شروط الإنتساب الى نقابة الصيدلة.

وماذا لو لم يتم إبلاغ نقابة الصيدلة رسمياً بسحب إسمها؟ يؤكد صيلي أنه "في تلك الحالة نقوم فوراً بعقد جلسة طارئة ومن ثم استدعاء بعلبكي للتحقيق معها بعد انقضاء 15 يوماً، ومن ثم تحويلها الى المجلس التأديبي، لكن هذه العملية قد تستغرق 25 يوماً".

العقوبة التي يجب أن تُتخذ بحق بعلبكي في مثل هكذا حالة جرمية، بحسب صيلي، لا تقل عن 5 سنوات سجن وغرامة مالية قد تصل الى 150 ألف دولار (جنحة فساد). وختم صيلي: "حالياً بعلبكي ليست متواجدة في الاراضي اللبنانية، ونحن نؤكد أن الأمن الصحي خط أحمر لدينا".

العزل فقط؟ التأديب؟ يستنكر المجتمع الاهلي هذه العقوبة ويضع اللوم على القضاء، فطالب أحدهم بـ"إعدام بعلبكي أمام المستشفى وتحديداً أمام قسم مرضى السرطان لتكون عبرة لغيرها، وتساءل: "كم من طفل ومريض بالسرطان توفي بسبب طمعّها؟. آخر قال: "يجب ان يتم تعذيبهم كما عذبوا المرضى".

وفيما وصفها البعض بـ"إرهابية من بلادي"، حذر أحد النشطاء من أهمية القبض على العصابة الكبرى التي تقف وراء أفعالها وقال: "يا جماعة، منى بعلبكي ليست سوى عنصر صغير بمافيا فساد اكبر منها، ولبّسوها لحالها التهمة تيطلعو هني، لو ما الغطاء فوقها قوي، ما استرجت تعمل هيك".

وأضاف أحدهم: " يجوز حقن منى بعلبكي بمواد مسرطنة لحين اصابتها بالسرطان وثم معالجتها بأسوأ دواء فاسد حتى الموت ودفنها في مقبرة جماعية لداعش".

هذه الأدوية كانت همزة الوصل الوحيدة لهؤلاء المرضى بين الحياة والموت، لكن بعلبكي أبت إلا أن تحرمهم من هذا الأمل الاخير في الشفاء لاغراض رخيصة ومادية. تساؤلات عدة يطرحها المجتمع الاهلي ولعل أبرزها يتمحور في سؤال موحد: من يقف وراء بعلبكي لتحظى بعقوبة تخفيفية في حين أن أفعالها تصنفها "سفاحة" مرضى السرطان"؟

 

 

 

فاطمة حيدر