حسَم النجم البرازيلي نيمار الجدل الذي طال حول انتقاله من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل مبلغ خيالي غير مسبوق في تاريخ كرة القدم العالمية.
 

أعلنَ نادي برشلونة رسمياً أمس عن تقديم نيمار طلبَ رحيلِه عن النادي، في خطوة أولى ستمهّد لانضمامه إلى النادي الباريسي في صفقة ستُعَدّ الأكبر في تاريخ كرة القدم بشكل خاص، والرياضة العالمية بشكل عام.

وكان برشلونة قد مدَّد عقد نيمار في تشرين الأوّل عام 2016، حتى حزيران 2021، ووضَع بنداً جزائياً قيمتُه 222 مليون يورو في حال أراد نيمار فسخَ العقدِ للانتقال إلى نادٍ آخر.

لكنّ هذا المبلغ لن يكون الوحيد الذي سيَدفعه سان جيرمان مقابل ضمِّ النجم البرازيلي، إذ سينال والد نيمار 40 مليون يورو كعمولة، والدولة الفرنسية 100 أو 120 مليون يورو كضرائب على الصفقة. كما سيَدفع النادي الباريسي إلى نيمار راتباً سنوياً مقدارُه 30 مليون يورو على 5 سنوات، ليصلَ إجمالي ما سيتقاضاه النجم البرازيلي 150 مليون يورو.

يُذكر أنّ نيمار انضمّ إلى صفوف برشلونة في صيف عام 2013 آتياً من سانتوس البرازيلي، في صفقةٍ تُسبّب بجدل قانوني كبير وصَل إلى المحاكم، إذ قام القضاء الإسباني بالتحقيق في القيمة الحقيقية للصفقة لمعرفة إذا كان الفريق الكاتالوني والنجم البرازيلي خفّضا من قيمة المبلغ للتهرّب من الضرائب.

صراع بين برشلونة والريال

وخلال التحقيق، تبيّنَ أنّ برشلونة وقّع مع سانتوس عقوداً أخرى، لتصلَ قيمة صفقة الانتقال إلى 83.8 مليون يورو، ما استدعى تدخُّل المحاكم في إسبانيا التي نظرَت إلى القضية من منظار الغشّ والاحتيال.

وقد أصدرَت المحكمة حكماً بسجن رئيس برشلونة خوسيب ماريا بارتوميو لسنتين وثلاثة أشهر، وبدفع 22.2 مليون يورو كتعويضات للدولة عن التهرّب الضريبي.

نجومية نيمار في البرازيل، أدّت إلى نشوب صراع كبير بين العملاقين الإسبانيين ريال مدريد وبرشلونة، اللذين تسابقا على ضمِّه، وهذا ما جَعل الفريق الكاتالوني يلجأ إلى أمور ملتوية وإلى التحايل على القانون لشراء خدمات نجم سانتوس الصاعد.

وُلد نيمار في 5 شباط عام 1992، وبدأت قصّته مع كرة القدم مبكراً مِثل غيره من النجوم البرازيليين العاشقين لهذه اللعبة الأكثر شعبية في بلدهم وفي العالم.

المفاجأة في بداية حياة نيمار، أنّه بعد انضمامِه إلى أكاديمية نادي سانتوس للفئات العمرية، سافر إلى إسبانيا في عمر الـ 14 سنة، من أجل الانضمام إلى ريال مدريد الذي كان يلعب فيه آنذاك البرازيليان رونالدو وروبينيو والفرنسي زين الدين زيدان والإنكليزي ديفيد بيكهام. واجتاز نيمار بنجاح الاختبار، لكنّ ناديه البرازيلي سانتوس رَفض التخلّي عن لاعبه الصاعد، ودفع مليون يورو من أجل الاحتفاظ به، وهذا ما جرى.

وبعد عودته إلى البرازيل، تألّقَ نيمار بشكل لافت، فصَعد بسرعة إلى الفريق الأوّل، ما لفتَ أنظار مستكشفي الأندية العالمية، التي حاولت التعاقد معه، قبل أن يحسم برشلونة الأمر ويتعاقد معه.

في 28 أيار عام 2013 حسَم نيمار الصراع بين برشلونة وريال مدريد وتشلسي وبايرن ميونيخ، ووقّع عَقده مع النادي الكاتالوني في صفقةٍ شابَها الكثير من الجدل حول قيمتها الحقيقية.

ثنائي رائع مع ميسي

منذ انضمامه إلى برشلونة، شكّل نيمار ثنائياً رائعاً مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، قبل أن ينضمّ إليهما في العام 2014 الأوروغوياني لويس سواريز، ليشكّل معهما ثلاثياً رهيباً اشتهر عالمياً باسم «أم أس أن».

وكانت أشهر مباريات نيمار معهما على الإطلاق مباراة الإياب مع باريس سان جيرمان الفرنسي بالذات في دور الـ 16 لمسابقة دوري أبطال أوروبا في 8 آذار الفائت، حين كان برشلونة متقدّماً (3-1) قبل دقائق قليلة على نهاية المباراة، وهي نتيجة تعني خروجَه من المسابقة نظراً إلى أنّ الفريق الفرنسي فاز ذهاباً (4-0).

بَيدَ أنّ نيمار كانت له الكلمة الفصل واليدُ الطولى في منحِ فريقه الكاتالوني بطاقة التأهّل بأعجوبة غير مسبوقة، عندما نجَح في تسجيل الهدف الرابع في الدقيقة 88 من ضربة حرّة رائعة، والهدف الخامس في الدقيقة 91 من ضربة جزاء، قبل أن يمرّر إلى زميله سيرغي روبرتو كرةً حاسمة في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع، جاء منها هدفُ التأهّل وسط فرحةٍ هستيرية لا توصَف داخل الملعب وعلى المدرّجات.

ألقاب عديدة

في البرازيل، أحرَز نيمار مع سانتوس لقبَ الدوري المحلي 3 مرّات الأعوام 2010 و2011 و2012، ولقبَ كأس البرازيل مرّة واحدة عام 2010، ولقب كأس الليبرتادوريس مرّة واحدة عام 2011.

وفي إسبانيا، توّج نيمار مع برشلونة بلقب الدوري مرّتين عامي 2015 و2016، وكأس السوبر مرتين عامي 2013 و2017، وكأس ملك إسبانيا 3 مرّات متتالية الأعوام 2015 و2016 و2017.

وعلى الصعيد الأوروبي، أحرَز نيمار لقبَ دوري أبطال أوروبا مرّة واحدة عام 2015، ولقبَ كأس السوبر الأوروبية عام 2015، ولقب كأس العالم للأندية عام 2015.

وعلى الصعيد الدولي، أحرَز نيمار مع المنتخب البرازيلي لقبَ كأس القارّات عام 2013، وذهبية الألعاب الأولمبية عام 2016.