بات الرئيس بري مشروع مسؤول بحجم مرحلة تاريخية متصلة ببقاء الدولة في لبنان وبوحدة الأمّة العربية
 

هو بطل بدون إعلام مسلط أو إعلام موجه ولا حاجة كيّ يُذكر بطريقة إستفزازية كما فعلت وتفعل محطة محلية كيداً بالرئيس الذي لا "يوكاد " من أحد خاصة وأن اللبنانيين أجمعوا واجتمعوا ضدّ دور النصرة على الحدود وضدّ اعتداءات الجبهة على المؤسسات العسكرية وفي مقدمتها الجيش اللبناني وهذا ما جعل من لبنان وحده البطل في مواجهة تحديات أمنية وفرتها عناصر من النصرة وعناصر من تنظيم داعش تمثلت بأعمال إرهابية طالت من أمن لبنان .

إقرأ أيضا : نبيه بري والحاجة خديجة
في العودة إلى الشاشة المحلية والتي ظهرت شخصية السيّد نصرالله بطريقة ناصرية لا حباً به كما يبدو بقدر ما هو كره بالرئيس نبيه بري فبطولة السيّد لا تُصرف مسيحيّاً ولا سُنيّاً ولا دُرزياً بل هي مهما تضخمت تبقى بحجم طائفة طالما أن لبنان مفصل على قياسات طائفية وباتت الحسابات فيه مذهبية لذا لم يعد أحد ومهما علا شأناً يتجاوز حدود هويته الخاصة .
من هنا كانت الشاشة ترسل نار الغيرة إلى المكون السياسي للطائفة الشيعية وبتحريض مملّ لم يأنس له حتى المستأنسين بصورة البطل الشيعي بحثاً منها عن صيد ثمين واصطياد في الماء العكر وقد فاتها أن الشيعة طائفة أبطال ولا يمكن اختزال أحد من لائحة القادة الذين كتبوا أسماءهم بدمائهم وهم على كثرتهم ووفرتهم شهداء بذلوا حياتهم لموت لم يستطع شطبهم من تاريخ الأحياء .
إن البطولة مساحة فعل ودور يتجاوز حدود الفرد وما الصورة المرفوعة فيها الاّ مجرد اختزال للمشهد الذي يقوم به أفراد كونها منزهة وبعيدة عن الأنا تلك التي تُباع وتُشرى في سوق السياسة الحزبية أي تلك المُصابة بجنون العظمة تماماً كما كانت صورة صدام حسين ومعمر القذافي ومن ماثلهما من القوميين العرب بعثاً أو ناصرية مُبتذلة حاولت تقليد زعيم الناصرية فصغر حجمها كما صغر دورها في مرحلة عربية هاجت فيها فحول هائجة ولكنها كانت مخصية .
من هنا يصبح البطل في الصورة خارج مساحة المجاهدين والمناضلين وداخل مساحة الجماهير التي لا تتعب من التصفيق طالما أنها لا تدفع أثمان تصفيقها وهنا نعود مرّة جديدة لصورة صدام حسين كبطل قومي حبسته الجماهير الغفيرة كقائد عربي دون أن يكون له أي فتح يُذكر بقدر ما كان له باع طويل في قتل الأبطال من الذين أدركوا أن البطل في الصورة العربية ما هو الاّ قاتل في سبيل السلطة .

إقرأ أيضا : نبيه بري والسلة المتكاملة
في الذاكرة اللبنانية حائط كبير لصور الأبطال ولم تستطع ذاكرة ما بعد الحرب محو أسمائها بل ثمّة صور حالية تكبر بإطار صور كبار من ماض ليس ببعيد لذا لا يمكن لمتسول سياسي أو إعلامي أن يطمر حقيقة أو أن يوهن منها خاصة و أن الزعامة اللبنانية مبنية على محمول تاريخي وعلى تجربة أعطت أصحابها رتباً لا يمكن إزالتها بإصبع رخيص يلعب بنار لا تحرق إلاّ اللاعب برمادها.

إقرأ أيضا : بالفيديو : كيف صافح الرئيس نبيه بري زوجته ؟
لقد قطع الرئيس نبيه بري مرحلة المراهقة القيادية لنصف وطن أو جهة أو طائفة وبات مشروع مسؤول بحجم مرحلة تاريخية متصلة ببقاء الدولة في لبنان وبوحدة الأمّة العربية وما دفع العراقيين لملاقاة السعوديين وغيرهم الاّ أملاّ منه بدور عربي دافن لأحقاد أبناء تغلب و مُرّة ويؤسس لنهضة عربية جديدة تعيد إحياء الطريق باتجاه فلسطين وبواسطة التنمية العربية لا بواسطة الاستبداد الذي أضاع القضية وجعل منها سجوناً للمعارضة كيّ يبقى الحاكم حاكماً الى الأبد. 
خسرت الشاشة المادحة بقصد الذم ما سعت اليه من تطويق صورة بطل تكبر أكثر كلما كثرت من حولها صور الأبطال .