مصافحة مفاجئة بين ظريف والجبير على هامش إجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي في إسطنبول هل هي بداية لإعادة تطبيع العلاقات بين الرياض وطهران
 

في أول لقاء ديبلوماسي بين وزيري خارجية إيران والسعودية بعد إنقطاع إستمر 20 شهرًا حصل على هامش إجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول يوم الإثنين الماضي. 
وفي التّفاصيل، بادر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالتوجه نحو نظيره الإيراني محمد جواد ظريف ومد يده نحوه  فقابل ظريف تلك المبادرة بأحسن منها وصافح الجبير مصافحة ودية، ثم علق على تلك المصافحة وأشار إلى أن خطوة نظيره السعودي مسألة طبيعية وأنها تندرج في إطار الأعراف الدبلوماسية لافتا الى أن دواعي هذه الخطوة تعود أيضًا إلى الإحترام المتبادل والصداقة القديمة التي تربطه بالجبير.
سبق تلك المصافحة وصول أول دفعة من الحجاج الإيرانيين إلى المدينة المنورة يوم الأحد الماضي استقبلهم نائب وزير الحج السعودي محمد بن صالح البيجاوي الذي رحب بالحجاج الايرانيين مؤكدًا على حرص المملكة على ضمان سلامة ورفاهية الحجاج وتوفير كافة الإمكانيات لهم.

إقرأ أيضًا: تخصيب أزمة المساجين في العلاقات الأميركية الإيرانية
وكان لافتًا أن المرشد الأعلى آية الله خامنئي ألمح إلى عدم رغبته لعودة الإيرانيين الى مراسم الحج مشيرًا الى ما اعتبرها جروح أحداث تدافع منا التي ذهب ضحيتها المئات من الحجاج الإيرانيين وغيرهم من الجنسيات المختلفة وصرح خامنئي بأنه رضخ لقرار مجلس الأمن القومي الذي إستقر رأيه على العودة الى الحج. 
وكما أشار موقع لبنان الجديد اكثر من مرة فإن السعوديين أثبتوا حسن نواياهم تجاه إخوتهم الحجاج الإيرانيين الشيعة ورضخوا لشروط هيئة الحج الإيرانية وأبدوا مرونة نوعية أوصلت الطرف الإيراني إلى القناعة بصدقية السعوديين وجديتهم في ازالة العوائق. 
تزامن وصول اول دفعة للحجاج الإيرانيين مع وصول الزعيم الشيعي العراقي المقرب من إيران السيد مقتدى الصدر الى المملكة بدعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأكد البيان الصادر من قبل المكتب الإعلامي لمقتدي الصدر على ان الطرفين تناولا العلاقات بين البلدين وقضايا المنطقة، ومما يدل على ان تلك الزيارة لم تكن على حساب إيران هو ان السلطات الإيرانية لم تتخذ اي موقف سلبي حيالها بالرغم من المواجهة بين إيران والسعودية التي تجري في جبهات عدة ولم يصرح الصدر بما يظهر انشقاقه من طهران ولواء القدس في الحرس الثوري. 

إقرأ أيضًا: ايران بين الدبلوماسية السياسية والدبلوماسية الصاروخية
ويأتي لقاء الجبير وظريف في إطار الخطوات السابقة ويعتبره الخبراء الإيرانيون أنه خطوة لفتح مرحلة جديدة للعلاقات بين الطرفين وتطبيع العلاقات وما يدعم هذه الرؤية هو أن الجبير الذي عبر عنه نظيره الإيراني ظريف كصديق قديم كان يهرب من أي لقاء مع ظريف طيلة 20 شهرًا بعد الهجوم الوحشي الذي قام به الشبيحة على مبنى السفارة السعودية في طهران ومبنى قنصليتها في مشهد.
يتوقع الكثيرون بأن تكون تلك الزيارة والمصافحة مقدمة لكسر الجليد بين أهم دولتين إسلاميتين في المنطقة وتخليص المنطقة من أوضاعها المعقدة.